انتخابات الكونغرس النصفية: سباق على ملايين التبرعات

انتخابات الكونغرس النصفية: سباق على ملايين التبرعات

18 يوليو 2021
تعد الانتخابات النصفية مفصلية لأجندة بايدن (كنت نيشيمورا/Getty)
+ الخط -

15 شهراً لا تزال تفصل الولايات المتحدة عن انتخابات الكونغرس النصفية، التي تجري عادة بعد عامين من ولاية أي رئيس، والمقررة في نوفمبر/تشرين الثاني 2022. وبعد 8 أشهر على انتخابات رئاسية حامية، بين جو بايدن، والرئيس الجمهوري السابق دونالد ترامب الذي خسر سعيه لولاية ثانية لصالح الأول في نوفمبر الماضي، يعيش الديمقراطيون تفاؤلاً حذراً بإمكانية الحفاظ على مكاسبهم في مجلس الشيوخ، التي حققوها الخريف الماضي، مستغلين الانقسامات التي يعيشها الحزب المحافظ بسبب ترامب، وتقاعد شخصيات جمهورية في ولايات معارك. ويأمل الحزب الأزرق، أقله، بالحفاظ على التعادل مع الجمهوريين من حيث أعضاء "الشيوخ"، مع استمرار ترجيح صوت نائبة الرئيس، كامالا هاريس، لصالحهم، فيما تبدو خريطة الحزب المحافظ غير مستقرة.

يطلب مرشحون دعم ترامب، وينفقون الأموال في منتجعه

لكن المسؤولين الديمقراطيين يدركون تماماً أيضاً حجم التحدي السياسي التاريخي الذي يواجههم: إذ غالباً ما يفقد الحزب الذي يصل مرشحه إلى البيت الأبيض، مقاعد عدة، في الانتخابات النصفية الأولى في عهد هذا الرئيس، ما يهدد الأغلبية الضيقة التي يملكها الديمقراطيون اليوم، والتي تساعد على تمرير أجندة بايدن الطموحة، لا سيما لجهة إنعاش الاقتصاد والبنى التحتية. وتعتمد قدرة بايدن على تفعيل سياسته، على بقاء سيطرة الديمقراطيين على "الشيوخ" ومجلس النواب خلال ولايته.

وبحسب بيانات مالية اطلعت عليها صحيفة "نيويورك تايمز"، فإن رافاييل فارنوك ومارك كيلي، السيناتورين الحاليين الديمقراطيين في "الشيوخ"، عن ولايتي جورجيا وأريزونا، وهما ولايتان متأرجحتان، باشرا تحضيراتهما للمعركة الانتخابية وانطلاق حملتيهما لجمع التبرعات، بتسجيل حصولهما على 7.2 و6 ملايين دولار على التوالي، ما يبكر تقدمهما في الولايتين اللتين تهدد خلافات الجمهوريين وانقسامهم حول مسألة رفض ترامب القبول بنتائج الانتخابات الرئاسية السابقة فيهما (حيث فاز بايدن)، سعي المحافظين للمنافسة.

تقارير دولية
التحديثات الحية

ويتحضر 4 أعضاء ديمقراطيين في "الشيوخ" في 4 ولايات متأرجحة، هي جورجيا وأريزونا ونيوهامشير ونيفادا، لمعركة إعادة انتخابهم في 2022. ولم يبرز حتى الآن في هذه الولايات أي مرشح جمهوري قادر على توحيد صفوف حزبه المنقسم بين المعتدلين وبين المتشددين المؤيدين لترامب. ويواصل الأخير محاولة الهيمنة على قرار الحزب، بالمشاركة في التجمعات، والسعي لدعم الموالين له في مناصب عدة. لكن ألكس كونانت، وهو خبير استراتيجي جمهوري، اعتبر في حديث لـ"نيويورك تايمز"، أن السبيل الوحيد للفوز بالسباق النصفي في المجلسين، هو عبر ترشيح وجوه عالية الخبرة والكفاءة. وتساءل: "هل يستطيع الجمهوريون فعل ذلك في حقبة ترامب؟"، علماً أن المعارك الحقيقية ستحصل في 7 ولايات، فاز بايدن العام الماضي بست منها. وحول ذلك، قال مات كانتر، وهو خبير ديمقراطي في استطلاعات الرأي: "نحن نتنافس في منطقة نفوذ بايدن".

وتسلط البيانات المالية، التي كشف عنها مع نهاية الأسبوع، الضوء، على طبيعة وحجم المعركة، والتي يمكن أن يصل حجم الإنفاق فيها إلى مليار دولار. وبالإضافة إلى رئيس الأغلبية في "الشيوخ"، الديمقراطي تشاك شومر، فإن السيناتور الأكثر جمعاً للتبرعات هو حتى الآن الجمهوري عن كارولينا الجنوبية تيم سكوت (9.8 ملايين دولار منذ 3 أشهر)، ما فتح أسئلة حول طموحاته الرئاسية في 2024. لكن المعارك الحسّاسة تبقى غير محسومة بالنسبة للمحافظين.

ولا يزال الجمهوريون يبحثون عن مرشحين جذّابين ومقنعين في ولايات عدة. ويعد حاكم ولاية نيوهامشير، كريس سونونو، الأكثر قدرة على منافسة السيناتورة الديمقراطية ماغي حسن (مارغريت وود حسن) في الولاية، بعد جمع الأخيرة 3.25 ملايين دولار في 3 أشهر. ويحاول أعضاء جمهوريون في "الشيوخ"، من بينهم السيناتور ريك سكوت، رئيس اللجنة الوطنية الجمهورية للسيناتوريين، إقناع سونونو بالترشح للانتخابات. وقال سكوت: "إذا فعلها، فسنفوز".

يمكن أن يصل حجم الإنفاق في معركة الانتخابات النصفية إلى مليار دولار

إلى ذلك، فتح التقاعد غير المتوقع لسيناتورين جمهوريين عن بنسلفانيا وكارولينا الشمالية، الباب أمام الديمقراطيين للترشح والمنافسة في هاتين الولايتين، لكن الطريق إلى الفوز يبقى معقداً. ففي كلتا الولايتين، على الحزب الأزرق أن يخوض تمهيديات شديدة الحساسية للتوافق على مرشح يرضي أجنحة عدة داخل الحزب، وهواجس عرقية وأيديولوجية مختلفة، وأيضاً اختلافات في المشروع الانتخابي، بين تطلعات ناخبي المدن والضواحي والأرياف. وفي فلوريدا، التي تبدو صعبة المنال للديمقراطيين، يرشح هؤلاء النائبة من أصول أفريقية، والضابطة السابقة في شرطة أورلاندو، فال ديمينغز، للمنافسة في "الشيوخ". وفي أول ثلاثة أسابيع منذ إعلانها المنافسة على مقعد في مجلس الشيوخ، تمكنت ديمينغز من جمع 4.6 ملايين دولار، متقدمة على ما جمعه السيناتور الجمهوري عن الولاية ماركو روبيو حتى الآن (4 ملايين دولار منذ 3 أشهر).

وأدى إعلان تقاعد سيناتورين جمهوريين، في أوهايو وميزوري، وهما روب بورتمان وروي بلانت، إلى خضّ الخريطة الانتخابية للجمهوريين أكثر، حيث بدأ الحزب تمهيديات حامية. ويتوقع أن ينافس عن الديمقراطيين في أوهايو، النائب تيم ريان، الذي ترشح لرئاسيات 2020 لوقت قصير ثم انسحب، وهو جمع حتى بداية يوليو/تموز الحالي، 2.5 مليون دولار.

وفي ميزوري، يحاول المرشحون الجمهوريون كسب تأييد ترامب، والسخاء بالإنفاق في منتجعه في مار آلاغو في فلوريدا، وهو ما فعله مرشحان جديدان لـ"الشيوخ"، هما النائبان بيلي لونغ وجاسون سميث. أما الاسم اللامع في الولاية، فهو حاكمها السابق إريك غريتينز، الذي استقال من منصبه بعدما اتهمته سيدة باستغلالها وإقامة علاقة معها. لكن الرجل لم يتمكن حتى الآن سوى من جمع 450 ألف دولار، ومن بين أبرز مموليه كيمبرلي غيلفويل، صديقة ابن ترامب، دونالد ترامب جونيور، كما دفعت حملته في مار آلاغو. ويرى استراتيجيون في الحزب أن فوز غريتينز في التمهيديات سيكون جدلياً.

وتعهد ريك سكوت، رئيس اللجنة الوطنية الجمهورية للسيناتوريين، بالبقاء على حياد في تمهيديات الحزب. لكن السيناتور ميتش ماكونيل، لطالما أظهر رغبة في دعم مرشحين يقول إن باستطاعتهم الفوز العام المقبل. وقال الأخير لموقع "بوليتيكو" العام الماضي: "إن ما يهمني في المقام الأول هو القدرة على الفوز". ويتوقع أن تقوم لجنة جمع تبرعات متحالفة مع ماكونيل، بـ"كل العمل" للانتخابات النصفية، بحسب "نيويورك تايمز".