مصر: غضب من دعوات التطبيع الرياضي مع إسرائيل

مصر: غضب من دعوات التطبيع الرياضي مع إسرائيل

17 فبراير 2016
مرتضى منصور دشن التطبيع الرياضي مع إسرائيل (Getty)
+ الخط -
حالة من الاستياء تعم الشارع المصري، خاصة الأوساط الشبابية، إزاء دعوات التطبيع الرياضي، والتي عبّر عنها المتحدث الرسمي لاتحاد كرة القدم المصري عزمي مجاهد، يوم أمس الثلاثاء.

واعتبر مجاهد في مداخلة تلفونية مع برنامج "كلام جرايد"، على قناة "العاصمة"، والتي يعمل بها شخصياً، أنه "ليس هناك ما يمنع من اللعب مع إسرائيل"، وذلك تعليقاً على المنافسة بين مصر وإسرائيل، على تنظيم بطولة كأس العالم للشباب تحت 19 سنة.

وبرر مجاهد تصريحاته بالقول، إن "هناك تبادلاً دبلوماسياً مع إسرائيل، ولاعبين مصريين لعبوا مباريات في تل أبيب، يجب أن نتحدث بوضوح، وليس هناك مشكلة في مشاركتنا في الرياضة معها".

وانتقد نشطاء التعريض بدولة قطر في تصريحات مجاهد، والتي قال فيها "أنا أرى أن قطر أخطر من إسرائيل علينا، وما تعمله فينا قطر أخطر من إسرائيل".

وختم حديثه بإطلاق تبرير مفاده ضرورة "فصل السياسة عن الرياضة".

وسبق لرئيس نادي الزمالك المصري، وعضو مجلس النواب، مرتضى منصور، أن ترجم التطبيع الرياضي مع إسرائيل، حين تعاقد مع مايوكا، لاعب كرة القدم المحترف بنادي "مكابي تل أبيب" الإسرائيلي، ما أثار غضب مشجعي الفريق والمهتمين بالرياضة في مصر، وحينها رد منصور أن "اللعب في إسرائيل لا يدينه".

وجاءت تصريحات مجاهد ومن قبله مرتضى منصور، في سياق تقارب مصري إسرائيلي غير مسبوق على مستوى الرؤساء؛ إذ التقى الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، يوم الخميس الماضي، وفد المنظمات اليهودية في الولايات المتحدة، بالقاهرة، وصرح لهم بأن "رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، قائد ذو قدرات قيادية عظيمة، وهذه الأخيرة لا تؤهله فقط لقيادة دولته وشعبه، بل إنها كفيلة بأن تضمن تطور المنطقة وتقدم العالم بأسره"، بحسب صحيفة "تسفيكا كلاين" العبرية.

اقرأ أيضاً: غداً جنازة غالي.. "مهندس" كامب ديفيد وأحد منظري التطبيع

دعوات "التطبيع الشعبي" التي يبدو أنها يتم الدفع نحوها رسمياً، أثارت غضباً شبابياً وسياسياً. في هذا السياق، كتب المحامي والناشط السياسي محمد شوكت الملط، على حسابه بموقع "فيسبوك"، أن "تصريح عزمي مجاهد بأنه لا يمانع من اللعب في تل أبيب، وأن قطر أخطر من الصهاينة على مصر، يعني أن التطبيع الرياضي مع إسرائيل قادم لا محالة".

وأضاف الملط، "مجاهد مأمور بإعلان هذا التصريح تمهيداً للمرحلة القادمة (مصر وإسرائيل يد واحدة)".

أما الناشط مجدي كامل، فقال في تغريدة له على موقع التواصل الاجتماعي "تويتر"، "ده اتحاد الكرة المصري يا جماعة المطبعين بجاحتهم زادات أوي، اتحاد الكرة بأول يا جماعة مفيش مشكلة نلعب في تل أبيب".

وشهدت قضية التطبيع الرياضي مع إسرائيل رفضاً من اللاعبين المصريين منذ فترة سابقة، وفي مقدمتهم لاعب المنتخب المصري لكرة القدم المعتزل محمد أبو تريكة، والذي رفض المشاركة في مباراة ودية "من أجل السلام بين الأديان" في روما، بدعوة من بابا الفاتيكان، عام 2014، بعد تأكد مشاركة لاعب المنتخب الإسرائيلي، يوسى بنايون.

ولم يكتف أبو تريكة برفض المشاركة في الدعوة، بل نشر نص الدعوة التي تلقاها عبر صفحته الرسمية بموقع التواصل الاجتماعي "تويتر"، مُعلقاً عليها قائلاً، هذه "صورة من الدعوة للمباراة، ورفضي لها بسبب الكيان الصهيوني.. عفواً نحن نربّي أجيالاً".

اقرأ أيضاً: دعوات إسرائيلية لمعاقبة الاحتلال... والسيسي قلق من شعبية "حماس"

كذلك، رفض محمد صلاح مصافحة لاعبي إسرائيل واستبدلهم بـ"ربط حذائه"، ورفض مُصافحة لاعبي نادي مكابي تل أبيب، في مباراتي الذهاب والإياب في دوري أبطال أوروبا موسم 2014، عندما كان يلعب ضمن صفوف بازل السويسري، وتعمّد محمد صلاح ترك مصافحة لاعبي الفريق التقليدية قبل المباراة، وذهب لربط حذائه إلى جانب الخط. وكرر نفس الأمر في مباراة الإياب في تل أبيب.

بدوره رفض أحمد حسن لاعب الزمالك السابق ارتداء قميص فريق جالطة سراي التركي، بعد انتهاء عقده الرسمي مع جينشين بيرليجي في صيف عام ‏2003‏، على الرغم من العرض المالي المُغري الذي تلقاه، وقيمته ‏5.5‏ ملايين دولار كراتب للاعب لمدة ثلاثة مواسم،‏ بعد أن أعلنت إدارة النادي التركي عن تسجيل اللاعب الإسرائيلي "حاييم بن ريفيفو" في قائمة الفريق، وتصريحه الذي أكد فيه ترقبه مقابلة أحمد حسن، واللعب بجواره في أول حالة تطبيع كروي في الملاعب الأوروبية‏.‏

بينما فقد نادر السيد مكانه الأساسي في بروج البلجيكي، بعد رفضه السفر إلى تل أبيب، في الفترة بين عامي 1998/ ‏2001‏، لخوض مباراة رسمية في دوري الأبطال الأوروبي، وإعلانه لناديه أنه "لو أُجبر على السفر بصفته لاعباً محترفاً فلن يشارك في اللقاء". وكانت تلك الواقعة بداية الانقلاب على نادر السيد في ناديه البلجيكي، بوضعه على دكة الاحتياط لعامين، ثم الاستغناء عنه بشكل نهائي في صيف عام 2002‏.

كما رفض منتخب الهوكي المصري اللعب مع نظيره الإسرائيلي في إطار فعاليات بطولة العالم للعبة، والتي أقيمت في أورغواي 2012، وأوردت مصادر أن البعثة المصرية أبلغت من قبل وزير الرياضة حينها برفضه مشاركة المنتخب المصري مع إسرائيل، وهو ما أثار الصحافة الإسرائيلية، والتي وصفت رفض المنتخب المصري بـ"الأمر الغريب والخطير"، مشددة على أن "مثل هذه المواقف تأتي من إيران لكن انتقالها لمصر أمر غريب".

اقرأ أيضاً: إغراق أنفاق غزة..يكشف قوة العلاقات المصرية الإسرائيلية غير المعلنة

كذلك رفض رمضان درويش، لاعب الجودو المصري، مصافحة منافسه الإسرائيلي خلال بطولة العالم، مؤكداً أنه لم يكن في مقدوره سوى رفض مصافحته، مضيفاً أنه لو كان يملك قرار الانسحاب من البطولة لاتخذه على الفور دون تردد. إلا أنه رفض الانسحاب من البطولة، نظراً لمخالفته للائحة الاتحاد الدولي للجودو، وبالتالي فالانسحاب معناه حرمان مصر من المشاركة في بطولاته العالمية.​

على الجانب الآخر، يضم الدوري الإسرائيلي لكرة القدم، سبعة لاعبين مصريين، هم، حسن توفيق، اللاعب بنادي "إيلات"، وميخائيل يونان، وصفوت حليم، وجرجس فوزي بنادي "سخنير"، وأدهم بنادي "مكابي تل أبيب"، ومحمود عباس بنادي "هابويل"، وجورج أمسيس بنادي "بني يهوذا".

في سياق آخر متصل، كانت شركات سياحية مصرية قد أعلنت عن نيتها تنظيم رحلات حج إلى القدس للأقباط المصريين، عقب زيارة البابا تواضروس لكنيسة القيامة بالقدس مؤخراً.

وكانت دراسة إسرائيلية لمعهد أبحاث الأمن القومي قد خلصت إلى أن عبد الفتاح السيسي نجح في شق "جدار المعارضة" للتطبيع مع إسرائيل، والذي يعد "تذكرة زيارة" يلوّح بها السيسي في وجه العالم، في سياق جهوده لـ"تحسين مكانة بلاده الدولية والإقليمية"، وجذب الاستثمارات وتنمية التجارة والسياحة.

وتناولت الدراسة التي أعدها الباحث "أوفير فينتر"، في أغسطس/آب الماضي، جهود السيسي لـ"بناء الشرعية" ووضع الديمقراطية في عهده، إضافة للعلاقات مع إسرائيل، والتي قال إنها أخذت منحى جديداً بمجرد توليه الحكم، حيث خرجت القضية الفلسطينية من دائرة أولويات مصر الرسمية، وبدلاً من "العدو الإسرائيلي"، بات الحديث يدور عن "عدو إسلامي"، ممثل في الحركات الإرهابية الداخلية، إضافة إلى حركة حماس في قطاع غزة.

اقرأ أيضاً: إسرائيل تحظر نشر المعلومات عن العلاقة السرية بنظام السيسي