محكمة تركية تؤجل إصدار أحكامها بحق عمدة إسطنبول إمام أوغلو

محكمة تركية تؤجل إصدار أحكامها بحق عمدة إسطنبول إمام أوغلو

21 سبتمبر 2022
يطالب الادعاء العام بسجن إمام أوغلو لمدة تتجاوز 4 سنوات (Getty)
+ الخط -

قررت محكمة تركية، اليوم الأربعاء، تأجيل النظر وإصدار أحكامها بحق عمدة إسطنبول عن المعارضة أكرم إمام أوغلو، الذي يواجه تهم توجيه إهانات بحق أعضاء اللجنة العليا للانتخابات في عام 2019.

وعقدت اليوم جلسة من المحاكمة التي تنظر بها المحكمة الأصيلة السابعة في إسطنبول الآسيوية، حيث يطالب الادعاء العام بسجن إمام أوغلو لمدة تتجاوز 4 سنوات، على أن تُعقَد جلسة جديدة في 11 نوفمبر/ تشرين الثاني المقبل.

وقال إمام أوغلو، في تصريح صحافي، عقب صدور القرار إنه "يمرّ بمرحلة تشهد إجراء محاكمة لا يجب أن تعقد، حيث أُجِّلَت الدعوى بحجة مواصلة الاستماع إلى الأدلة والشهود، وهو ما أطال عمر المحاكمة التي أساساً لا يجب أن تكون".

وأضاف أن "هذه القضية أمور فارغة، والأمر المهم متابعة الأعمال والإنتاج، وأقول لمن يعمل بأمور فارغة أن يغلق هذه الدفاتر بأسرع وقت، والنظر إلى الشباب وفهم الحقيقة"، مشيراً إلى طلاب مدرسة يزورها خلال تصريحه.

وتعود تفاصيل القضية إلى كلمة لإمام أوغلو عقب قرار اللجنة العليا للانتخابات إعادة إجراء الانتخابات المحلية في مدينة إسطنبول للمرة الثانية في عام 2019، التي فاز بها أيضاً، في فوز هو الأول للمعارضة منذ 25 عاماً في المدينة.

وكان أوغلو قد شكك في نزاهة اللجنة العليا للانتخابات في 31 مارس/آذار 2019، متهماً أعضاءً في اللجنة الانتخابية بـ"الغباء".

وبناءً على كلمات إمام أوغلو، أعدّت النيابة العامة دعوى بحقه بتهمة "توجيه إهانات لموظفي القطاع العام"، والمطالبة بسجنه 4 سنوات وشهراً، ومنعه من العمل السياسي، وعُقدت الجلسة الأولى في يونيو/ حزيران الماضي، وعقدت اليوم الجلسة الثانية.

وتعتبر المعارضة أن الحكومة تحاول أن تستهدف إمام أوغلو، الذي برز اسمه في عالم السياسة التركية كمنافس قوي وله مستقبل سياسي بعد أن حقق شهرة على صعيد البلاد.

وطالب فريق الدفاع عن إمام أوغلو في الجلسة السابقة رفض الدعوى وإغلاقها لعدم وجود أي شكوى واعتراض من أعضاء اللجنة العليا للانتخابات، ونتيجة لذلك، طالبت النيابة العامة تقديم مطالعة جديدة ومهلة من أجل ذلك.

وعقدت المحكمة في ظل دعوات أطلقها فرع حزب الشعب الجمهوري المعارض الذي ينتمي إليه إمام أوغلو للاحتجاج أمام المحكمة، حيث اتخذت قوى الأمن إجراءات مكثفة، فيما منع قائم مقام منطقة كاراتال في إسطنبول الآسيوية التجمعات والمسيرات وتنظيم المؤتمرات الصحافية أمام القصر العدلي في إسطنبول.

ورغم ذلك، اجتمع مئات من أنصار الحزب بالقرب من المحكمة رافعين أعلام الحزب.

وتعليقاً على التجمع، قال إمام أوغلو عبر حسابه في "تويتر": "أشكر كل من تجمّع من المواطنين وممثلي الأحزاب وزملائي بالحزب (..) حضورهم يعطيني القوة".

وتفاعلت قيادات المعارضة التركية عبر وسائل التواصل الاجتماعي مع الحدث، مبدية تضامنها مع إمام أوغلو، إذ كتب عمدة أنقرة عن المعارضة منصور ياواش، وأبرز المرشحين لمنافسة الرئيس رجب طيب أردوغان في الانتخابات المقبلة: "الإرادة الشعبية والحقوق الديمقراطية هي دائماً فوق الوصاية البيروقراطية، نقف مع الديمقراطية انطلاقاً من مسؤوليتنا تجاه الشباب والديمقراطية".

ومن المنتظر أن تتفاعل الأوساط السياسية مع تطورات قضية إمام أوغلو التي يربطها المتابعون بمحاولة منعه من خوض الانتخابات المقبلة، خاصة أن المعارضة تجمع على اسم إمام أوغلو مع اسم عمدة أنقرة، لكن إمام أوغلو يحظى بدعم من الأحزاب الكردية المعارضة التي كان لها الفضل في فوز المعارضة في إسطنبول وأنقرة، وكسر سيطرة حزب العدالة والتنمية على أكبر المدن التركية.