مهرجان الاقتراب من الموت
من المهرجان (blog.buckitdream)
كثيرون هم أولئك الذين خاضوا تجربة خطيرة أوشكوا معها أن يكونوا في عداد الموتى. تتم دعوة هؤلاء الخبراء منذ القرن السابع عشر إلى منطقة غاليسي الإسبانية لإحياء مهرجان غريب، حيث يعيدون عرض تجربتهم وروايتها مع أقرانهم، في حضور الآلاف من الجماهير، فيما يسمى مهرجان "تجربة الاقتراب من الموت". تعرف غاليسيا بأنها المنطقة الأكثر عزلة في شبه الجزيرة الإسبانية، وتشتهر بماضيها المرتبط بالوثنية وأعمال السحر والشعوذة والإيمان السائد بالطبيعة، وكما حدث في أماكن أخرى من العالم، فإنه بعد تأسيس الكنيسة الكاثوليكية في تلك المناطق امتزجت التقاليد والمعتقدات الأسطورية بالمذاهب المسيحية، وكان من ثمرة هذا الاندماج رمزية تداخل عيد القديسة، سانتا مارثا، راعية المحتاجين مع مهرجان الاحتفال بالناس الذين شهدوا أو مروا بتجربة الاقتراب من الموت ونجوا منها.
وهكذا؛ فإنه في يوم 29 يوليو/ تموز من كل عام، تحتفل قرية لاس نيفيس بإقليم بونتيفيدرا، بهؤلاء الناس الذين مروا بتلك التجربة المروعة، في موكبٍ يمرُّ في الشوارع. وهو ليس موكباً عادياً كما قد يتخيله الغرباء، ولكن موكب مزيّن بالأكفان البيضاء والتوابيت المحمولة. وهي توابيت ليست فارغة، بل يستلقي بداخلها أولئك الأشخاص الذين مرَّوا بتجربة الاقتراب من الموت، فالتوابيت والأكفان تستخدم للدلالة على ما حدث من رحلتهم الناقصة التي كان يفترض أن يقطعوها نحو الآخرة.
لاس نيفيس، بلدة صغيرة لا يزيد عدد سكانها عن أربعة آلاف شخص، ولكنها تموج وتطن كخلية النحل في وقت الاحتفال، نظرا لتوافد الآلاف على البلدة للاحتفال والاستماع إلى السرد المثير. حيث تشح السيارات الأجرة، وبالكاد يجد الزوار حجزاً بأحد الفنادق، والشوارع تكتظ بالناس.
بعد مرور الموكب بشوارع البلدة؛ يتجهون إلى طريق الكنيسة الصغيرة للاحتفال بالجمع الموجود، ثم يستمر الموكب بالسير حتى يصل إلى مقبرة البلدة، قبل أن يرتد عائدا إلى الكنيسة مرة أخرى، حيث ينضم للحشد تمثال للقديسة مارثا، ثم ينشد الجميع ترانيم للقديسة يقولون فيها: "أيتها القديسة العذراء سانتا مارثا يا نجمة الشمال جلبنا لك من رأوا الموت". ثم يعرب المشاركون بالاحتفال عن عرفانهم وشكرهم بتقديم القرابين والهدايا للقديسة وتكون عادة على شكل أموال.
تنتشر في المهرجان أيضاً الألعاب النارية ذات الدويّ العالي والفرق الموسيقية. ويوجد الكثير من أصناف الطعام والشراب، ويروي المحظوظون من المشاركين كيف أنهم خَدعوا الموت؛ كما أن بعضهم يسرد حكايته بصورة فنية بلغة تثير الحاضرين.
اقــرأ أيضاً
وهكذا؛ فإنه في يوم 29 يوليو/ تموز من كل عام، تحتفل قرية لاس نيفيس بإقليم بونتيفيدرا، بهؤلاء الناس الذين مروا بتلك التجربة المروعة، في موكبٍ يمرُّ في الشوارع. وهو ليس موكباً عادياً كما قد يتخيله الغرباء، ولكن موكب مزيّن بالأكفان البيضاء والتوابيت المحمولة. وهي توابيت ليست فارغة، بل يستلقي بداخلها أولئك الأشخاص الذين مرَّوا بتجربة الاقتراب من الموت، فالتوابيت والأكفان تستخدم للدلالة على ما حدث من رحلتهم الناقصة التي كان يفترض أن يقطعوها نحو الآخرة.
لاس نيفيس، بلدة صغيرة لا يزيد عدد سكانها عن أربعة آلاف شخص، ولكنها تموج وتطن كخلية النحل في وقت الاحتفال، نظرا لتوافد الآلاف على البلدة للاحتفال والاستماع إلى السرد المثير. حيث تشح السيارات الأجرة، وبالكاد يجد الزوار حجزاً بأحد الفنادق، والشوارع تكتظ بالناس.
بعد مرور الموكب بشوارع البلدة؛ يتجهون إلى طريق الكنيسة الصغيرة للاحتفال بالجمع الموجود، ثم يستمر الموكب بالسير حتى يصل إلى مقبرة البلدة، قبل أن يرتد عائدا إلى الكنيسة مرة أخرى، حيث ينضم للحشد تمثال للقديسة مارثا، ثم ينشد الجميع ترانيم للقديسة يقولون فيها: "أيتها القديسة العذراء سانتا مارثا يا نجمة الشمال جلبنا لك من رأوا الموت". ثم يعرب المشاركون بالاحتفال عن عرفانهم وشكرهم بتقديم القرابين والهدايا للقديسة وتكون عادة على شكل أموال.
تنتشر في المهرجان أيضاً الألعاب النارية ذات الدويّ العالي والفرق الموسيقية. ويوجد الكثير من أصناف الطعام والشراب، ويروي المحظوظون من المشاركين كيف أنهم خَدعوا الموت؛ كما أن بعضهم يسرد حكايته بصورة فنية بلغة تثير الحاضرين.
