انطلاق الحوار التشادي في الدوحة بمشاركة 52 حركة مسلحة

الدوحة: انطلاق الحوار التشادي مع المجلس الانتقالي بمشاركة 52 حركة مسلحة

13 مارس 2022
يؤمل أن تنخرط الأطراف في حوار وطني شامل يفضي إلى المصالحة الوطنية (الخارجية القطرية)
+ الخط -

انطلقت أعمال الحوار التمهيدي التشادي، اليوم الأحد، برعاية قطرية ومشاركة ممثلين عن 52 حركة تشادية مسلحة، وممثلين عن المجلس العسكري الانتقالي، وبحضور رئيس مفوضية الاتحاد الأفريقي موسى فكي، ووزراء خارجية عدد من الدول الأفريقية وممثلين عن المنظمات الدولية والإقليمية.

وقال وزير الدولة القطري للشؤون الخارجية سلطان بن سعد المريخي في كلمة بالجلسة الافتتاحية: "نؤكد أن هذه المحادثات تشادية - تشادية يملكها ويقودها التشاديون، وستعمل دولة قطر ما بوسعها لإنجاحها بصفتها ميسرا ومضيفا لها".

وأضاف المريخي: "تربط دولة قطر مع جمهورية تشاد علاقات ودية نأمل في أن تستمر وتتطور على مختلف المستويات، ولذلك فإننا لم نتردد في تلبية دعوة الأخوة في تشاد لاستضافة هذه المحادثات".

ودعا المريخي المتفاوضين إلى بذل كل جهد ممكن لإنجاح مفاوضات السلام، وإعلاء المصلحة الوطنية فوق كل مصلحة ووضع التوافق والمصالحة كأولوية فوق كل الأولويات والتحلي بالحكمة والواقعية. وقال إن آمال الكثيرين معلقة على هذه المباحثات وإن شعب تشاد يستحق أن ينعم بالسلام والاستقرار والتنمية.

وأشار إلى أن تشاد كغيرها من البلدان تواجه تحديات تنموية كبيرة تتطلب توفير كل الجهود للمضي قدما في مسيرة التقدم والازدهار، مؤكدًا أن الاستقرار السياسي والأمني شرط أساسي لتحقيق ذلك.

وأعرب عن أمله في أن تنجح اجتماعات الدوحة في تقريب وجهات النظر بين أبناء البلد الواحد، بما يقود إلى توافقات مثمرة تحقق تطلعات التشاديين، متطلعا إلى أن يكون لقطر دور فاعل في الجهود المفضية إلى تحقيق تلك الغايات.

من جانبه، خاطب رئيس الحكومة الانتقالية في تشاد باهيمي باداكيه، الفصائل العسكرية المشاركة في مفاوضات الدوحة بقطر قائلا: "جئت إلى الدوحة لأطلب منكم، إخوتي الأعزاء في المعارضة المسلحة، أن تسلكوا طريق الحوار والمصالحة الوطنية"، مضيفا أن العنف المسلح ليس خيارًا في هذه الفترة الانتقالية، مشددًا على ضرورة إنجاز المصالحة وعدم تخييب آمال الشعب التشادي.

بدوره، تعهد رئيس مفوضية الاتحاد الأفريقي موسى فكي، في كلمة ألقاها في الاجتماع، بدعم الفترة الانتقالية في تشاد بعد التوقيع على الاتفاق بين الحكومة والمعارضة.

ومن المقرر أن تبحث جلسات الحوار التمهيدي التشادي في الدوحة، قضايا تشمل الإفراج عن المعتقلين وتعديل بعض بنود الميثاق الانتقالي وإلغاء البند الذي يسمح لأعضاء المجلس العسكري بالترشح للانتخابات الرئاسية بنهاية الفترة الانتقالية، وبحث نزع سلاح المعارضة التشادية المسلحة، وإلغاء قائمة الإرهاب، وإعادة ممتلكات حركات وأعضاء المعارضة التي كانت الحكومة التشادية قد صادرتها عام 2008، وغيرها من القضايا الخلافية.

يؤسس الحوار التمهيدي في الدوحة لحوار شامل يفترض أن يُعقد في 10 مايو /أيار المقبل في أنجمينا

 

ويؤمل أن تنخرط الأطراف التشادية في حوار وطني شامل يفضي إلى المصالحة الوطنية ومن ثم إلى انتقال السلطة في البلاد إلى حكومة منتخبة بنهاية الفترة الانتقالية، وفتح الطريق أمام إجراء انتخابات رئاسية وتشريعية، وفق ما أعلن رئيس المجلس العسكري الحاكم في تشاد محمد إدريس ديبي في وقت سابق، علماً أن ديبي يتولى السلطة على رأس مجلس عسكري منذ مقتل والده الرئيس إدريس ديبي في إبريل/نيسان العام الماضي.

وكان ديبي قد أصدر مرسوماً أعاد فيه تشكيل اللجنة الخاصة المكلفة بالتفاوض مع ممثلي الجماعات السياسية والعسكرية التشادية برئاسة وزير الخارجية شريف محمد زين، بدلاً من الرئيس التشادي الأسبق كوكوني عويدي، إضافة لعضوية 24 شخصا يمثلون المجلس الانتقالي في الحوار، فضلا عن ممثل عن حركات المعارضة السياسية داخل تشاد، صالح كيبز أبو.

ومُنحت هذه اللجنة صلاحيات التوصل إلى اتفاق نهائي مع المعارضة التشادية. وترفع اللجنة تقاريرها إلى رئيس الوزراء الانتقالي باهيمي باداكي، الذي سيطلع ديبي على سير حوار الدوحة.

وأكد ديبي في خطاب له أواخر العام الماضي، أنه في نهاية الحوار الوطني الشامل، "سيتمّ إقرار دستور جديد عبر استفتاء، وستنظّم انتخابات عامة شفافة وحرّة وديمقراطية وذات مصداقية". وشدد على أن هذا الحوار سيكون من دون محرّمات وستنفذ كل نتائجه بالكامل.

انسحبت 4 حركات من الجلسة الافتتاحية للحوار، منها "جبهة التناوب والوفاق" (فاكت)، احتجاجاً على عدم إلقائها كلمة في الجلسة الافتتاحية العلنية قبل أن تعود للمشاركة

وكان من المفترض أن يُعقد هذا الحوار التمهيدي في 27 فبراير/شباط الماضي، إلا أنه تأجل إلى اليوم الأحد، بسبب غياب التوافق بين أطرافه حينها، ولاستكمال الترتيبات اللازمة لعقده.

وستتواصل أعمال مشاورات السلام لمناقشة أبرز الملفات على جدول هذا الحوار التمهيدي الذي يؤسس لحوار شامل يفترض أن يُعقد في 10 مايو /أيار المقبل في أنجمينا.

وقال عضو الوفد الحكومي للحوار التمهيدي التشادي في الدوحة، محمد عثمان بشير لـ "العربي الجديد "، عن الجلسة المغلقة التي بدأت عقب الجلسة الافتتاحية العلنية للحوار، إن "العملية التفاوضية ستكون عملية توافقية بين الفرقاء التشاديين، وستبدأ الجلسة بالتعارف قبل مناقشة أجندة العمل"، مبينًا أن "الخطوة المقبلة تتمثل في اعتماد الأجندة الخاصة بالمفاوضات، وبعد الاعتماد ستبدأ المفاوضات بين الفرقاء".

وعن صعوبة التوصل إلى توافق في ظل مشاركة 52 حركة مسلحة في المفاوضات، قال: "رغم أن مشاركة 52 حركة في الحوار تمثل صعوبة كبيرة، إلا أن الحوار التمهيدي في الدوحة ستكون له نتائج مثمرة تصب في صالح تشاد والتشاديين.

وكانت لجنة الحوار الحكومية قد أكدت، أن الأطراف التشادية التي ستشارك في الحوار التمهيدي، ستقرر نبذ العنف وستعمل من أجل التمهيد للحوار الوطني الشامل.

ومن بين المشاركين بالحوار، رئيس اتحاد "قوى المقاومة" بقيادة تيمان إرديمي، ورئيس اتحاد "القوى من أجل الديمقراطية" بقيادة محمد نوري، وممثلون عن "جبهة التناوب والوفاق" في تشاد "فاكت" الذي لم يحضر رئيسها مهدي محمد جلسة الافتتاح. فضلا عن ممثلين عن حركات "التحالف الجديد من أجل استعادة الجمهورية"، و"التحالف الوطني من أجل الوحدة والتغيير"، و"تحالف المقاومة الوطنية"، و"الحركة من أجل الديمقراطية والعدالة في تشاد"، و"حركة النهضة التشادية" وغيرها من الحركات المسلحة.

وانسحبت 4 حركات من الجلسة الافتتاحية للحوار، منها: "جبهة التناوب والوفاق" (فاكت)، احتجاجا على عدم إلقائها كلمة في الجلسة الافتتاحية العلنية قبل أن تعود للمشاركة، فيما اعتبرت مصادر في المعارضة التشادية، أن الكثير من الحركات التشادية المشاركة، حركات هامشية لا تحظى بتأثير حقيقي في الشارع.

وقال أحد ممثلي المعارضة رافضًا الكشف عن هويته لـ "العربي الجديد": "إننا سنسعى لتعديل أجندة الحوار التمهيدي الذي أعدته اللجنة الحكومية التشادية، ليستجيب مع مطالب المعارضة".

ويقود جهود الوساطة القطرية بين الفرقاء التشاديين، المبعوث الخاص لوزير الخارجية القطرية لمكافحة الإرهاب والوساطة في تسوية النزاعات مطلق القحطاني الذي كان قد أكد في الاجتماع التنسيقي الذي عقده نهاية الأسبوع الماضي مع عدد من السفراء المُعتمدين في قطر، ومديري المنظمات الدولية، حرص دولة قطر على تحقيق السلام والاستقرار في تشاد.

ليبيا تشارك في مفاوضات السلام التشادية بالدوحة

وشاركت وزيرة الخارجية والتعاون الدولي بحكومة الوحدة الوطنية الليبية، نجلاء المنقوش، في "مفاوضات السلام التشادية التي تجرى في الدوحة برعاية دولة قطر ودعم الدول المعنية بالشأن التشادي.

وبحسب مكتب الإعلام لوزارة خارجية حكومة الوحدة الوطنية، اليوم الأحد، فقد جاءت المشاركة الليبية بدعوة من وزارة الخارجية القطرية وبالتنسيق مع الجانب التشادي.

وأكدت المنقوش في كلمة لها، على قوة العلاقات الليبية التشادية بجميع المستويات، قائلة: "نحن دولتان متجاورتان لهما امتداد وعمق استراتيجي وأمني واحد، وبالتالي فإن عدم استقرار إحداهما يؤثر على الأمن الوطني للدولة الأخرى ووحدة أراضيها وإهدار مقدراتها. ولعل ما نعيشه اليوم من عدم استقرار وانفلات أمني في الجنوب الليبي والشمال التشادي ساهم في انتشار العديد من الظواهر الهدامة في تلك المنطقة وأصبحت ملاذا لمهربي البشر وتجار المخدرات والسلاح والإرهاب والمرتزقة".

كما أكدت أهمية الدفع بعجلة المصالحة الوطنية وإجراء انتخابات حرة نزيهة تنبثق منها حكومة منتخبة من الشعب وتكون قادرة على بسط الأمن والقضاء على الظواهر الهدامة في المنطقة.

وقالت، إن المصالحة التشادية بدأت تأخذ طريقها الصحيح بانعقاد ملتقى المعارضة مع المجلس العسكري الانتقالي برعاية قطر، وهو ما يمهد لمصالحة شاملة تنهي المرحلة الانتقالية والنزاع المسلح وصولا لمرحلة الاستقرار والبناء، مشيرة إلى أن ليبيا على استعداد تام للمساعدة من أجل الوصول إلى تلك المرحلة.

وشددت الوزيرة على استعداد حكومة الوحدة الوطنية لدعم أطراف المصالحة، وذلك من خلال ما سينتج عن اجتماع قطر من اتفاقات، وكذلك من خلال الدفع بعودة الفصائل المتواجدة على الأراضي الليبية إلى بلادها وحظر استخدامها للأراضي الليبية كقاعدة تنطلق منها لزعزعة استقرار وأمن دولة تشاد.

المساهمون