إغراق أنفاق غزة..يكشف قوة العلاقات المصرية الإسرائيلية غير المعلنة

إغراق أنفاق غزة..يكشف قوة العلاقات المصرية الإسرائيلية غير المعلنة

10 فبراير 2016
السيسي قدم تنازلات لم يجرؤ مبارك على قبولها(فرانس برس)
+ الخط -
وضعت تصريحات وزير البنية التحتية الإسرائيلي يوفال شتاينتس، التي أكد خلالها أن "إغراق النظام المصري للأنفاق على الحدود مع قطاع غزة جاء بطلب من تل أبيب"، الرئيسَ المصري عبد الفتاح السيسي في مأزق، وهو ما دعا إلى "قرار إسرائيلي بمنع النشر في المعلومات المتعلقة بالتعاون مع مصر".

من جانبه علق مصدر لـ"العربي الجديد"، قائلاً "قرارات حظر النشر من جانب أي دولة دائماً ما تكون من أجل إخفاء بيانات ومعلومات مهمة تدين أطرافا بعينها".

وتابع المصدر ذاته، فيما يتعلق بحالة حظر النشر الإسرائيلي للمعلومات المتعلقة بالتعاون بين تل أبيب والقاهرة، فالنظام المصري يدرك جيداً أن الإعلام في مصر لا يمكنه تناول، أو نشر معلومات، نظراً للرقابة والتضييق الشديد عليه، خاصة فيما يتعلق بمثل هذه القضايا، أو أي أمر يمسّ الرئيس عبد الفتاح السيسي بشكل مباشر.

وأضاف، "بالتالي لم يتبق أمامهم سوى وقف صنبور المعلومات من الجانب الإسرائيلي حتى لا يتسبب للسيسي في حرج شعبي، وقومي".

وأوضح مصدر "العربي الجديد"، أنه "لا يستبعد أن يكون حظر النشر فيما يتعلق بأي معلومات لها علاقة بالتعاون الإسرائيلي المصري، سواء على المستوى الأمني أو أي مستويات أخرى، جاء بطلب مصري، مصدره المؤسسات السيادية التي تدير تلك العلاقات".

اقرأ أيضاً: زيارة وزير خارجية مصر لأميركا..مساءلة حول الاعتقالات والأوضاع الأمنية

من جهة أخرى وصف مساعد وزير الخارجية المصري الأسبق، رئيس وحدة إسرائيل بوزارة الخارجية سابقاً السفير حسين هريدي، في تصريحات خاصة، لـ "العربي الجديد"، حديث وزير البنية التحتية الإسرائيلي، "بأنها غير مسؤولة"، مضيفاً أنه "لا أحد يعلم ما هو الهدف الحقيقي من وراء تلك التصريحات، خاصة وأننا تعودنا منهم على أن أي تصريح أو إجراء لا يكون عبثاً، بل يتم وفق خطوات محسوبة ومدروسة جيداً".

فيما قال خبير سياسي مصري متخصص في العلاقات الدولية فضل عدم الكشف عن اسمه، إن "العلاقة بين تل أبيب والقاهرة في الوقت الراهن أشبه بالعلاقة بين عشيقين، فهي في النهاية، علاقة قوية ومتينة ولكنها لا ترى النور".

وشدد الخبير على أن السبب الرئيسي في تقديم السيسي تنازلات عديدة للجانب الإسرائيلي، ومنها شروط لم يجرؤ الرئيس المخلوع حسني مبارك على قبولها، هو شعور النظام المصري ورئيسه عبد الفتاح السيسي بضعف موقفه السياسي الداخلي والدولي، ما دفعه لطرق بوابة تل أبيب.

وتابع المتحدث ذاته، أن "السيسي بطبعه رجل استخبارات ورجل أمني، لذلك دائماً يغلب الطابع السري على تحركاته وتعاملاته الدولية، ولا أحد يعلم حجم تعامله مع روسيا في ملفات العلاقات معها".

اقرأ أيضاً: تصريحات وزير إسرائيلي بشأن أنفاق غزة تضع السيسي بمأزق

وكانت مصادر قد كشفت أن السفير هشام سيف الدين، مساعد وزير الخارجية المصري لشؤون مكتب الوزير، قد أجرى اتصالاً بالسفير الإسرائيلي بالقاهرة، كورين هايم، أبدى خلاله اعتراضه على تصريحات الوزير الإسرائيلي.

إلى ذلك، علق السفير الإسرائيلي السابق بالقاهرة إيلي شاكيد، في تصريحات صحافية، على الموضوع، قائلاً "لقد كشف شيئاً ما كان ينبغي أن يقال"، مضيفاً أن "التصريحات ليست سراً بالنسبة للعالم الخارجي، لكنها مصدر محتمل لعدم الاستقرار داخل مصر التي تشترك بنصيب واسع النطاق من كراهية العالم العربي لإسرائيل".

فيما قال المحلل العسكري لصحيفة معاريف الإسرائيلية يوسي ميلمان، إن "التنسيق الأمني بين مصر وإسرائيل أحد أكثر القضايا الحساسة هناك من أجل إرساء الأمن"، واصفاً تصريحات وزير الطاقة بأنها تعكس "المرض الخطير بالتحدث غير المنضبط من قبل مسؤولين إسرائيليين".

اقرأ أيضاً: اعتراف إسرائيلي: السيسي أغرق أنفاق غزة بناء على طلبنا