الحريري يحدد أولوية التأليف قبل الاعتذار وسط حراك دولي

الحريري يحدد أولوية التأليف قبل الاعتذار وسط حراك دولي ودبلوماسي

18 يونيو 2021
أزمة تأليف الحكومة تراوح مكانها (حسين بيضون)
+ الخط -

على وقعِ الاشتباك الكلامي الحادّ المتبادل بين الرئيس اللبناني، ميشال عون، ورئيس البرلمان، نبيه بري، وعودة مشهد الحَراك الدبلوماسي على خطّ القوى السياسية، عاد رئيس الوزراء اللبناني المكلف، سعد الحريري، اليوم الجمعة، ليُحدِّد أولوية تأليف الحكومة قبل الاعتذار.
وأكد الحريري، في تغريدة على حسابه بموقع "تويتر"، أن الاعتذار يبقى خياراً مطروحاً، وهو ليس هروباً من المسؤولية بقدر ما هو عملٌ وطنيٌّ إذا كان يسهّل عملية تأليف حكومة جديدة يمكن أن تساهمَ في إنقاذ البلد.

 

واستقبل الحريري ظهر اليوم في مقرّه بيت الوسط السفيرة الأميركية لدى لبنان، دوروثي شيا، واستعرض معها آخر المستجدات والأوضاع العامة.
وأكد مصدر دبلوماسي أميركي لـ"العربي الجديد"، شريطة عدم ذكر اسمه، أنّ السفيرة الأميركية عبّرت عن قلقها إزاء الوضع اللبناني والأزمات التي ترتفع حدّتها كلّ يوم، وشددت على أن القوى السياسية يجب أن تضع خلافاتها جانباً وتتخلى عن فرض الشروط وتتواصل معاً من أجل التوافق لأن البلد يحتاج بسرعة إلى تأليف حكومة جديدة تبدأ بالإصلاحات الجذرية المطلوبة وتحظى بثقة الخارج والمجتمع الدولي.
وقال مصدرٌ مقرّب من الحريري لـ"العربي الجديد" إنه لم يسقط فكرة الاعتذار أبداً لكنه فضّل وضعها جانباً مؤقتاً تلبيةً لدعوات داخلية وخارجية حثّته على الاستمرار بمهمته حتى تأليف حكومة. وأضاف المصدر، الذي فضّل عدم ذكر اسمه، أن ذلك يأتي انطلاقاً من أن هكذا خطوة قد تزيد الأزمات حدّة وتدخل البلاد في فوضى شاملة نظراً لصعوبة اختيار بديل عن الحريري.
وتابع قائلاً إن "التجارب السابقة أكبر دليل، أبرزها ما حصل مع السفير اللبناني لدى ألمانيا مصطفى أديب الذي لم يتمكن من تشكيل حكومة فاعتذر وأي اسم جديد سيلقى المصير نفسه".
وأشار المصدر ذاته إلى أن الحريري وضع السفيرة الأميركية في صورة الملف الحكومي ومسار التشكيل المعرقل من قبل رئيس الجمهورية ميشال عون وصهره رئيس "التيار الوطني الحر" النائب جبران باسيل، وأكد لها أنه لم يكن يفكر في الاعتذار، بيد أن ممارسات فريق رئيس الجمهورية زادت عن حدّها.
بدورها، أجرت السفيرة الفرنسية لدى لبنان، آن غريو، جولة في الأيام الماضية على القوى السياسية، وخصوصاً المعنيين بتشكيل الحكومة، قبل أن تلتقي أمس باسيل وتستعرض معه آخر التطورات على المستوى السياسي والاقتصادي والملف الحكومي. ووضعت الدبلوماسية الفرنسية حركتها في إطار محاولة الاستماع إلى آراء كل الأطراف، وحثها على ضرورة حلّ الخلافات وتشكيل حكومة إنقاذ سريعاً.
وقادت فرنسا أمس الخميس مؤتمراً افتراضياً دولياً لدعم الجيش اللبناني، حذر خلاله قائد الجيش جوزاف عون من أن استمرار تدهور الوضع الاقتصادي والمالي في لبنان سيؤدي حتماً إلى انهيار المؤسسات، ومن ضمنها المؤسسة العسكرية، وبالتالي فإنّ البلد بأكمله سيكون مكشوفاً أمنياً وعرضة لمخاطر عديدة، أبرزها الإرهاب الذي سيجد في لبنان مسرحاً لأعماله ونقطة انطلاق إلى الخارج.

 

وشدد قائد الجيش اللبناني على ضرورة دعم العسكري كفردٍ لاجتياز هذه المرحلة الدقيقة إضافة إلى دعم المؤسسة ككلّ كي تبقى قادرة على القيام بمهامها.
وأشار بيان صادر عن قيادة الجيش اللبناني إلى أن المشاركين في المؤتمر أكدوا ضرورة التنسيق فيما بينهم من أجل تلبية الحاجات الضرورية لمواجهة الأزمة والتي ستصل مباشرة إلى المؤسسة العسكرية، واتفقوا على أن يستكملوا اللقاءات، كما تم تكليف ملحقيهم العسكريين في لبنان التنسيق مع قيادة الجيش لمتابعة الأطر التنفيذية للمساعدات المزمع تقديمها والتي ستشمل الحاجات الإنسانية والطبية واللوجستية.

 

وعلى صعيد الحراك الدولي، يصل السبت الممثل الأعلى للسياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل إلى بيروت في أول زيارة رسمية له تستمرّ يومين، وسيجري خلالها سلسلة لقاءات مع القادة المسؤولين السياسيين والعسكريين ومن المرتقب أن يلتقي كذلك مجموعات مدنية.
وتأتي زيارة بوريل في وقت ترتفع فيه حدّة رسائل دول الخارج، ولا سيما فرنسا والاتحاد الأوروبي، تجاه المسؤولين اللبنانيين الذين باتوا مهددين بالعقوبات نتيجة التعطيل الذي يمارسونه.
وتتمحور الرسائل حول حث المسؤولين اللبنانيين على تشكيل حكومة جديدة تعمل وفق برنامج إصلاحي يضع حداً للهدر والفساد ويحظى بدعم المجتمع الدولي للنهوض بالبلاد اقتصادياً.