منطقة تجلس على براميل بارود... أي مستقبل لها؟

منطقة تجلس على براميل بارود... أي مستقبل لها؟

07 ابريل 2024
المواطن العربي تعب من الحروب والمخاطر المتتالية والفقر
+ الخط -
اظهر الملخص
- منطقة الشرق الأوسط تواجه مخاطر جيوسياسية واقتصادية، بما في ذلك حروب مستمرة مثل حرب غزة والدعم الأمريكي لحكومة نتنياهو، وتحديات مثل الحرب في جنوب لبنان التي تؤثر على الاقتصاد اللبناني.
- الخلافات الإقليمية والأزمات الاقتصادية تمتد عبر عدة دول مثل لبنان، مصر، وسورية، مع تفاقم الأوضاع بسبب الحروب الأهلية والخلافات السياسية، بالإضافة إلى الخلاف حول سد النهضة.
- الوضع الاقتصادي يعاني من طرد الاستثمارات، تدهور السياحة، وهروب الأموال، مما يؤدي إلى تدهور معيشة المواطنين، زيادة الفقر، البطالة، والهجرة، مما يجعل مستقبل المنطقة محفوفًا بالمخاطر.

تعوم منطقة الشرق الأوسط على بحار من كل أنواع المخاطر الجيوسياسية والاقتصادية والمالية، بل الحروب الأهلية والاضطرابات الاجتماعية والدينية.

فهناك حرب غزة التي لا أفق زمنياً لها، ويبدو أن حكومة نتنياهو تصر على إطالة أمدها حتى يعود دونالد ترامب إلى سدة الحكم في انتخابات نوفمبر/تشرين الثاني المقبل.

وهنا تحصل تلك الحكومة اليمينية المتطرفة على دعم أميركي قوي من الإدارة الجديدة، سواء في شكل دعم سياسي ولوجستي وأسلحة أو منح ومساعدات نقدية.

وهناك حرب في جنوب لبنان مع احتمال تصاعد وتيرتها وتوسع رقعتها في أي لحظة، وما يمكن أن تتركه تلك الحرب من مخاطر شديدة على الاقتصاد اللبناني، بل وإلحاق الضرر بالدولة اللبنانية نفسها.

حرب غزة لا أفق زمنياً لها، ويبدو أن حكومة نتنياهو تصر على إطالة أمدها حتى يعود دونالد ترامب إلى سدة الحكم

وهناك مواجهات شديدة بين جيش الاحتلال والمقاومة الفلسطينية في الضفة الغربية، ومواجهات متقطعة في القدس المحتلة.

واضطرابات البحر الأحمر واستهداف جماعة الحوثي السفن المارة عبر باب المندب وخليج العرب شاهدة للعيان، اضطرابات لا تؤثر على التجارة الخارجية لدولة الاحتلال فحسب.

بل باتت تؤثر على انسياب التجارة الدولية واستقرار أسواق أوروبا ومعدلات التضخم العالمية المرشحة للزيادة مع زيادة كلفة النقل والشحن والتأمين على السفن، ولها تأثيرات أيضا على قناة السويس والممرات المائية.

وهناك غضب حاد بين إيران وإسرائيل يمكن أن يتحول إلى حرب إقليمية ومفتوحة في أي لحظة، غضب زاد منسوبه عقب قصف تل أبيب قنصلية طهران في حي المزة بدمشق، واغتيال 7 عسكريين من النخبة في فيلق القدس التابع للحرس الثوري بينهم الجنرال محمد رضا زاهدي، وتوعد إيران بمعاقبة إسرائيل أمس، والرد على هجوم سورية بأقصى ضرر للعدو كما أعلن رئيس هيئة الأركان العامة للقوات المسلّحة الإيرانية اللواء محمد باقري يوم السبت.

وفي السودان هناك حرب شرسة بين الجيش وقوات الدعم السريع بقيادة حميدتي، حرب أكلت الأخضر واليابس على مدى عام كامل وحوّلت السودانيين إلى شعب من اللاجئين والمشردين، وقضت على الأنشطة والقطاعات الاقتصادية، وسرّعت من تهاوي الجنيه مقابل الدولار.

وفي سورية تشهد الدولة حرباً أهلية منذ عام 2011، صاحبتها هجرة الملايين وسقوط مدوٍ للاقتصاد السوري وعملته الليرة والوضع المعيشي للسوريين. مع تقزم دور ومساحة الدولة.

هناك أزمات اقتصادية في لبنان ومصر وتونس والأردن والجزائر واليمن وسورية والسودان

وهناك خلافات حادة بين مصر والسودان من جهة وإثيوبيا من جهة أخرى على خلفية مشروع سد النهضة، وخلافات أخرى بين إثيوبيا والصومال.

وفي اليمن تشهد الدولة انقسامات حادة وحرباً أهلية منذ عام 2015، مع حكومتين وعاصمتين ومصرفين مركزيين، وعبث من قبل قوى إقليمية بأمنها القومي.

يتكرر المشهد في ليبيا حيث الخلافات التي وصلت في بعض الأوقات إلى حرب أهلية شرسة بين طرابلس وبني غازي.

وهناك أزمات اقتصادية في لبنان ومصر وتونس والأردن والجزائر واليمن وسورية والسودان.

ولا يزال الوضع هشّاً في العراق، رغم استقرار الأوضاع السياسية والاقتصادية في السنوات الأخيرة، وتراجع الإرهاب.

هذه المخاطر وغيرها تنعكس سلباً على الوضع الاقتصادي لمنطقة الشرق الأوسط، فدول المنطقة باتت طاردة للاستثمارات الأجنبية بل المحلية، وغير جاذبة للسياحة العالمية.

وشهدت المنطقة هروباً كبيراً للأموال والخبرات والكوادر البشرية في السنوات الماضية، وباتت العديد من دوله تحت سطوة شروط الدائنين الدوليين، وهو ما صاحبه تهاويا في العديد من عملات المنطقة.

هذا المشهد كله ينعكس سلبا على الاقتصادات المحلية ومعيشة المواطن العربي وعملته ومدخراته، وهو ما يغذي موجة الهجرة إلى الخارج، وقبلها موجات الفقر والبطالة والتضخم والركود والكساد والعوز والعشوائيات والاستدانة والتقزم.

منطقة كتلك تجلس على براميل بارود عدة ومتنوعة وخطيرة... فأي مستقبل لها؟

المساهمون