غداً جنازة غالي.. "مهندس" كامب ديفيد وأحد منظري التطبيع

غداً جنازة غالي.. "مهندس" كامب ديفيد وأحد منظري التطبيع

17 فبراير 2016
عُرف بطرس أنه من عرّابي "السلام الوهمي"(فرانس برس)
+ الخط -
أرجئت مراسم دفن وتشييع الأمين العام الأسبق للأمم المتحدة، المصري بطرس غالي، إلى يوم غد الخميس، بحسب ما أعلنت أسرته، مبينةً أن مراسم دفنه وتشييع جنازته لن تجري اليوم، الأربعاء، وستتم غداً، من الكاتدرائية المرقسية في العباسية، بالقاهرة، بمشاركة مسؤولين رسميين، وشخصيات عامة مصرية.

وعلّق باحثون سياسيون، عقب الوفاة، أمس الثلاثاء، بأن مواقف وسيرة غالي ستظل باقية لسنوات طويلة مقبلة، باعتباره واحداً من الشخصيات التي لعبت أدواراً بارزة على أكثر من صعيد طيلة ما يزيد عن ستين عاماً من العمل العام.

عرّاب "السلام الوهمي"

وعرفت المجتمعات العربية والإسلامية عدداً من المطبعين وعرابي "السلام الوهمي" مع الاحتلال الإسرائيلي، إلا أن غالي كان أحد أبرز تلك الوجوه، إن لم يعتبره بعض المراقبين الأبرز على الإطلاق.

وبخلاف مكانته، في أوساط أساتذة القانون الدولي دولياً وإقليمياً وحتى محلياً، إلا أن وصمة تظل تلاحق سيرته وهي لقب "مهندس" السلام المصري مع إسرائيل واتفاقية "كامب ديفيد"، في أعقاب حرب "أكتوبر".

ويؤرخ بالاتفاقية كعلامة فارقة في تاريخ الصراع العربي الإسرائيلي، لناحية تحييد دولة مؤثرة وفاعلة في المنطقة وهي مصر، وبالتالي إمكانية السيطرة الكاملة على فلسطين، وطي صفحة مقاومة الاحتلال الإسرائيلي.

غالي كان له الدور الأبرز في مفاوضات السلام بين مصر وإسرائيل، حتى أنه رافق الرئيس المصري الراحل أنور السادات خلال توقيع الاتفاقية عام 1979.

ويعتبر الرجل من أكثر الشخصيات التي كانت تدفع في اتجاه توقيع مثل تلك الاتفاقية، وإطلاق دعوات استمرت حتى يومنا هذا وهي "إيجاد تعايش سلمي مع إسرائيل".

ينظر للرجل في أوساط معارضيه الرافضين لاتفاقية "كامب ديفيد"، والتطبيع مع الكيان الصهيوني، باعتباره "المطبّع الأكبر"، لناحية دعوته للتعايش مع إسرائيل وتطبيع العلاقات تماماً، حتى أنه دعا الدول الأفريقية، التي قطعت علاقاتها مع الكيان المحتل، إلى إعادتها مرة أخرى، فضلاً عن اتصالاته بعدد من المسؤولين والأكاديميين الصهاينة، وسط دعوات للتعايش السلمي مع إسرائيل.

تصريحات ومواقف "صادمة"

كما كانت لغالي تصريحات صادمة، تلك التي أطلقها حول قرار الأمم المتحدة رقم (242)، الذي وصفه بـ"غير ملزم"، وهو ما لم تتمكن إسرائيل من التملّص منه يوماً، إلا عقب حديث الرجل.

ولم يستجب غالي لطلب مجلس الأمن حينما كان أميناً عاماً للأمم المتحدة، في القرار (681)، المعني بحماية الفلسطينيين تحت الاحتلال، واتفاقات جنيف الرابعة المعنية بحماية المدنيين في الأراضي الفلسطينية المحتلة. وطلب حينها من الأمين العام تقديم تقرير دوريّ كل ثلاثة أشهر بشأن هذه المسألة.

وكان للرجل موقف من حرب البوسنة والهرسك عام 1992، حيث رفض إرسال قوات حفظ سلام دولية إلى هناك، وهو ما عرّضه لانتقادات فادحة داخلياً في مصر ومختلف الدول الإسلامية.

كما لم يكن لغالي موقف رافض للتدخل والغزو العسكري الأميركي وحلف شمال الأطلسي (الناتو) للعراق، فقد اعتبر في أحد تصريحاته الصحافية، خلال عام 2003، أن التدخل لا يتعارض مع الشرعية الدولية، بموجب قراراي مجلس الأمن (678) و(687)، على حد قوله آنذاك.

سيرة حياته

ولد غالي في 14 نوفمبر/ تشرين الثاني 1922، وبات أستاذاً للقانون الدولي والعلاقات الدولية في جامعة القاهرة عام 1946.

وحصل على الدكتوراه من فرنسا عام 1949، وشارك في تأسيس مركز الأهرام للدراسات السياسية، فضلاً عن مجلة السياسة الدولية الفصلية في جريدة "الأهرام".

وتولّى منصب أمين عام الأمم المتحدة في الأعوام 1992- 1996، بمساندة فرنسية، ليصبح أول عربي يتولى هذا المنصب. ولم يجدد للرجل فترة ثانية، بسبب استخدام الولايات المتحدة الأميركية حق "الفيتو" بعد انتقادها له.

غالي، تقلّد مناصب حكومية مصرية عدّة، منها نائب رئيس الوزراء للشؤون الخارجية في مايو/ أيار 1991، ووزيرا للدولة للشؤون الخارجية من أكتوبر/ تشرين الأول 1977 وحتى 1991.

وكان غالي عضواً في البرلمان المصري عام 1987، وعضواً في أمانة الحزب "الوطني الديمقراطي" في عام 1980، كما كان نائباً لرئيس الاشتراكية الدولية إلى أن تولى منصب الأمين العام للأمم المتحدة.

اقرأ أيضاً: وفاة بطرس غالي: أرشيف الحلم الاشتراكي والمحطات الدولية الفاصلة

دلالات