الفنانات والتجميل: هوس محكوم بالأفضل؟

الفنانات والتجميل: هوس محكوم بالأفضل؟

21 أكتوبر 2018
نجوى كرم قبل خضوعها لعمليات تجميل (Getty)
+ الخط -
لا ينتهي الصراع بين المغنيات في لبنان والعالم العربي وبين مبضَع طبيب التجميل. ثمّة انعكاسات، منها ما هو سلبي وآخر إيجابي، يلحق شكل المغنية أو الممثلة. الجمهورُ يكون بين مؤيّد ومعارض، فقد بات مفصَلاً لهذا الصراع في السنوات الأخيرة. قبل أعوام، فوجئ المتابعون بما سُمي بـ"الثورة التجميلية" التي حصلت التي قادتها الممثلات في سورية. ما طرح علامات استفهام كثيرة حول المغزى من وراء تغيّر الشكل بهذه الطريقة الواضحة. 


وتناول البعض القضية من باب قلة ثقة الممثلات في الشكل الخارجي، أو كتقليد أعمى لما يُسمَّى بـ"ثورة التجميل". عام 2014، ظهرت الممثلة مرح جبر، وعلامات التجميل ظاهرة على محياها. انتقدت جبر كثيراً، بسبب تنافي الدور الذي لعبته في مسلسل "جواهر" في السنة نفسها مع شكلها الخارجي، خصوصاً بعد أن صبغت شعرها باللون الأشقر، ولم ينتبه المخرج للتغيير الذي طرأ عليها. وكذلك تغيرت معالم شكل الممثلة السورية جيني أسبر، بعد سلسلة من عمليات التجميل التي خضعت لها، ما زاد في اختلافها لدى المشاهدين، وانتقادها في الوقت ذاته.


شكّل ظهور الفنانة نجوى كرم، في مناسبة، يوم الثلاثاء الماضي، صدمة على مواقع التواصل الاجتماعي. دقيقة فيديو واحدة التقطت لكرم، كانت كافية لتكشف عن خضوعها لعملية تصغير الأنف مجدداً. كرم (53 عاماً) تُعرَف بصراحتها تجاه الجمهور، ربما تكون الفنانة الوحيدة التي طلبت يوماً نشر تاريخ ميلادها الحقيقي في الإعلام. وبين فترة وأخرى، تكشف لوسائل الإعلام عن خضوعها لحقن التجميل الضرورية. تدوّن كرم على صفحتها "تويتر"، أو تعترف، بأنها خضعت "للفيلر"، لكن ردود الفعل لا تأتي دائماً لصالحها. بعض المتابعين ينتقدون ما قامت بها، فيما البعض الآخر يرحب ويؤيد صراحتها. هذا التفاعل على الشكل بين الفنانة وجمهورها، تحوّل في السنوات الأخيرة إلى مباراة بين متابعي النجوم، لا يؤثر بالضرورة على الفنان نفسه الذي يهرب من الأسئلة المتعلقة بالتجميل وأدواته.



في بداية الألفية الجديدة، عانت المغنية نوال الزغبي، من آثار عمليات التجميل التي قامت بها، ما اضطرها إلى الاختفاء لوقت. نوال لم تعترف بأنها خضعت لعمليات تجميل، وقالت يومها إنها تناولت حقن "كورتيزون" بسبب تعسّرها أثناء ولادة طفلتها "تيا". لكن الاعتراف هذا لم يكن مقنعًا للبعض الآخر. وبعد سنوات، ظهر زوج نوال الزغبي، في مقابلة تلفزيونية، واعترف بفشل عمليات التجميل التي خضعت لها زوجته، وأثرت على حضورها وأعمالها الفنية وتراجعها. كلام إيلي ديب أكد ما كشفه الجمهور قبل سنوات، أمام ذلك لا تزال الزغبي تنفي خضوعها للتجميل.

الفنانة هيفا وهبي عانت أيضاً من مشكلة التجميل. قبل سنوات، خضعت لعملية في وجهها، وتطوَّر الأمر حتى اضطرّت للسفر إلى باريس، لاستكمال علاج الخطأ الطبي الذي تعرّضت له في خدّها الأيسر. أخفت وهبي الخبر عن الجمهور، وظلت لوقت تغطي التشوه الذي تعرضت له بشعرها المسدل على الجهة اليسرى للوجه. لكنها مع الوقت تخطت هذه المرحلة، لتعود قبل عام وتخضع لعملية تجميل للشفاه. صُدم جمهور هيفا وهبي في ظهورها ضمن مسلسل "لعنة كارما" في الموسم الرمضاني الأخير، لكن هيفا تنفي مراراً خضوعها لعمليات تجميل، وتؤكد أنها تقوم بما هو ضروري فقط.

تحمل بدايات بعض نجمات الغناء في العالم العربي مزيداً من القصص حول التجميل. ربما كانت نانسي عجرم أول فنانة تغير في معالم وجهها، بعد نصيحة مدير أعمالها الحالي، جيجي لامارا، بضرورة القيام ببعض التغييرات التي تحاكي الوجه. عدلت نانسي عجرم على أنفها قليلاً واتخذ شكله الحالي. نانسي تعتبر أن التجميل مكمل لجمال الفنانة، وليس هدفًا بحد ذاته.

الفنانة أحلام خضعت لمجموعة من عمليات التجميل. نظرة واحدة على متصفح يوتيوب، ستكون كافية لتظهر كمية الفيديوهات التي تروي قصة أحلام وعمليات التجميل. تعترف أحلام بأن إقامتها في لبنان شكلت لها انقلابا على صعيد الأزياء والتجميل. إذْ أنَّ متابعة أهم دور الموضة العالمية، بالنسبة لها في لبنان، كان الأهم. في آب/أغسطس في السنة الماضية، نشرت أحلام فيديو لها من العاصمة الفرنسية باريس وهي تقوم بحقن وجنتيها بالبوتكس. الواضح أن أحلام قامت بإعلان مباشر للطبيب في فيديو حصد أكثر من مليون مشاهد على صفحتها في موقع إنستغرام. وكذلك قامت أحلام بالاعتراف عبر فيديو نشرته على "سناب شات" بخضوعها لعملية تجميل الأنف.

منذ الثمانينيات، والفنانة سميرة سعيد تحافظ على شكل لم يظهر علامات الكبر عليها. لكن مع ثورة الميديا البديلة دخلت سعيد هذا العالم، وظهرت قبل خمس سنوات مع بعض التعديلات بعد إصدار ألبومها "ما زال". لم تقم سميرة بعمليات تجميل كبيرة، لكنها حاولت أن تحافظ على صورة الشابة بعدما تخطت ستين عاماً.



سميرة سعيد تحاول في كل إطلالة أن تصدم جمهورها في العالم العربي، وربما العالم، من خلال طريقة اختيار الملابس ولون الشعر والموديلات التي تعيدها وكأنها طفلة.
أما الفنانة شيرين، فقامت قبل سنوات بعملية تجميل أسنانها في بيروت، تزامن ذلك مع إقامتها لتصوير برنامج "ذا فويس" آنذاك. ورغم خوفها من عمليات التجميل، تخضع شيرين بين الحين والآخر لعمليات "فيللر" في بيروت.

المساهمون