دعوات إسرائيلية لمعاقبة الاحتلال... والسيسي قلق من شعبية "حماس"

دعوات إسرائيلية لمعاقبة الاحتلال... والسيسي قلق من شعبية "حماس"

17 فبراير 2016
الانتفاضة الفلسطينية تقلق إسرائيل (محمد أسد/الأناضول)
+ الخط -
يتزايد عدد الأصوات في تل أبيب، أخيراً، الداعية لفرض عقوبات على إسرائيل لإجبار حكومتها على تغيير نمط تعاطيها مع الشعب الفلسطيني، في الوقت الذي بدأ فيه تحرُّك دولي وإقليمي لوضع حد لانتفاضة القدس الشعبية. ودعا أحد أبرز الباحثين في تل أبيب، أستاذ التاريخ في الجامعة العبرية في القدس المحتلة، البروفسور شلومو زند، العالم لفرض عقوبات على إسرائيل لإجبارها على إنهاء الاحتلال.

وفي مقال نشره موقع صحيفة "هآرتس"، أخيراً، يوضح زند، أنّ جميع الإسرائيليين يتحملون المسؤولية عن الظلم والغبن الذي لحق بالفلسطينيين جراء الاحتلال المتواصل. وينوّه الأستاذ الجامعي إلى أن الإسرائيليين؛ إما أنهم راضون تماماً عما تقوم به حكومتهم ضد الفلسطينيين أو أنّهم غير مبالين بمعاناة الفلسطينيين، مما يجعلهم يتحملون المسؤولية عن نتاج سياسات حكومة بنيامين نتنياهو.

ويدحض الباحث الإسرائيلي مزاعم الحكومة الإسرائيلية والأوساط الإعلامية والثقافية المرتبطة بها، بشأن دور التحريض في تواصل عمليات المقاومة، مشدداً على أنّ التحريض لا يقوم بدور يُذكر في تحفيز الفلسطينيين على شنّ العمليات ضد الإسرائيليين. ويضيف زند، أنّ "كل من يملك عقلاً يعي تماماً أن الاحتلال المتواصل والإهانة اليومية واليأس، هو الذي يدفع الفلسطينيين لاستهداف الإسرائيليين". ويردف قائلاً، "كما أن العقوبات الدولية كان لها دور بارز في تغيير سلوك حكومة جنوب أفريقيا وإيران، فيتوجب فرض عقوبات مماثلة على إسرائيل لإنهاء الاحتلال".

وكانت العشرات من الشخصيات الإسرائيلية ذات التوجهات اليسارية، دعت الاتحاد الأوروبي للمضي قدماً في قراره الهادف لتمييز البضائع التي تنتج في المستوطنات عن تلك التي في (إسرائيل).

من جهته، يعتبر المعلق العسكري الإسرائيلي لقناة التلفزة العاشرة، ألون بن دافيد، إنّ النظرية الأمنية التي يتشبث بها نتنياهو "مجرد منظومة من الأفكار الافتراضية المنفصلة عن الواقع والتي لن تحسّن الواقع الأمني". ويقول بن دافيد، إن "حوادث القتل التي يتعرض لها الإسرائيليون هي نتاج السياسة الافتراضية التي يطبقها نتنياهو والتي أوجدت دولة ثنائية القومية تحسّن من قدرة الفلسطينيين على استهداف الإسرائيليين. وفي مقال نشره موقع صحيفة "معاريف"، أخيراً، ينوّه المعلّق العسكري إلى أنه "في الوقت الذي يتحدث فيه نتنياهو عن دور الجدران الإسمنتية التي يقيمها على الحدود مع الدول العربية، يتجاهل حقيقة أن مثل هذه الجدران لا يمكنه أن يقيمها في قلب الدولة ثنائية القومية التي يتكرس وجودها من خلال رفضه الانفصال عن الفلسطينيين".

اقرأ أيضاً تحديات رئيس "الشاباك" الجديد: الهبّة الشعبية والأنفاق وحرب السايبر

في غضون ذلك، شرعت جهات دولية وإقليمية بتحركات تهدف إلى تهيئة الظروف لوقف انتفاضة القدس ووضع حد لها. وذكرت صحيفة "هآرتس" في عددها، أول من أمس الأحد، أن اللجنة الرباعية الدولية تعهدت بإعداد توصيات تهدف لتوفير الظروف التي تضمن وقف التصعيد القائم في الضفة الغربية، واستئناف المفاوضات بين إسرائيل والسلطة الفلسطينية.

وتشير الصحيفة ذاتها إلى أنّ وزراء خارجية الدول المشاركة في اللجنة، التي تضم الولايات المتحدة، وروسيا، والاتحاد الأوروبي، والأمم المتحدة، قرروا في اجتماعهم، أخيراً، على هامش مؤتمر الأمن في نسخته الـ52، المنعقد في مدينة ميونخ الألمانية، إعداد تقرير حول الأوضاع في الضفة الغربية. ويتضمن هذا التقرير توصيات يفترض أن يفضي تطبيقها إلى وقف التصعيد والتدهور الحاصل في العلاقة بين الفلسطينيين والإسرائيليين. ويلفت تقرير "هآرتس"، إلى أن وزراء الخارجية شددوا على ضرورة الاستعانة بجهود الدول الإقليمية ذات التأثير على العلاقة الفلسطينية الإسرائيلية لتهيئة الظروف أمام الشروع في مسار تفاوضي يرمي إلى تطبيق حلّ الدولتين.

وفي سياق متصل، توضح صحيفة "معاريف"، أنّ وكيل وزارة الخارجية الإسرائيلي الأسبق، يوري سافير كشف النقاب، أخيراً، عن مبادرة يعكف عليها النظام المصري تهدف إلى وقف انتفاضة القدس من خلال إحياء المفاوضات بين إسرائيل والسلطة الفلسطينية وتحسن من قدرة دول المنطقة على مواجهة الإرهاب. وفي مقال نشرته الصحيفة، الثلاثاء الماضي، نقل سافير عن مسؤول مصري، إنّ الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي سيدعو لعقد مؤتمر في مدينة شرم الشيخ تشارك فيه إلى جانب مصر كل من السلطة الفلسطينية، والأردن، وإسرائيل لمواجهة الإرهاب والاتفاق على أسس لحلّ الصراع. وبحسب سافير، فإنّ السيسي يخشى أن يفضي تفجّر الانتفاضة الفلسطينية الشعبية إلى تعزيز مكانة حركة المقاومة الإسلامية "حماس" على حساب السلطة الفلسطينية وحركة "فتح".

وأوضح سافير أن مصر توجهت إلى كل من فرنسا، والولايات المتحدة، والسلطة الفلسطينية، وجهات أمنية إسرائيلية لمناقشة الفكرة، منوهاً إلى أن المصريين معنيون بالتنسيق مع فرنسا بشأن سبل دفع مبادرة جديدة لحل الصراع، على اعتبار أن باريس تقدمت بمبادرة سياسية مماثلة بسبب مكانتها في مجلس الأمن.

اقرأ أيضاً فرنسا والمؤتمر الدولي للسلام: استعادة الحقوق أم ضرب للانتفاضة؟