الرئيس السابق لـحزب "الشعوب الديمقراطي" التركي يعتزل العمل السياسي

الرئيس السابق لـ"الشعوب الديمقراطي" يعتزل العمل السياسي بعد خسارة المعارضة التركية للانتخابات

31 مايو 2023
معارضون أكراد يحتشدون في ساحة المحطة بديار بكر (Getty)
+ الخط -

أعلن زعيم حزب الشعوب الديمقراطي السابق صلاح الدين دميرطاش، اعتزاله العمل السياسي في هذه المرحلة، وجاء الإعلان عقب خسارة المعارضة التركية في الانتخابات البرلمانية والرئاسية التي شهدتها تركيا أخيراً. 

دميرطاش المعتقل حالياً بتهم مرتبطة بعلاقة بحزب العمال الكردستاني المحظور، غرّد عبر حسابه الرسمي في "تويتر" يعلن موقفه الجديد، فقال: "اعتذر باسمي ومن أعماقي لأننا لم نضع سياسة تليق بشعبنا، وأعد أن نكمل النواقص عبر جهود عملية".

وأضاف: "أشكر كل من قدم نقداً بناء وسأحاول الاستفادة منه، وسأواصل كفاحي في السجن مع الرفاق، وأترك العمل السياسي الفاعل في هذه المرحلة، آمل بلقائكم في أيام حرة لاحقا".

وشكل اعتزال دميرطاش مفاجأة للأوساط السياسية، تفاعلت معها وسائل الإعلام تحليلاً وقراءة لخلفيات الاعتزال والرسائل التي يحملها.

ويحاكم دميرطاش مع 36 قيادياً كردياً من بينهم نواب سابقون، في القضية المعروفة بأحداث كوباني في تركيا العام 2014، وهي أعمال عنف أسفرت عن مقتل 37 شخصا في تركيا، واندلعت عقب احتجاجات نظمها أكراد متعاطفون مع مدينة عين العرب (كوباني) ذات الغالبية الكردية في ريف حلب، إبان هجوم "داعش" على المدينة الواقعة شمال البلاد، وكانت بيانات حثت الأكراد على الخروج إلى الشوارع والتظاهر قد حملت توقيع رئيس حزب الشعوب الديمقراطي صلاح الدين دميرطاش.

وتوقع مراقبون أن يكون قرار دميرطاش يحمل أكثر من رسالة، أولها أنه تبين أن الصوت الكردي لم يكن حاسماً في الانتخابات، ولم يكن كافياً لإطاحة الرئيس رجب طيب أردوغان.

آخرون ربطوا قرار الاعتزال بمطالب تغيير داخل حزب الشعوب الديمقراطي الذي لم يكن فعالاً في الانتخابات، التي حصل فيها العام 2018 على 11.70% من الأصوات، وفاز بأكثر من 67 مقعداً في البرلمان، بينما حصل في انتخابات 14 أيار/مايو الجاري على 8.81% وتمكن من الفوز بـ61 مقعداً فقط، وخاضها باسم حزب اليسار الأخضر.

والرسالة الثالثة موجهة إلى زعيم حزب الشعب الجمهوري والمرشح الرئاسي عن تحالف الشعب المعارض كمال كلجدار أوغلو، الذي رفض الاستقالة بعد خسارته الجولة الثانية للانتخابات الرئاسية أمام أردوغان، حيث خسر جميع الانتخابات أمام الرئيس رجب طيب أردوغان وحزب العدالة والتنمية منذ توليه رئاسة حزب الشعب الجمهوري منذ العام 2010.

ودعم حزب الشعوب الديمقراطي في الانتخابات الرئاسية مرشح المعارضة كمال كلجدار أوغلو خلال الجولتين، ولم يعلن عن مرشح خاص بالحزب، فيما وجهت انتقادات له في الجولة الثانية بعد توافقه مع زعيم حزب النصر القومي المتطرف أوميت أوزداغ، وقدم له وعودا لم ترق للناخب الكردي والأحزاب الكردية.

استقالة نواب حزب المستقبل من حزب الشعب الجمهوري

وفي سياق مرحلة ما بعد الانتخابات في تركيا، كشف النائب البرلماني سلجوق اوزداغ، اليوم الأربعاء، استقالته من حزب الشعب الجمهوري، مع زملاء له أعضاء في حزب المستقبل، وسيؤدون اليمين الدستورية أمام البرلمان باسم حزبهم الأصلي. 

وكان حزب المستقبل وأحزاب أخرى قد خاضت الانتخابات ضمن قوائم حزب الشعب الجمهوري، وتمكنت هذه الأحزاب من الحصول على 39 مقعداً من إجمالي ما حصل عليه حزب الشعب الجمهوري من مقاعد البرلمان.

وقال اوزداغ الذي انتخب عن ولاية موغلا غرب البلاد في تصريح للصحافيين: "نحن 10 نواب من حزب المستقبل قدمنا اليوم استقالتنا من حزب الشعب الجمهوري، وللبرلمان، وسنؤدي القسم الدستوري باسم حزبنا الأساسي".

وأضاف: "سنواصل العمل مع تحالف الشعب لعكس إرادة الشعب ونقل همومه إلى البرلمان، لأن هناك انتخابات محلية بعد 10 أشهر، ويجب الاستعداد لها، بالتأكيد سنعمل على المراجعة الشاملة... ومنفتحون على النقد... لم تكن انتخابات عادلة ورغم ذلك كان يمكن أن نفوز بها".

تمكن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان من الفوز في الانتخابات الرئاسية التي جرت على مرحلتين (الأولى في 14 مايو/أيار، والثانية في الـ28 من نفس الشهر)، كما تمكن من حسم الأغلبية في البرلمان، مواصلاً حكمه للبلاد منذ 21 عاماً، في حين لم تتمكن المعارضة من الإطاحة بأردوغان رغم كل مساعيها لرص صفوفها.
   
 

المساهمون