السودان يعاني من ثالوث النزوح والندرة والركود قبيل رمضان

السودان يعاني من ثالوث النزوح والندرة والركود قبيل رمضان

09 مارس 2024
تراجع القدرة الشرائية للمواطنين (محمود حجاج/ الأناضول)
+ الخط -

يستقبل السودان رمضان هذا العام بسلسلة من المصاعب، حيث المعاناة من النزوح، وجيوب المواطنين خاوية بسبب الحرب التي دمرت المحال التجارية وعطلت مفاصل الاقتصاد، وأدت إلى شح المواد من الأسواق. ورصدت "العربي الجديد" انتعاشاً جزئياً في الإقبال على السلع الرمضانية في بعض الولايات.

وروى عدد من المواطنين الوافدين إلى الولايات هرباً من جحيم الحرب في الخرطوم أزمة النزوح وانعدام السيولة وانعكاس ذلك على توفير احتياجات رمضان. وأشارت المواطنة ريا عبدالنبي لـ"العربي الجديد" إلى أن غالبية سكان الخرطوم الوافدين إلى الولايات يعيشون حالياً في المدارس وفي استضافة عدد من المواطنين في منازلهم الخاصة، ويعتمدون على الإغاثة والإعانات التي تصل من الخارج ومن المنظمات الخيرية بالبلاد.

وقالت إنها لا تمتلك أي سيولة لشراء احتياجات رمضان. ولفت المواطن عبد الكريم عبد المنعم لـ"االعربي الجديد" إلى أن رمضان شهر خير وبركة، ولن ينقطع فيه الغذاء، إلى حين انجلاء الأزمة والعودة إلى الديار.

ارتفاع الأسعار في السودان

وقال تاجر السلع الغذائية بالجملة في ولاية نهر النيل محمد الحسن الطاهر لـ"العربي الجديد" إن السلع الرمضانية هذا العام تشهد ندرة مقارنة بالمواسم السابقة نتيجة للدمار الذي طاول 80 في المائة من مصانع الإنتاج المحلي، وزيادة الدولار الجمركي من 650 إلى 950 جنيهاً، ما تسبب في تراجع الواردات السلعية الرمضانية. وبالنتيجة ندرة في الإنتاج المحلي وفي السلع المستوردة في آن.

وقال الطاهر إن هناك ارتفاعاً كبيراً في أسعار السكر، وزيوت الطعام المحلية، والدقيق المستورد. وقال التاجر في الولاية الشمالية منتصر عبد الفضيل لـ"العربي الجديد" إن السلع الرمضانية الضرورية محلية الصنع متوافرة في أسواق الولاية، مقابل ندرة في المواد المستوردة باستثناء زيوت الطعام التي تعرف ارتفاعاً في الأسعار.

وأوضح عبد الفضيل أن القوى الشرائية ضعيفة عموماً، نتيجة التضخم وشح السيولة لدى المواطنين، لكنه توقع تراجع الأسعار خلال منتصف رمضان.

وقال تاجر التوابل بالتجزئة في مدينة كوستي بولاية النيل الأبيض النعيم محمد علي لـ"العربي الجديد": "إن الإقبال على التوابل جيد، رغم ارتفاع الأسعار، كذلك تعرف اللحوم إقبالاً متزايداً قبل بدء شهر الصوم، وسط توقعات بالمزيد من الارتفاع في الأسعار بداية من الصيف المقبل، بسبب قلة المراعي وارتفاع اسعار الأعلاف المستوردة. ولم يستثن تسونامي زيادات الأسعار العصائر الطبيعية المحلية، خاصة تلك المرتبطة برمضان".

المساهمون