المعارضة التركية تبدأ مرحلة التغييرات واستقالات بحزب الشعب الجمهوري

المعارضة التركية تبدأ مرحلة التغييرات واستقالات بحزب الشعب الجمهوري

01 يونيو 2023
أعضاء اللجنة التنفيذية لحزب الشعب الجمهوري قدموا استقالتهم (عزيز كريموف/Getty)
+ الخط -

بدأت المعارضة التركية مرحلة المحاسبة والتغييرات عقب خسارتها الانتخابات الرئاسية والبرلمانية، واستهلها حزب الشعب الجمهوري، اليوم الخميس، باستقالة جميع أعضاء اللجنة التنفيذية المركزية للحزب، فيما يذهب حزب الشعوب الديمقراطي لمؤتمر عام طارئ قريباً.

استقالة اللجنة التنفيذية لحزب الشعب الجمهوري

وأعلنت اللجنة التنفيذية المركزية لحزب الشعب الجمهوري، أكبر أحزاب المعارضة، اليوم الخميس، استقالتها التي قبلها رئيس الحزب والمرشح الرئاسي، كمال كلجدار أوغلو، بعد اجتماع دام لـ5 ساعات بمقر الحزب في أنقرة.

وشهد الحزب ساعات ساخنة اليوم، استهلها كلجدار أوغلو بلقاء رئيسة الحزب في إسطنبول، جانان كافتانجي أوغلو، تلاها اجتماع اللجنة التنفيذية المركزية، على أن يعقد لاحقاً اجتماعاً مع رئيس بلدية إسطنبول أكرم إمام أوغلو.

وتأتي هذه التطورات بعد فشل كلجدار أوغلو في الفوز بالجولة الثانية للانتخابات الرئاسية، التي جرت الأحد الماضي، أمام الرئيس رجب طيب أردوغان، حيث ارتفعت المطالب باستقالة كلجدار أوغلو من بعض الأسماء المؤيدة للحزب.

ونقل موقع خبر تورك أن "كلجدار أوغلو طلب إطلاق مرحلة المؤتمر العام العادي للحزب تمهيداً للتغييرات"، ما يعني أنها مرحلة تمتد عدة أشهر، تبدأ بمؤتمرات المناطق والولايات وصولاً للمؤتمر العام.

وقال الموقع إن اللقاء بين كلجدار اوغلو وكافتانجي أوغلو تناول خريطة الطريق المستقبلية للحزب وتم الحديث عن الانتخابات، وأن اللجنة التنفيذية المركزية الجديدة ستُعلن الأحد المقبل، في ظل توقعات بتغيير معظم الأعضاء.

كما يجتمع مجلس الحزب، السبت المقبل، من أجل بحث المرحلة المقبلة، حيث كان يُنتظر أن يعقد حزب الشعب مؤتمره العام العادي قبل عام، ولكن تأخر بسبب الانتخابات.

كما سيختار الحزب رئيساً لكتلة الحزب في البرلمان بديلاً عن كلجدار أوغلو، الذي خاض الانتخابات الرئاسية وبات خارج البرلمان الجديد، وينتظر بحسب الإعلام التركي أن يتولى المنصب أوزغور أوزال.

من جانبها قالت صحيفة حرييت إن "إمام أوغلو يتجه إلى الترشح لفترة جديدة في رئاسة بلدية إسطنبول، وبعدها للانتخابات الرئاسية (2028)، ولهذا فإن مرحلة إجراء المؤتمر العام ستكون مؤثرة في هذا التوجه".

ومن المنتظر أن تجري الانتخابات البلدية في آذار/مارس من العام المقبل، وكان إمام أوغلو يرغب بمنافسة الرئيس أردوغان في الانتخابات الرئاسية، وطالبت زعيمة حزب الجيد المعارض، ميرال أكشنر، به مرشحاً لكن كلجدار أوغلو قطع الطريق أمامه.

"انتهى تحالف الانتخابات"

وعقب انتهاء الانتخابات البرلمانية والرئاسية في تركيا دخلت الأحزاب في مرحلة المحاسبة وتحديد الأخطاء واستخلاص الدروس والعبر، لمعرفة أسباب استمرار فشلها أمام الرئيس أردوغان الذي يحكم البلاد منذ 21 عاماً.

ومن جهته، أعلن قيادي في حزب الجيد انتهاء تحالف الشعب المعارض بعد انتهاء الانتخابات، حيث قال السكرتير العام للحزب، أوغور بويراز، اليوم الخميس: "هذا التحالف هو تحالف انتخابي، وعند انتهاء الانتخابات ينتهي التحالف، وبالتالي منذ 28 أيار/مايو انتهى تحالف الانتخابات".

وتعاني المعارضة من مشاكل عديدة وعدم تجانس، تبينت بوضوح في مطلع آذار/مارس الماضي، حيث غادرت أكشنر الطاولة السداسية احتجاجاً على ترشح كلجدار أوغلو للانتخابات الرئاسية، لكنها عادت بعد 3 أيام بعد إقناعها بأن يكون رئيسا بلدية أنقرة وإسطنبول نواباً لكلجدار أوغلو.

وتعتقد المعارضة أن هذه الخلافات تعد واحدة من أهم أسباب تراجع ثقة الناخب التركي بالمعارضة غير المتجانسة، ويضم تحالف الشعب أحزاب الشعب الجمهوري والجيد والسعادة والديمقراطي والمستقبل ودواء.

وطالبت أكشنر بـ"مرشح يمكنه الفوز"، قاصدة رئيس بلدية إسطنبول أكرم إمام أوغلو، أو رئيس بلدية أنقرة منصور ياواش، واقتنعت بأن يكونا نائبين للرئيس، ورغم جهود جميع الأحزاب ونواب الرئيس لم تتمكن المعارضة من الفوز بالبرلمان أو الرئاسة.

واعتبر بويراز خلال حوار تلفزيوني على إحدى القنوات، أن "انتهاء التحالف بين المعارضة ليس تحليلا بل أمراً تقنياً".

ومن ناحيته قال النائب عن حزب الجيد، جيهان باجاجي، في تصريحات له، الخميس، إن "أحزاب المعارضة من الطبيعي أن تتعاون في المرحلة المقبلة في ما بينها، وهذا التعاون قد يكون اسمه تحالفا أو تعاونا، ولكن حالياً لا يوجد أي شيء في الأجندة للتعاون فيما بينها".

نقد ذاتي

وبنفس السياق، يتجه حزب الشعوب الديمقراطي الكردي المعارض إلى تغييرات حزبية مع بدء مرحلة عقد المؤتمر العام الطارئ، وفق المتحدثة باسم الحزب إيبرو غوناي.

وقالت غوناي، في مؤتمر صحافي بمقر الحزب في أنقرة، الخميس: "بعد الانتخابات لا بد من عمل التقييمات اللازمة والتي بدأها الحزب وتفعيل آليات النقد الذاتي، واستخلاص الدروس والعبر من الأخطاء".

وأوضحت أن "الحزب قرر تفعيل المؤتمر العام المؤجل بسبب الانتخابات، وخلال الفترة المقبلة سيتم عمل المحاسبة الحزبية التي تؤدي لإصلاح الأخطاء، والسعي لاستعادة المعنويات والذهاب للمؤتمر العام، وهذه بداية مرحلة جديدة"، مبينة أن "موعد المؤتمر العام الطارئ سيعلن لاحقاً".

وكان حزب الشعوب الديمقراطي دعم مرشح المعارضة كلجدار أوغلو في الانتخابات الرئاسية خلال جولتي الانتخابات، وكان يعول على صوت الناخب الكردي حسم الانتخابات لصالح المعارضة، لكن فشلت رهانات المعارضة.

ومن اللافت أن قرار الحزب الكردي جاء بعد يوم واحد من إعلان زعيم الحزب السابق، صلاح الدين دميرطاش، اعتزاله السياسة في الوقت الحالي، في إشارة إلى ضرورة إجراء تغييرات داخل الحزب الكردي.

ونشر دميرطاش، المعتقل بتهم مرتبطة بالعلاقة بحزب العمال الكردستاني المحظور، عبر حسابه الرسمي على تويتر تغريدة أمس، أعلن فيها موقفه الجديد، ولفت الأنظار بتوقيتها وبالرسائل التي تحملها، وجاء فيها: "اعتذر باسمي ومن أعماقي لأننا لم نضع سياسة تليق بشعبنا، وأعد أن نكمل النواقص عبر جهود عملية".

وأضاف دميرطاش: "أشكر كل من قدم نقداً بناءً وسأحاول الاستفادة منه، وسأواصل كفاحي في السجن مع الرفاق، وأترك العمل السياسي الفاعل في هذه المرحلة، آمل بلقائكم في أيام حرة لاحقاً".

وشكل اعتزال دميرطاش في هذه المرحلة مفاجأة للأوساط السياسية وتفاعلت معه وسائل الإعلام الإخبارية بشكل كبير بالتحليل وقراءة خلفيات الاعتزال والرسائل التي يحملها.

المساهمون