عماد جاد يناكف عماد جاد

عماد جاد يناكف عماد جاد

30 نوفمبر 2017

هل زعل عماد جاد من الوطن المقدس وترابه؟

+ الخط -
عماد جاد لا يحب تديّن الجو العام، وخصوصاً في كرة القدم، فما الذي سوف يضر السيد عماد جاد مثلاً لو شكر اللاعب النيجيري، كرست، السيد المسيح، بإشارة تخصّه، بعد أن يحرز هدفه في حارس المرمى، عبد الدايم الوحش، من بلدة "أبو المطامير شرقية". وماذا يضرّ السيد عماد جاد مثلاً لو سجد حارس المرمى إكرامي سجدة شكر، بعد أن يصد ضربة الجزاء، وماذا يضر السيد عماد جاد، مثلاً، لو رأى في المرآة السيد ضياء رشوان يقبّل يد شيخ الأزهر، أحمد الطيب، في اللحظة نفسها التي كان هو فيها تماماً يقبل يد البابا في مقر البابوية، طالما أن البابا نفسه وأحمد الطيب كانا بالصليب والمصحف حول السيسي، في اللحظات القومية والثورية التي تشيب لها الولدان، وكان عماد جاد نفسه في المرآة نفسها حول السيسي في مؤتمرات شرم الشيخ، وكان معه ضياء رشوان، وصلى ضياء رشوان صلاته في غرفة في الفندق نفسه الذي شكر فيه السيد عماد جاد السيد المسيح على نعمائه في الأرض والسموات. ما الضير في ذلك، طالما أننا جميعنا نشكر الرب في الملكوت، سواء أكنا في شرم الشيخ أو في مجلس الشيوخ أو حول السيسي في فنادق أميركا أو في سفارتنا، طالما ينادينا الوطن من قلب صحن الجامع أو المذبح، فنلبي بسرعة ذلك النداء محبة للوطن.
لماذا لا يحب السيد عماد جاد تديّن الجو العام، على الرغم من أنه مشهود له بالصلاح والصلاة في الكنيسة في كل مناسبة، ولا يكتفي بالسلام العادي، بل بسلام المؤمن المقدّر جداً للقداسة والكهنوت. كما أن السيد عماد جاد وطني جداً، بدليل أنه يعمل في مركز الأهرام الاستراتيجي الذي يخطط للأمة المصرية استراتيجياتها، وله علاقات بكل جمعيات المجتمع المدني المتحضر في أوروبا وأميركا ويحضر كل مؤتمراتها، ابتداء من "تفريعة قناة السويس" وما قبلها، مروراً بتغيير مصادر السلاح من روسيا ورحلة البابا إلى روسيا وإثيوبيا، مقنعاً السلطات هناك بحق مصر في كل قطرة، حتى شراء صفقات الرافال والزنانة وتهجير الإخوة الأقباط من سيناء حتى كنيسة "كوم اللوفي" وكل زيارات السيسي إلى أميركا وألمانيا. وكان حضور السيد عماد جاد قوياً ومشهوداً، فلماذا تلك المناكفة مع سلطة مباركة جاءت في 30/6 على بركة المصحف في قلب الشيخ الطيب، والصليب في يد البابا تواضروس، وتريدها الآن دولةً مدنيةً في صفاء الماء ونعومة الحرير، بل وتزيد في المناكفة عن الغرباء أعداء الوطن في الخارج والداخل، قائلاً عن الفتن الطائفية في مصر إنها "صناعة رسمية"، وإنها "صناعة أجهزة أمنية"، "صناعة جهاز أمن الدولة الذي غيّر اسمه إلى الأمن الوطني".
أكفرت بالوطنية، يا رجل، وأنت الذي تنادي طول عمرك، وتقول إن الوطن وترابه فوق كل شيء، وفوق دعاوى المرشد وغيره، وفوق حتى سجدة اللاعب إكرامي. هل زعل السيد عماد جاد من الوطن المقدس وترابه إلى هذا الحد الذي يلصق بأجهزته الأمنية الشريفة مهنة صناعة الفتن الطائفية والعياذ بالله؟
هكذا نشكّ في رجالات دولتنا مرة واحدة، ونوصمهم بصناعة الفتن؟ فأين صنعوها، يا أخي. فهل صنعوها وهم يحاربون الإرهاب في سيناء والصحراء الغربية؟ أم صنعوها وهم يفجرون لك قناة السويس الجديدة التي ملأت ثلاجتك في شرم الشيخ والأردن والمغرب، في كل مؤتمراتك بأجود أنواج الجمبري والاستاكوزا؟ أم صنعوها بعدما ضحكوا على السلطات الإثيوبية "بشربة الخروع"، فلم يوقّعوا على الاتفاق ببناء السد. عيب، يا أخ عماد جاد، والله عليك هذا الكلام. بل وعليك أن تذهب إلى مقام السيدة نفيسة العلوم برجليك، كي تضع في مقامها خمسة كيلو جمبري لأهل الله، بشرط أن يكون معك صديقك ضياء رشوان، ويا حبذا لو أخذ معه هو الآخر شمعتين "لأم النور".