موسم اللوز الفلسطيني

موسم اللوز الفلسطيني

11 ابريل 2017
+ الخط -
يُعتبر من العلامات المميزة لحلول فصل الربيع في فلسطين، حين يزهر اللوز على أشجاره العتيقة، وحين يتلهّف أهل فلسطين في كل بقاعها على نضوج ثماره، كي يأكلونه بطرق شتى؛ فيأكلونه حلواً، ويأكلونه مالحاً، وفي كلتا الحالتين فهو مصدر رزق لبسطاء الناس، خاصة النساء القرويات، اللواتي يقطفن حباته بعناية ويجمعنها ويقمن ببيعها في المدن، قادمات من قراهن وبلداتهن.
يتميز هذا المنتج الزراعي البسيط بحب الفقراء والأثرياء، الذين يجمعون على كونه منتجًا موسميًا يكثر في الأسواق لفترة قصيرة، ثم سرعان ما يختفي وتبقى حلاوته وملوحته ضمن الذكريات.
ويعتبر اللوز المحصول الزراعي الثاني في فلسطين بعد الزيتون، والذي يدرّ دخلاً سنوياً على المزارعين، ويُزرع في المناطق الجبلية في فلسطين، مثل جبال نابلس والقدس والخليل. ويحتمل شجر اللوز العطش، ولا يحتاج إلى مجهود كبير في الرعاية، إلا أنه يتعرض للسوس عندما ينضج، ويتعرض للحشرات عندما يكون نبتة صغيرة. وتمتاز أزهار اللوز بالجمال والروعة بلونها القرنفلي الذي سرعان ما يتحول إلى حبات لوز طريّة وهشّة.

لا يخفى على أحد القيمة الغذائية لثمار اللوز الأخضر، لذلك فهو يُتناول على شكل مسليات بعد غمس حباته بالملح أو بدونه، ويتم طبخه مع اللبن، ويُقدم مطبوخا مع الأرز الأبيض، كما يتم تخليله أيضا، أسوة بالزعتر الأخضر. وكل هذه الطرق المتعددة لاستخدامه ما هي إلا من باب الحرص على الاستفادة من قيمته الغذائية العالية وقصر موسمه، حيث يتميز بقدرته على خفض مستويات الكولسترول الضار، ويساعد في تقليل مخاطر الإصابة بأمراض القلب وحماية الخلايا من التلف، كما أنه يقوّي البصر، ويمنع قصور النظر والعشى الليلي، بسبب النسبة العالية من فيتامين A الذي يحتوي عليه.

المساهمون