النمورة... الحلوى الأكثر شعبية في غزة

النمورة... الحلوى الأكثر شعبية في غزة

21 ديسمبر 2017
حلوى متوارثة في قطاع غزة عبر الأجيال (عبدالحكيم أبورياش)
+ الخط -
يصفّ الفلسطيني محمد ساق الله من مدينة غزة أواني "النمورة" جنباً إلى جنب، في الخزانة المخصصة للتبريد، بعد عملية عجين وخبيز استمرت نحو 16 ساعة، دخلت خلالها مجموعة مراحل، كي تصبح قِطعاً من الحلوى ذات السطح المُحَمّر، جاهزة للتقديم، والبيع.
وتعتبر حلويات "النمورة" الفلسطينية الأكثر شعبية في قطاع غزة بسبب سعرها المناسب للجميع، خاصة في ظل الأوضاع الاقتصادية المتردية نتيجة الحصار الإسرائيلي المتواصل وإغلاق المعابر.
وتتوفر "النمورة" بحشوة سادة بالسمن البلدي، وعدة حشوات ونكهات من لوز وجوز ومكسرات، تناسب ذوق الزبائن، ولا يجري عليها تعديلات، حيث يكون طعمها في جميع المحال التي تبيعها متقارباً.
ولا تخلو معارض بيع الحلويات في قطاع غزة من شماله حتى جنوبه من حلويات "النمورة"، كذلك تباع في "فترينات عرض زجاجية" على البسطات وفي الأسواق العامة ومفترقات الطرق.
وزارت "العربي الجديد" مصنع "ساق الله" المختص في صناعة النمورة، في منطقة "غزة القديمة" شرقي مدينة غزة. وبدا المصنع كأنه خلية نحل متكاملة الأدوار، تبدأ بعجن الخلطة، وتمررها بعدة مراحل، وتنتهي بعرضها في الخزانات الزجاجية في المعرض المجاور، الذي يرتاده عدد من الزبائن اعتادوا على نكهتها المتوارثة عبر الأجيال، إذ بدأت صناعتها قبل النكبة الفلسطينية في عام 1948.
ويقول محمد ساق الله لـ "العربي الجديد" إنه بدأ العمل مع أخواله قبل نحو 13 عاماً، وكانوا قد ورثوا المهنة عن جده قبل عدة عقود، مبيناً أن اختيار صنف "النمورة" تحديداً لصناعته من بين عشرات الأصناف، يرجع لبساطة هذا الصنف من الحلويات، إلى جانب شعبيته الكبيرة، وأسعاره المناسبة للجميع، إذ تتم مراعاة الأوضاع الاقتصادية.
أما المكونات، فيوضح محمد أن هذه الحلوى الشهيرة تحتوي على "السميد، السكر، القرفة، اللوز، الجوز، الطحينة البيضاء، السمن، الزيت"، موضحاً أن الحشوة تختلف من "صينية" لأخرى، كذلك نسبة التحلية، ويرجع ذلك لاختلاف أذواق الزبائن والمشترين.
وبخصوص طريقة تحضير العجينة فيقول: "يتم عجن السميد مع السكر بمياه حلوة، وتركها لمدة ساعة ونصف، في هذه الأثناء يتم دهن صينية بالطحينة البيضاء والسمن، ونقوم بفرد العجينة على الصينية، ورشها بالقرفة وحشوة المكسرات المطلوبة، بعد ذلك يتم فرد طبقة أخرى من العجين، ودهنها بطبقة ثانية من الزيت، وتركها نحو 10 ساعات كي تتم عملية المزج و "التسبيك".
عملية خبز حلويات "النمورة" تدخل أيضاً في عدة مراحل، تبدأ بوضع صينية العجين في الرف الأوسط للفرن الكبير، وبعد لحظات يتم نقلها للرف الأعلى كي يتم تحمير الوجه، ومن ثم نقلها للرف الثالث لاستواء العجينة من الأسفل.
وبعد ذلك يتم إخراج الصينية ودهنها باللبن، وإرجاعها مجدداً للطبقة الثالثة حتى تشرب اللبن، ومن ثم إخراجها وتقطيعها وإرجاعها للرف الثالث، وبعد استواء العجينة يتم إخراجها ووضع القطِر (السكر والماء) بكمية مناسبة لمدة خمس دقائق، وتصفيتها، وتركها لمدة ساعتين، كي تصبح جاهزة للتقديم".
ويوضح ساق الله أن عملية تجهيز حلويات النمورة في المصنع الذي يضم بين جنباته ثمانية عُمال، تستغرق نحو 16 ساعة من بداية العجين، حتى تجهيزها للبيع بسعر 10 شيقل للكيلوغرام (الدولار يساوي 3.5 شيكل)، مبيناً أنه يتم صناعة نحو 20 صينية يومياً، وتزيد الكمية حسب المناسبات، أو الأوضاع العامة.
وتحظى هذه الحلوى بإقبال واسع من المواطنين الفلسطينيين، لكن هذا الإقبال يتأثر بالأوضاع الاقتصادية الصعبة التي يمر فيها قطاع غزة، ويكثر الطلب عليها لمناسبة صباحية الأفراح، التخرج، والزيارات. ويقول محمد ساق الله "ورثنا المهنة عن أجدادنا وسنستمر في صناعتها، كذلك ورث الزبائن حب شراء النمورة عن أجدادهم".
وعندما كانت المعابر مفتوحة في قطاع غزة المحاصر، كانت "النمورة" رفيقة المسافرين، وكانت إحدى الهدايا التي يأخذها الغزيون إلى أقاربهم في الخارج، وهي تحتمل "مشقة" السفر، إذ إنها من الحلوى التي لا تحتاج للتبريد ولا تتلف بسهولة.



دلالات

المساهمون