صالح يخوض معركة بقائه من ذمار

صالح يخوض معركة بقائه من ذمار

15 اغسطس 2015
"المقاومة" تحاصر مليشيات الحوثيين والمخلوع داخل مدينة إب (الأناضول)
+ الخط -

تؤكد تطورات الأوضاع في اليمن، أنّ تحالف الانقلابيين (المؤلف من مليشيات الحوثيين والرئيس المخلوع علي عبد الله صالح) بات يستشعر خطورة المأزق الذي وقع فيه مع تواصل تراجعه الميداني، وهو ما دفع الرئيس المخلوع علي عبدالله صالح، إلى النزول لساحة القتال وخوض معركة بقائه من محافظة ذمار، حيث يسعى لمنع سقوط هذه المنطقة، التي تُعدّ بوابة صنعاء الجنوبية، بيد قوات الشرعية اليمنية. في المقابل، تؤكد السلطات الشرعية مواصلة مساعيها لتحرير كل المناطق من سيطرة الحوثيين وقوات صالح، بما فيها صنعاء، وعمران، وصعدة.

وكشفت مصادر لـ"العربي الجديد"، أمس الجمعة، أنّ صالح يقود عمليات قواته من ذمار ضد مناطق الوسط، لمنع سقوط تلك المنطقة. ويأتي تواجد صالح في ذمار، وفق المصادر، "بعد اتصالات ووساطات أجراها مع بعض الشخصيات الاجتماعية والاقتصادية والقبلية، لا سيما تلك التي دعمت المقاومة في مناطق عدة، مؤكداً لها استعداده لتقديم كل ما تريده من ضمنها وعود ببعض المناصب في الدولة، في حال وقفت إلى جانبه".

وتقول المصادر إن اتصالات صالح انصبّت على بعض القيادات في مناطق إب وذمار وتعز، في محاولة منه لتشتيت "المقاومة" والاستفراد بها، لكن إحدى تلك الشخصيات التي حاول صالح الاتصال بها، رفضت ذلك بحسب ما أكدته لـ"العربي الجديد"، محذرة من أي محاولة للمخلوع والحوثيين لشراء الذمم، ومؤكدة أنها ستبوء بالفشل وستواجَه بقوة "المقاومة".

وعلمت "العربي الجديد" أن قيادات اجتماعية وعسكرية ومقاومة، عقدت اجتماعاً في مريس، بحضور ممثلين عن المديريات الشمالية من الضالع ومن قعطبة ودمت ومريس وجبن، إضافة إلى قيادات من مناطق محافظة إب، وتحديداً مديريات الرضمة والسدة والنادرة والمخادر، وجرى خلال الاجتماع التأكيد على تنظيم الصف تحت قيادة واحدة برئاسة قائد معسكر الصدرين، العقيد الركن علي حاتم، المكلف من قيادة الجيش اليمني الموالي للشرعية، ونائبه العقيد نصر صالح الربية.

وباتت المعارك تأخذ بُعداً جديداً بين مناطق الوسط التي تشهد انتفاضة وبين المناطق التي تسيطر عليها مليشيات الحوثيين وصالح، إذ يسعى الانقلابيون إلى بسط سيطرتهم على مناطق الشمال، وفقاً لحدود ما قبل الوحدة اليمنية، وهي مناطق تضم الجزء الشمالي من الضالع، التي تمكّنت "المقاومة" من تحريرها من منطقة سناح حتى مدينة دمت على حدود مديرية الرضمة التابعة لمحافظة إب.

وسعت مليشيات الحوثيين وصالح إلى استعادة مديرية الرضمة للدخول إلى محافظة الضالع، واستطاعت بعد معارك عنيفة ليومين في الرضمة أن تسيطر عليها ظهر أمس الجمعة في ظل غياب أي دور للتحالف العربي في وقف تقدم المليشيات عبر الغارات.

اقرأ أيضاً: هجمات في شمال صنعاء وذمار والحوثيون يفجرون المنازل

في موازاة ذلك، تحاصر "المقاومة" في إب مليشيات الحوثيين والمخلوع داخل مدينة إب مركز المحافظة، بعد أن رفضت هذه المليشيات الانسحاب والاستسلام، بعد مهلة كانت "المقاومة" قدمتها لها، بل ردت المليشيات بتفجير منزل الشيخ الجمال الحميري أحد قادة المقاومة في المحافظة.

وتشير مصادر لـ"العربي الجديد"، إلى أن مليشيات الحوثيين وصالح استخدمت اللواء 55 حرس جمهوري في يريم في محافظة إب، فضلاً عن وصول تعزيزات عسكرية وبشرية للمليشيات من ذمار، لاستعادة السيطرة على مناطق الوسط، مستغلة توقّف وصول تعزيزات لـ"المقاومة" في هذه المناطق، من قِبل الشرعية والتحالف العربي.

ويبدو أن هدف الحوثيين وصالح هو تأمين ذمار، لا سيما أن "المقاومة" في مناطق الوسط، كانت قد اقتربت من ذمار خلال الأيام القليلة الماضية، بعد اقترابها من يريم التابعة لمحافظة إب، والقريبة من ذمار.

أما في محافظة شبوة، فتؤكد مصادر لـ"العربي الجديد" أن قوات الشرعية من "مقاومة" وجيش موالٍ للشرعية، فضلاً عن قوات التحالف، تستعد لساعة الصفر لتحرير ما تبقى من شبوة، ولا سيما عاصمة المحافظة مدينة عتق، وسط استمرار وصول تعزيزات عسكرية إلى شبوة، وسلاح من التحالف.

كما تكشف مصادر لـ"العربي الجديد"، أن "خبراء أمنيين من التحالف، وصلوا إلى عدن لتقديم المساعدة لقوات الشرعية، في إعادة بناء أجهزة الشرطة والأمن". وتشير المصادر إلى أن "ثلاثة آلاف من المقاومة سيتم ضمهم إلى الجيش والشرطة، وبدأت عمليات رفع الكشوفات واستقبال الملفات لتسجيل الأسماء".

وتأتي هذه التطورات في وقت أكد فيه المتحدث باسم الحكومة اليمنية راجح بادي، أن الجيش الوطني بالتعاون مع "المقاومة"، يسعى لاستكمال تحرير كل المناطق اليمنية، بما فيها صنعاء، وعمران، وصعدة.

ودعا بادي، في حوار مع وكالة "الأناضول"، الحوثيين إلى "استيعاب الدرس بعد هزائمهم المتلاحقة في غالبية المدن اليمنية"، مطالباً إياهم بتطبيق قرار مجلس الأمن رقم 2216 "حتى لا تراق الكثير من الدماء"، معتبراً أن "أي حل بعيد عن قرار مجلس الأمن مرفوض بشكل كامل".

ولفت بادي إلى أن "الجيش الوطني بالتعاون مع المقاومة، استطاع أن يحرر معظم المحافظات بدءاً من عدن مروراً بلحج وأبين، بالإضافة إلى أنه تم تحرير معظم محافظة إب"، مؤكداً أن "محافظة شبوة في الطريق إلى تحريرها تماماً خلال الساعات المقبلة، ومحافظة البيضاء الآن شبه محررة من سيطرة الحوثيين".

اقرأ أيضاً: اليمن: المناورة الأخيرة لتحالف الانقلاب

المساهمون