زيارة موقع: رشيد الضعيف

زيارة موقع: رشيد الضعيف

18 نوفمبر 2020
رشيد الضعيف في 2007 (أولف أندرسن، Getty)
+ الخط -

تلقي هذه الزاوية الضوء على موقع إلكتروني لمبدع عربي، في محاولة لقراءة انشغالاته عبر فضاء استحدثته التكنولوجيا وبات أشبه ببطاقة هوية.


ماذا يعني أن تكون خارج الأدب أو ضدّه؟ يجيب الروائي اللبناني رشيد الضعيف (1945)، في أكثر من مناسبة على هذا السؤال، مستعيراً مداخل مختلفة لوصف محاولاته التخلّص من حمولة وصائية ضمن مستويات متعدّدة، اللغة والجمال والقيم والسياسة، والهروب صوب كتابة "لا تريد أن تبرهن شيئاً"، على حدّ قوله، وهو بذلك لا يحلّ إشكاليات تلقّي أعماله، بقدر ما يزيدها إلغازاً.

على طريقته، استخدم صاحب رواية "المستبد" (1983) ضمير المتكلّم للراوي في معظم أعماله مفضّلاً الكلام عن الحدث وليس عن الحقيقة، ومشغولاً بهمومه الصغيرة التي تفتح نافذة، على نحو غير مباشر، باتجاه التاريخ أو القضايا الكبرى. ربما، بحسب الرؤية ذاتها، أطلق موقعه الإلكتروني www.rachideldaif.com، ليعّبر عنها دون مبالغات وحواشٍ.

في الصفحة الرئيسية، نعثر على تعريف مقتصب بتجربته، أسفل صورته الشخصية، توضّح بكلمات قليلة أن رواياته ترجمت إلى العديد من اللغات، وتحيل المتصفّح إلى موقع ويكيبديا للاطلاع على بقية التفاصيل، ويليها إفادة بأن الموقع يتضمّن معلومات حول رواياته وشِعره بالإضافة إلى الأعمال المنشورة حول كتاباته، وبعضاً من نصوصه ومقالاته الصحافية، ودراسات تغطي أعماله باللغات العربية والفرنسية والإنكليزية.

كلّما كنّا نتقدّم في تقليد الحداثة كلما كانت تُفصح عن عيوبها

تحت باب "كتب"، نجد إصداراته وترجماتها، حيث نقع في الصفحة الأولى منه على رواية "خطأ غير مقصود"، التي صدرت العام الماضي، وتدور أحداثها حول عجوز سبعيني بقيت "سنوات الطفولة الأولى ماثلةً أمامه"، فقرّر أن يكتب تاريخ عائلته بانتظار أن يتأكد من إصابته بسرطان البروستاتا بعد شهرين أو ثلاثة.

يوثّق الموقع لإصدار الضعيف ثلاث مجموعات شعرية ما بين نهاية السبعينيات ومطلع التسعينيات ("حين حلّ السيف على الصيف"، و"لا شيء يفوق الوصف"، و"أيّ ثلجٍ يهبط بسلام"، وجاء في تقديمه لها "ما من كلام إلا قيل لكنه الآن كلامي") قبل أن يتوجّه نحو الرواية معلناً أنه ليس شاعراً إنما كَتب كتباً ذات طابع شعري.

ويضع صاحب رواية "ألواح" (2016) سيرةً ذاتية مفصّلة في باب مستقلّ. وبجوارها باب "مفكرة"، الذي لا يضمّ سوى عشر فعاليات شارك فيها الكاتب سبقت إطلاق الموقع سنة 2018، ويبدو أنها لم تخضع لتحديث بعد ذلك خلافاً لنشره مواد ومقالات حول أعماله خلال الأشهر الماضية.

في باب "مقالات"، ينشر الموقع محاضرة ألقاها الضعيف في جنيف، في إطار "سنة الأمم المتّحدة للحوار بين الحضارات" عام 2001، يقول فيها: "لا شكّ أنّ "الحداثة الغربيّة" خِيَار لا بدّ منه، لكنّها كانت خِياراً صعباً عنيفاً أسال دماً في ما بيننا، وما كان يزيد الأمر صعوبة أننا كلّما كنّا نتقدّم في تقليد هذه الحداثة كلما كانت تُفصح عن عيوبها: الاستعمار، الحروب التي لا تنتهي..".

هل نجح الضعيف في تمثّل فكرته الأساسية حول الكتابة في موقعه الإلكتروني بأنها مهنة، يعمل فيها بـ"أقل ما يمكن من الأدب"؟ بالتأكيد، إن الإجابة/ الإجابات عنه تظلّ من زاوية القارئ من دون حسم أو يقين بواحدة منها.

آداب وفنون
التحديثات الحية

المساهمون