مرزوق يستقيل من أمانة "نداء تونس"... تحضيراً لحزب جديد؟

مرزوق يستقيل من أمانة "نداء تونس"... تحضيراً لحزب جديد؟

14 ديسمبر 2015
مرزوق أكد عدم استقالته من الحزب (أمين الأندلسي/الاناضول)
+ الخط -


لم يكن إعلان الأمين العام لحزب "نداء تونس" محسن مرزوق، أمس الأحد، أنه سيقدّم رسمياً اليوم الإثنين استقالته من الأمانة العامة لرئيس الحزب محمد الناصر، مفاجئاً، إذ كان قد مهد له قبل بضعة أيام بالإعلان عن نيته اتخاذ قرار في هذا السياق. لكن مرزوق، وفي كلمته أمس خلال ندوة لسيدات "نداء تونس" في منطقة الحمامات، أكد عدم استقالته من الحزب، مؤكداً أنه سيستقل بالحزب في توجّه جديد ومختلف سيستعيد من خلاله مشروعه الحقيقي، وفق تعبيره. هذا الأمر طرح تساؤلات كثيرة، خصوصاً بعد توارد أنباء عن نية مرزوق ترك "النداء" والتوجّه لتأسيس حزب جديد لخوض الاستحقاقات السياسية المقبلة.

مرزوق مهّد لقراره في وقت سابق، بإعلانه أن "الوقت قد حان بالنسبة لي لاتخاذ قرار قد يكون موجعاً ولكنه ضروري سياسياً ومبدئياً، فلقد تجاوز العفن مداه"، وأشار إلى أنه سيتحدث مع "المناضلات والمناضلين وعدد من الإخوان في القيادة ونصارح الرأي العام الوطني في أجَل قريب"، مؤكداً أن "انتصار المشروع الوطني التونسي ضد الإرهاب والتطرف، الإصلاح والتقدم، هو الهدف الذي من أجله خضنا هذه التجربة الحزبية، ولأجله نحن مستعدون لإعادة النظر في مواقعنا الحالية لأنه لا خير في مواقع تبعدنا عن أداء دور مؤثر لخدمة ذلك المشروع".

ويتسم هذا الموقف الجديد، المتوقع من مرزوق، بكثير من الضبابية السياسية، فهو لم يخرج من "النداء"، على الرغم من استقالته، ولم يبق في الحزب أيضاً، ولم يعلن عن صيغة بقائه في الحزب، ولا عن شكل الخطوات المقبلة، على الرغم من أن أحد أعضاء الحزب الحاضرين معه في اجتماع أمس، الطيب عزيز، أكد في تصريح إذاعي "أن مرزوق سيعلن استقالته من الحزب، وأنه سيتم عقد ندوة صحافية الثلاثاء أو الأربعاء للإعلان عن تأسيس حزب جديد يحمل اسم الوطنيون الأحرار أو الدساترة الأحرار، وأن هذا الحزب سيدافع عن المشروع الحداثي البورقيبي".

غير أن مرزوق في تصريحه لمّح إلى أنه غير مستعد ليفرّط في الحزب، ولا في مكاسبه الهيكلية، ونجاحاته السابقة، ولا في تسميته ومشروعه، لأن بناء حزب جديد بتسمية جديدة وهيكلة جديدة يستوجب وقتاً وجهداً كبيرين ليكون جاهزاً للاستحقاقات السياسية المقبلة.

وكان مرزوق قد أكد قبل بضعة أيام أن "نداء تونس في شكله الحالي انتهى، وأن الطريق الوحيد لإنقاذه هو عملية ديمقراطية واسعة تعيد القرار لمناضليه"، مضيفاً: "لن أكون جزءاً من أية عملية لمأسسة الأزمة عِوَض حلها، وقراري هذا يلزمني، والمهم هو مواصلة العمل من أجل المشروع الوطني العصري بغض النظر عن الموقع والشكل".

اقرأ أيضاً: السبسي يقود مبادرة اللحظة الأخيرة لإنقاذ حزب نداء تونس

وكانت لجنة الـ13 لحل أزمة حزب "نداء تونس" أعلنت الخميس الماضي، خلال ندوة صحافية، عن أبرز قراراتها المتمثّلة في تنظيم مؤتمر أولي توافقي يوم 10 يناير/كانون الثاني المقبل، ومؤتمر ثانٍ انتخابي يوم 31 يوليو/حزيران، لمحاولة التوفيق بين الطرفين المتنازعين، اللذيْن يطالب أحدهما بمؤتمر تأسيسي والاخر بمؤتمر انتخابي. وقال رئيس اللجنة يوسف الشاهد، إن التسوية الندائية تُبنى على حل متكامل يشمل ركيزتين متلازمتين، وهما عقد المؤتمر التوافقي، وتنظيم المؤتمر الانتخابي.

ولكن يبدو أن الشق المؤيد لمرزوق داخل "النداء" يرفض هذه التسوية، ويعتبرها مناورة سياسية من الرئيس التونسي الباجي قايد السبسي وانتصاراً لشق نجل الرئيس حافظ، وأن اللجنة المشكّلة من الطرفين لحل الأزمة وُلدت ميتة، ولم تُعبّر قراراتها عن احترام لما يعتبرونه الهياكل الشرعية، وخصوصاً المكتب التنفيذي.

في المقابل، اعتبر قياديّون من الطرف المعارض لمرزوق، في حديث لـ "العربي الجديد"، أن "مرزوق يحاول ربح الوقت وإعادة خلط الأوراق، ومحاولة اختبار رصيده الشعبي داخل الحزب، فالأمانة العامة للحزب التي استقال منها معطّلة بطبيعتها، ومجموعة النواب الغاضبين الـ32 التي اجتمعت الجمعة الماضي لم يحضر منها سوى 17 نائباً فقط"، مشددين على أن "خارطة الطريق التي أعلنت عنها لجنة الـ13 ستُطبق".

وأكدوا أن "الهيئة التأسيسية ستجتمع بعد غد الأربعاء لتبني مقترح المؤتمرين وفق الأجندة المعلنة، وستتخذ قرارها بمن حضر"، أي بظل غياب مرزوق والأزهر العكرمي، وربما رئيس الحزب محمد الناصر، الذي يعتبر نفسه مستقيلاً منذ تكوين لجنة الـ13 لحل الأزمة، معتبرين أن حضور الثلثين كافٍ لاتخاذ قرارات، والشروع في تنفيذها لحسم هذه الخلافات التي طالت مدتها وأربكت الساحة السياسية التونسية في وضعها الصعب.

اقرأ أيضاً: نُواب "نداء تونس" الـ32 يُلوحون بالاستقالة مُجدداً

المساهمون