نجوم الثمانينيات: ثابتون على رمال متحرِّكة

نجوم الثمانينيات: ثابتون على رمال متحرِّكة

19 نوفمبر 2018
نجوى كرم خلال التسعينيات (Getty)
+ الخط -
راغب علامة، نجوى كرم، أصالة، عاصي الحلاني، نوال الزغبي، فضل شاكر، جورج وسوف، أنغام، وأسماء كثيرة بدأت مسيرتها الغنائية بداية أو منتصف الثمانينيات. لم يكتسب الجيل الثاني من المغنين شهرة سريعة. الجميع كان يدرك حجم الخطر الذي يحيط به، وكان يبحث عن قاعدة أساسية تفتح أمامه طريق المستقبل. في لبنان الحكاية بدأت في السبعينيات. الجيل الثاني من المغنين، استطاع أن يؤسس لقاعدة جماهيرية كبيرة، نذكر منهم ماجدة الرومي ووليد توفيق ("استديو الفن" 1973). نجحَ المخرج اللبناني سيمون أسمر، في إنتاج برنامج فني اسمه "استديو الفن"، قبل أربعين عامًا. واستطاع أسمر أن يسيطر على هذا النوع من البرامج والخريجين لفترة من الزمن امتدت لثلاثة عقود. قلة من الفنانين اللبنانيين، اليوم، لم يمروا على برنامج "استديو الفن" بأجزائه، بعضهم حافظ على نجاحه، والبعض الآخر اختفى.

راغب علامة
قد يكون المغني راغب علامة، الأكثر نجاحاً على قائمة جيل الثمانينيات من الفنانين الذين ظهروا، وحافظوا على هذا النجاح. بداية راغب علامة لم تكن مزينة بالورد. عانى الفنان الشاب من المنتجين الذين احتكروا موهبته، أيام الحرب اللبنانية، ما اضطره للسفر إلى أوروبا، ليعمل مغنيًا مقابل بدل مادي بسيط. لكن علامة استغل بعض الملحنين وأصدر أغنيات خاصة لاقت صدى واسعًا مثل "راغب بقربك" و"ياريت فيّ خبيها"، وغيرهما من الأغاني التي رسمت صورة "نجم" استطاع أن يستمر لنحو 30 عامًا من النجاح والشهرة، رغم منافسة شديدة. لكنّ الواضح، أن ذكاء راغب علامة هو الذي يبقيه ثابتًا أمام الاستهلاك، والنمط الفني المتداول اليوم.


أصالة نصري
أصالة مصطفى نصري، ابنه الفنان السوري الراحل مصطفى نصري، تأثرت بوالدها بعدما اكتشف موهبتها باكراً، فأمدها بثقة زائدة عن باقي أشقائها. عانت أصالة بداية من "شلل الأطفال" لكنها تغلبت عليه، ما جعلها تنظر إلى التجربة كنوع من التحدي لما وصلت إليه اليوم. ما زالت أصالة نصري التي لمع اسمها بداية التسعينيات، تعمل بجد ونشاط، وترسم آفاق المستقبل، بعد زواجها الأول بأيمن الذهبي، وتحولت إلى "راشدة" في الفن. الذهبي ساعدها لتصبح نجمة عربية، لها ثقلها، وأدخلها القاهرة لتستقر هناك، وتبدأ مسيرة مختلفة فنية بلغت اليوم أكثر من عشرين عاماً.
دون شك استطاعت أصالة نصري، ورغم وجودها أو إقامتها في القاهرة، أن تُسجل انتصارات عديدة في الغناء، وأثبتت في السنوات الأخيرة أنها فنانة بمواقفها الإنسانية والسياسية. لم تشهد سورية خلال عقود صعود اسم فنان أو تحقيق نجومية باستثناء أصالة، التي عرفت كيف تحاكي ألوان الفنون والغناء في العالم العربي، غنّت أصالة السوري واللبناني، وأعادت بعض الأغاني الخليجية، لا بل قدمت ألبومات خليجية كاملة.


نجوى كرم
ظهرت في بداياتها ضمن برنامج "ليالي لبنان"، وهو برنامج للمواهب الغنائية. لكن عين المخرج سيمون أسمر وقعت عليها، فحملها إلى برامجه وقدمها بشكل متجدد. عرفت نجوى كرم بالغناء البلدي والشجن واللهجة اللبنانية، وكان هذا اللون مفقوداً بعد الفنانة الراحلة صباح. أعادت نجوى كرم تاريخ الموال و"الميجانا" و"العتابا"، واستطاعت لسنوات أن تسيطر على هذا اللون والنمط، وما زالت تتفرد به حتى اليوم. تميزت نجوى كرم لثلاثة عقود، ولم تتأرجح نجوميتها رغم تراجع مستوى أغنياتها منذ سنوات قليلة، لكنها لا تزال الرقم الصعب على شباك التذاكر في الحفلات والمهرجانات.



نوال الزغبي
رغم صوتها وأدائها المتواضعين، لا تزال نوال الزغبي مغنية لها شهرتها في لبنان والعالم العربي. نجمة برنامج "استديو الفن" في نهاية الثمانينيات، استطاعت أن توظف خبرة كثيرين دعموها في بداياتها الفنية، منهم بالطبع المخرج سيمون أسمر، الذي أخرج منها ما كان يفتقده السوق الغنائي في العالم العربي. سنوات شهدت تراجعاً ثم نجاحاً، لكنها بقيت بالنسبة للمتابعين أيقونة الموضة في كل إطلالاتها، سواء في التلفزيون أو على المسرح في المهرجانات.


عاصي الحلاني
لم يسبق عاصي الحلاني زميلته نوال الزغبي بوقت طويل. شارك الحلاني والزغبي في برنامج "استديو الفن". وشارك الحلاني عن فئة الغناء البلدي للفان وديع الصافي، واستطاع أن يحقق تقدماً. الحلاني كان حلمه الشهرة والنجاح منذ بداياته، وكان صريحاً بأنه يريد أن يصل. حقق الحلاني ملايين المعجبين قبل دخول عصر الميديا البديلة، واستطاع لوقت أن يبسّط الغناء الشعبي اللبناني، ويحوّله إلى مادة محببة عند جمهور هذه الفئة. خرج الحلاني بداية ليذكّر بفن "الهوارة" الذي كاد أن ينسى، وتغلب على موهبته، فزاد في عمله أغاني جديدة، من ألحان سمير صفير، واستطاع أن يضع قدميه على سلم النجومية. تلوّن عاصي الحلاني وبدّل في تجربته الغنائية، ولم يوفر عدداً كبيراً من الأنماط الغريبة عنه وعن أسلوبه وخطه الغنائي. اتجه لفن الراي المغربي، واعتمد على أكثر من "ديو" جمعه بعدد من المغنيات، كما كان له تجارب ناجحة في الغناء الخليجي الذي يجيده، وهو حتى اليوم يعتبر الأكثر قرباً من اللون "الأبيض" للغناء العربي عموماً.



المساهمون