بغداد تحتج على فبركة الجامعة العربية تصريحاً للخارجية العراقية

بغداد تحتج على فبركة الجامعة العربية تصريحاً للخارجية العراقية وتطالب بتوضيح وحذف

13 أكتوبر 2020
وصفت مصادر بالخارجية هذا الأمر بـ"غير اللائق" (خالد الدسوقي/ فرانس برس)
+ الخط -

قال مسؤول عراقي بارز بوزارة الخارجية في بغداد لـ"العربي الجديد"، إن الوزارة تواصلت مع مكتب الأمين العام لجامعة الدول العربية، بشأن إضافة تصريح على لسان وزير الخارجية العراقي فؤاد حسين لم يدل به، ضمن بيان صادر عن الجامعة أمس الاثنين.

وجاء في التصريح المذكور، أن الوزير العراقي عبر عن تقديره لوقوف الجامعة العربية في مساندة العراق تجاه الاعتداءات التركية على وجه الخصوص، معتبرا أن إضافة التصريح على لسان الوزير لم تكن أمرا  لائقا، خاصة أنه تمت إضافة الفقرة بعد إطلاع الوفد العراقي على البيان وموافقته على صيغته.

وزار أمس الإثنين وزير الخارجية العراقي فؤاد حسين العاصمة المصرية القاهرة، والتقى الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي ونظيره سامح شكري خلال زيارة لبحث استكمال مقررات قمة عمان، التي عقدت الشهر الماضي بين العراق والأردن ومصر وتتعلق بجوانب تجارية واقتصادية بين الدول الثلاث، قبل أن يجري لقاء مع أمين عام الجامعة العربية أحمد أبو الغيط.

وأبلغ مسؤول عراقي بارز في وزارة الخارجية ببغداد "العربي الجديد"، بأن الوزارة "تستغرب إضافة كلام لوزير الخارجية فؤاد حسين لم يدل به خلال لقائه مع السيد أبو الغيط، في ما يتعلق بتركيا"، معتبرا أن العراق "لا يرغب باستخدام أي من ملفاته الخارجية في أي أجندة سياسية لأطراف أخرى بالمنطقة، وما ورد من حديث على لسان الوزير العراقي بالحديث عن تركيا ومباركة موقف الجامعة العربية لم يحصل".

وأكد المسؤول الذي فضل عدم ذكر اسمه، أنه "تم التواصل مع الأمانة العامة للجامعة العربية، خاصة أن صيغة البيان الذي عرض على الوفد العراقي لم تكن تتضمن أي إشارة تتعلق بتركيا".

وبين أن تصريحات فؤاد حسين، لم تكن تحمل أي رسائل سياسية إلى أي طرف خارجي، لكن جامعة الدول العربية حاولت إيصال رسائل سياسية إلى تركيا، من خلال إضافة فقرة في بيانها الرسمي، لم يتم التطرق لها إطلاقاً، وعلى أثر ذلك، قدمت الخارجية العراقية، استفساراً عن ذلك، وطالبتها بتقديم توضيح أو حذف العبارة، التي لم يتم التطرق إليها، فيما يخص إشادة وزير الخارجية العراقية بمواقف الجامعة في مواجهة الاعتداءات التركية، التي لم تناقش من الأساس في أي اجتماع عقد في القاهرة".

وختم المسؤول في وزارة الخارجية العراقية قوله إننا "الآن بانتظار رد وتوضيح رسمي، من قبل جامعة الدول العربية، لبيان سبب ذكر فقرة لم يتم تناقش في الاجتماع، كما لم تكن موجودة عند كتابة البيان بين إعلام الخارجية العراقية وإعلام الجامعة"، واصفا ذلك بغير اللائق.

وفي وقت لاحق، غيرّت الجامعة العربية بيانها المنشور على موقعها الإلكتروني، حيث حذفت الجزء المتعلق بتركيا، غير أن البيان لا يزال موجوداً على وسائل إعلام عديدة نقلاً عن الجامعة.

غيرّت الجامعة العربية بيانها المنشور على موقعها الإلكتروني، حيث حذفت الجزء المتعلق بتركيا

وصرح مصدر مسؤول بالأمانة العامة بأن جلسةُ المباحثات تناولت مُجمل التطورات على الساحتين العربية والعراقية. وأوضح البيان أن أبو الغيط شدد على أن الجامعة تقف إلى جوار الحكومة العراقية في "كفاحها الجاد من أجل تعزيز سيادة العراق وصيانة وحدته وتكامل ترابه الوطني، والحفاظ على وحدة السلاح بيد الدولة".

وأضاف أن اللقاء تناول كذلك الأوضاع الإقليمية المختلفة، وبالذات ما يشكل منها تهديداً للعراق أو دول عربية أخرى، حيث عبر الوزير العراقي من جانبه عن تقديره لمواقف الجامعة المساندة للعراق عموماً وفي مواجهة الاعتداءات التركية على وجه الخصوص.

وذكر البيان أيضا أن أبو الغيط شدد خلال اللقاء كذلك على أن الجامعة تُعبر عن مواقف جماعية عربية رافضة لكافة هذه التدخلات الإقليمية في الشؤون الداخلية للدول العربية، بكافة صورها وأياً كان مصدرها، وأياً كانت القوى الإقليمية التي تُمارسها.

ويجري وزير خارجية العراق فؤاد حسين، زيارة إلى القاهرة، تهدف الى استكمال الاتفاقيّات التي وقّع عليها قادة الدول الثلاث (العراق، الأردن، مصر) في اجتماعهم الأخير في العاصمة الأردنيّة عمّان في أغسطس/آب الماضي، والتقى حسين خلال زيارته برئيس جمهورية مصر، عبدالفتاح السيسي، ونظيريه، سامح شكري، والأردني، أيمن الصفدي وعدد من المسؤولين المصريّين.

استغلال الزيارة لموقف معروف

في المقابل، قال عضو لجنة العلاقات الخارجية في البرلمان العراقي محمود  الزجراوي، لـ"العربي الجديد"، إن الجامعة العربية حاولت استغلال زيارة وزير الخارجية العراقي ضمن موقفها المعروف من تركيا.

وبين الزجراوي أن "كل البيانات الرسمية، تكتب بشكل مشترك بين الطرفين، واعتراض الخارجية العراقية على ما ورد في بيان جامعة الدول العربية، يؤكد ويدل على أنه كتب دون مشاركة الجانب العراقي، أو تمت إضافة تعديلات عليه دون اطلاع وموافقة الجانب العراقي، وهذا أمر غير مقبول إطلاقاً، وربما حالات كهذه تؤثر على علاقة العراق بباقي الدول".