قالت مصادر مصرية خاصة لـ"العربي الجديد" إن دوائر عسكرية أميركية استقبلت تعيين الفريق أسامة عسكر، رئيس هيئة العمليات القوات المسلحة، رئيساً لأركان الجيش المصري بترحيب وارتياح كبيرين. وأوضحت أن عسكر كان مرشحاً بين ثلاثة أسماء للمنصب خلفاً لرئيس الأركان المنتهية ولايته محمد فريد حجازي، وأن الاسمين اللذين نافسا عسكر، هما اللواء خالد مجاور مدير المخابرات الحربية، واللواء محمد حجازي عبد الموجود قائد قوات الدفاع الجوي. وكان الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي قد أصدر قراراً في الخامس من أكتوبر/تشرين الأول الماضي بترقية اللواء عبد الموجود، قائد قوات الدفاع الجوي، إلى رتبة فريق، وهي الترقية التي اعتبرها البعض داخل المؤسسة العسكرية تمهيداً لتوليه أحد المنصبين الرفيعين، وهما رئاسة الأركان أو وزارة الدفاع. كذلك، نافس مجاور مدير المخابرات الحربية الحالي، بقوة الفريق أسامة عسكر، خصوصاً في ظل العلاقات التي يتمتع بها مجاور بالدوائر العسكرية الأميركية، بحكم طبيعة عمله في واشنطن، خلال توليه موقع الملحق العسكري بالسفارة المصرية هناك.
الترحيب الأميركي باسم عسكر كان حاسماً بدرجة كبيرة لناحية اختياره
وبحسب المصادر، فإن مجاور كان قريباً بدرجة كبيرة من المنصب، إلا أن ما يمكن تسميته بالتزكية أو الترحيب الأميركي باسم الفريق أسامة عسكر، كان حاسماً بدرجة كبيرة لناحية اختياره للمنصب. وأشارت المصادر إلى أن عسكر لم يكن مرحباً به من الدائرة المقربة من الرئيس المصري بدرجة كبيرة، بسبب طبيعة شخصيته التي يصفها المقربون من الرئيس بالحادة، بالإضافة إلى تطلعاته القيادية.
ووفق المصادر، فإن النقلة الكبرى في حياة عسكر المهنية كانت عند توليه قائد منطقة شرق القناة ومكافحة الإرهاب، وهو الموقع الذي سمح له بالانفتاح على الدوائر العسكرية الأميركية، التي كانت تقود في تلك الفترة معركة ضارية ضد تنظيم داعش في سورية والعراق، كما ساعده ذلك في إقامة علاقات بالدوائر العسكرية الإسرائيلية، من خلال تنسيق الجهود الأمنية في سيناء، قبل أن يتم إبعاده عن دائرة الضوء، بتكليفه بمنصب مساعد وزير الدفاع لتنمية سيناء.
وقالت المصادر إن تظاهرات 20 سبتمبر/ أيلول 2019، التي جاءت بدعوة من الممثل والمقاول محمد علي، وبفعل تسريباته حول الفساد بمشاريع الجيش، والتي أدت إلى هزة داخلية عنيفة في دوائر الحكم بعد تشكيك السيسي في ولاء بعض القادة العسكريين وقيادات بجهاز المخابرات العامة، وتصوره الخاص بأن هؤلاء منحوا الضوء الأخضر لتلك التظاهرات، تسببت في لجوء السيسي مجدداً للاستعانة بعسكر، الذي يحظى بدرجة من الشعبية داخل القوات المسلحة، بحكم قيادته للجيش الثالث الميداني، وكذلك بحكم علاقاته بقبائل سيناء، فهو كان بمثابة "شيخ عرب" على حد تعبير المصادر، في إشارة إلى قدرته على حل النزاعات.
وتدرّج الفريق أسامة عسكر في المناصب العسكرية، إذ تولّى منصب قائد لواء في المنطقة المركزية العسكرية، وبعدها أصبح قائداً للفرقة 23 في الجيش الثالث الميداني، وترقى إلى رتبة لواء في 1 يوليو/ تموز 2009، وعقبها تولّى منصب رئيس فرع العمليات في هيئة عمليات القوات المسلحة، ثم رئيس أركان الجيش الثالث الميداني، ثم أصبح قائداً للجيش الثالث في 13 أغسطس/ آب 2012، خلفاً للفريق أول صدقي صبحي، وزير الدفاع الأسبق. وهو من مواليد محافظة الدقهلية في 1 يونيو/ حزيران 1958، وخريج الدفعة 70 حربية، ولديه 3 أولاد، جميعهم مهندسون مدنيون، وحاصل على ماجستير في العلوم العسكرية وزمالة أكاديمية ناصر العسكرية العليا.
خالد مجاور الأقرب لخلافة عسكر في رئاسة هيئة عمليات القوات المسلحة
من جهة أخرى، أشارت المصادر إلى أن اللواء أركان حرب، خالد مجاور، مدير المخابرات الحربية الحالي والذي تولى في وقت سابق قيادة الجيش الثاني الميداني، أكبر تشكيل عسكري في الشرق الأوسط، بات هو الأقرب لخلافة عسكر في رئاسة هيئة عمليات القوات المسلحة. وأشارت إلى أن المجلس العسكري الحالي يشهد إعادة هيكلة جديدة، خصوصاً في ظلّ التكهنات التي تشير إلى قرب تغيير وزير الدفاع الحالي الفريق أول محمد زكي، في أقرب تعديل وزاري.
وبحسب المصادر، فإن إعادة الهيكلة الجديدة تأتي في ظل متغيرات إقليمية، وتجاذبات دولية، أدت لتغيّر مواقف القاهرة من التحالفات الإقليمية بصورتها القديمة، خصوصاً في أعقاب أحداث الثلاثين من يونيو/ حزيران، وبدأت خوض مرحلة جديدة تتشكل خلالها تحالفات من نوعية مختلفة على المستويات السياسية والعسكرية.
وكان السيسي قد أصدر في 27 أكتوبر الماضي قراراً بتعيين الفريق أسامة عسكر رئيساً لأركان حرب القوات المسلحة. وفي قرار آخر، عيّن الرئيس المصري الفريق محمد فريد حجازي رئيس الأركان المنتهية ولايته مستشاراً لرئيس الجمهورية لمبادرة "حياة كريمة".