وسائل إعلام إسرائيلية:السيسي يعارض أي أفكار لتخفيف حصار غزّة

وسائل إعلام إسرائيلية:السيسي يعارض أي أفكار لتخفيف حصار غزّة

26 يناير 2016
أطفال فلسطينيون في قطاع غزة (علي حسن/الأناضول)
+ الخط -
يدّعي اليمين الإسرائيلي بأنه يفكر بخطط عدة إزاء قضية حصار قطاع غزة. في هذا الصدد، تتحدث صحيفة "معاريف" النقاب عن إعداد وزير الاستخبارات الليكودي يسرائيل كاتس، خطة شاملة لرفع الحصار عن قطاع غزة، بالتعاون مع رئيس جهاز الموساد الأسبق مائير داغان.

وتنوّه الصحيفة في تقرير نشره موقعها مساء السبت، إلى أن "خطة كاتس، العضو في المجلس الوزاري المصغّر لشؤون الأمن، تقوم على تدشين ميناء عائم قبالة سواحل غزة، ينهي الحصار المفروض على القطاع من خلال ربطه بالعالم الخارجي". وتشير الصحيفة إلى أن "الخطة تنصّ على وجوب وضع الميناء تحت رقابة دولية وإسرائيلية، لضمان عدم المس بالأمن الإسرائيلي من خلال تمرير أسلحة ومواد قتالية لقطاع غزة". وتلفت الصحيفة إلى أن "كاتس وداغان يعتبران أن تنفيذ هذه الخطة يعفي إسرائيل من المسؤولية عن تواصل الأوضاع الاقتصادية السيئة في قطاع غزة، ويُقلّص فرص اندلاع مواجهة جديدة فيه".

في الوقت ذاته، فإن تنفيذ هذه الخطة، في نظر كاتس وداغان، سيُحسّن المكانة الدولية لإسرائيل ويمنحها هامش مناورة أوسع في الساحة الإقليمية. وتكمن المفارقة في أن كاتس يُعدّ من أكثر الوزراء تطرفاً من بين ممثلي الليكود في الحكومة، ناهيك عن أن داغان معروف بتوجّهاته المتطرّفة تجاه الفلسطينيين والعرب عموماً.

لكن مما يدل على أن الحماسة لرفع الحصار عن غزة تمثل قاسماً مشتركاً لعدد من وزراء الحكومة، لا سيما الأكثر تطرفاً فيها، هو حقيقة أن وزير التعليم نفتالي بينيت، الذي يرأس حزب "البيت اليهودي" المتدين، الذي يمثل المستوطنين في الضفة الغربية قد ذكر خلال كلمته أمام المؤتمر السنوي، الذي نظمه "مركز أبحاث الأمن القومي" الإسرائيلي مطلع الأسبوع الماضي أن "لإسرائيل مصلحة واضحة في رفع الحصار عن قطاع غزة وفتح آفاق أمام حياة كريمة أمام الغزيين". واعتبر بينيت أن "عدم مبادرة حكومته لاتخاذ خطوات في هذا الجانب، يعكس غياب الإبداع السياسي في التصدّي للتحديات التي تواجهها إسرائيل".

اقرأ أيضاً: هل تشنّ إسرائيل حرباً جديدة على غزة؟

وقد سبق لوزير الاستيطان والزراعة أوري أريئيل، الرجل الثاني في "البيت اليهودي"، أن دعا إلى رفع الحصار عن قطاع غزة، على اعتبار أن هذا التطور يمثل مصلحة إستراتيجية لإسرائيل. وتأتي حماسة اليمين لرفع الحصار عن القطاع أيضاً لإدراكهم بأن التخلّص من المخاطر التي تشكلها المقاومة في قطاع غزة، يتسنّى فقط في حال إعادة احتلال القطاع، وهو ما لا يُحبّذه اليمين لكلفته الأمنية والسياسية والاقتصادية. مع ذلك، تصطدم حماسة وزراء اليمين لرفع الحصار عن قطاع غزة، برفض نظام الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، الذي أبلغ إسرائيل مجدداً أنه غير معني برفع الحصار عن غزة. 

في هذا السياق، يكشف معلق الشؤون العربية في صحيفة "هآرتس" تسفي بارئيل، أن "السيسي أوضح لإسرائيل رفضه المقترحات التركية لرفع الحصار عن غزة، وهي المقترحات التي من شأن تطبيقها تمهيد الطريق أمام تطبيع العلاقات بين أنقرة وتل أبيب".

وفي تقرير نشرته الصحيفة يوم الجمعة، ينوّه بارئيل إلى أن "السيسي لم يُبلّغ إسرائيل فقط رفضه رفع الحصار مع غزة، بل أنه أكد أن مصر غير مستعدة للتعاون مع تركيا وإسرائيل في التخفيف عن القطاع عبر إعادة فتح معبر رفح". ونظراً للعوائد التي تجنيها إسرائيل من الشراكة الاستراتيجية مع القاهرة، فإن بارئيل يشير إلى أن "(رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين) نتنياهو، أبلغ المصريين بأنه لن يتم رفع الحصار عن غزة من دون التنسيق مع مصر ومراعاة مصالح النظام في القاهرة".

لكن نظراً لأن محافل التقدير الإستراتيجي في تل أبيب ترى أن رفع الحصار عن غزة يخدم بالأساس المصالح الإستراتيجية لإسرائيل، فقد دعا "مركز أبحاث الأمن القومي" الإسرائيلي في ختام مؤتمره الذي انتهى الخميس الماضي صناع القرار في تل أبيب لإجراء حوار مع نظام السيسي لإقناعه بجدوى رفع الحصار عن القطاع.

اقرأ أيضاً: موقد النار.. وسيلة فقراء غزة لمقاومة برد الشتاء

المساهمون