خطة عفاريت الشيخ مرزوق في مصر

خطة عفاريت الشيخ مرزوق في مصر

09 يونيو 2017
+ الخط -
في عصر الشيخ مرزوق، تحول العبط إلى قانون، وعزمي مجاهد إلى مذيع، وسما المصري إلى مقدمة برامج رمضانية عن روحانيات رمضان، والمواطن الذي دخله اليومي من وظيفته 25 جنيها، عليه أن يدفع الضرائب من المنبع إلى دولة لصوص الأرض، على الرغم من أن طلعت حرب عاد بقوة على شكل صور في محطات مترو الأنفاق المغلق نصف مداخلها منذ أربع سنوات، فكيف تجرأ طلعت حرب أن يدخل، بكل ملايينه وبنوكه وطربوشه، من فتحات شحيحة؟
في دولة الشيخ مرزوق الذي يدفع فيها الموظف من راتبه الشهري 750 الضرائب من المنبع، يأخذ فيها ابن الدكتور أحمد عكاشة، مستشار الرئاسة للشؤون العلمية والنفسية، مرتبا شهريا قدره مليون ونصف مليون، وفي الوقت نفسه يطالب والده الرئاسة بتجويع المصريين، لأن الجوع يشد من البنيان النفسي للأمة، وينقي أرواح أفرادها من الطمع، فلا يضطر المواطن إلى بيع لحوم الحمير في الجيزة أو أبو النمرس، ولا يضطر العاطل عن العمل أن يذبح خالته في مدينة دار السلام، فلم يجد في حافظتها سوى 123 جنيها مصريا.
في دولة الشيخ مرزوق، تطلق الكلاب مساء على عقول المواطنين، تطالبهم بالصبر من سنوات أربع، وبأن الخير قادم في المواسير من قارات العالم، وأن ترامب (هيغندرنا)، وأن الخير والبركة معلقان بكعبي (وخلخال) ابنته التي سوف تأتي بالعقود من أميركا، وعلينا أن نصلي من الآن للخير والجمال، ونغلق تماما صفحة الفقر.
في دولة الشيخ مرزوق، لا بد أيضا من وجود العفاريت والجن، خيرهما وشرهما على السواء. لا بد من وجودهما في المعادلة، وإلا ضاعت المليارات التي تم جمعها من مؤتمرات شرم الشيخ الاقتصادية، أو قلّت موارد تفريعة قناة السويس، بعدما وصل دخل القناة إلى سبعة أضعافها، فالجن ضرورة في الشرقية وبني سويف، والعفاريت هي "الغموس" للشعب الأرعن الذي لا ينتظر قدوم الخير، حتى وإن تأخر وتلكأ حتى إلى سنة 2030، حينئذ يوزع الخير على الأجيال التالية "وكل واحد ونصيبه".
في دولة الشيخ مرزوق، لا بد أيضا من تشكيلة حمراء من فساتين ليلى علوي، لتطرية القعدة خلف حديقة الشيخ مرزوق، طالما الست ليلى تأخذ ثمن إعلاناتها وفساتينها من رجال لصوص الأرض، وليس من حر مال الدولة التي تدخر كل ملاليمها للأجيال المقبلة، فليلى ضرورة جمالية للشعوب، وفساتين ليلى علوي ضرورة أيضا "لتطرية الجو"، وكما تقول الملحة "طريها خلي البط يعوم فيها"، كذلك تفعل فساتين ليلى مع الجماهير العطشانة للجمال، إلى الدرجة التي دفعت موظفا من سجل مدني أبو قرقاص إلى أن يكتب في "فيسبوك" "عليّ الطلاق، أنا اشتغلت في السجل المدني لأبو قرقاص 39 سنة وشهرين، وأعرف عمر المرة من عقوص شعرها (مع أن ليلى علوي لا تعرق العقوص أصلا)، لكن اللي يقولي إن ليلى علوي عمرها تعدي الستين، ما أنا تافف غير في حنكه". طبعا ليلى علوي فرحت بكلام عم رجب العيص، موظف السجل المدني، وأرسلت إليه مبلغا محترما مع دبدوبين من الحرير لصغرى بناته، وصورة لها في برواز وهي في شرم الشيخ، وصورة لها وهي على دراجة. فرح عم رجب بالهدايا بالطبع، وخرج إلى صلاة العشاء، كي يحكي حكاية الهدايا لأصدقاء المسجد، فرأى عيال الشارع وهم يصبغون الكلاب ويرقصون أمامها بالسكاكين، مال على منطقةٍ مظلمةٍ، فرأى مجموعة من العمال يشحنون عددا لا يستهان به من الحمير في سيارة نصف نقل، فقال لهم: على فين العزم يا عرب؟ فردوا متغامزين: على سوق السيدة زينب يا عم رجب. فقال لهم: أمانة عليكم، ما تنسونا بالفاتحة.