إصدارات.. نظرة أولى
في زاوية "إصدارات.. نظرة أولى" نقف على آخر ما تصدره أبرز دور النشر والجامعات ومراكز الدراسات في العالم العربي وبعض اللغات الأجنبية ضمن مجالات متعدّدة تتنوّع بين الفكر والأدب والتاريخ، ومنفتحة على جميع الأجناس، سواء الصادرة بالعربية أو المترجمة إليها.
هي تناولٌ أوّل لإصدارات نقترحها على القارئ العربي بعيداً عن دعاية الناشرين أو توجيهات النقّاد. قراءة أولى تمنح مفاتيح للعبور إلى النصوص.
مختارات هذا الأسبوع تتوزّع بين السيرة الذاتية والسينما والفن التشكيلي والقصة القصيرة والدراسات النقدية والفلسفية والسياسية.
■ ■ ■
صدر حديثاً، عن "المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات"، كتاب "شرح ما بعد الطبيعة في ضوء منطق أرسطو: نظرية البرهان الفلسفي عند ابن رشد" للباحث المغربي يوسف بن عدي. يضمّ الكتاب مقاربة للإشكاليات التي تصوغ نصوص الفيلسوف الأندلسي (1126 - 1198) وطريقة تأويلها وفهمها العلاقةَ الملتبسة بين المنطق وعلم ما بعد الطبيعة. يعتمد المؤلّف منهجاً تحليلياً مع نقد معرفي ومنهج مقارنة ومعالجة فيلولوجية في قراءة القول الرشدي تروم تعقّب التحوّلات التي تخلق المفاهيم والدلالات في تاريخ الفلسفة العربية الإسلامية والوسيطة.
"السيميائيات: من المحايثة إلى الثقافة" عنوان الكتاب الذي صدر عن "دار الحوار" للناقد الحسين أوعسري. يتناول المؤلّف مشروع سعيد بنكراد النقدي الذي أسهم على مدار ثلاثة عقود في بلورة السيميائيات العربية نقداً وترجمةً، من خلال استدعائه للنظريات السيميائية الغربية وتقديمها بنوع من الشرح والتفصيل، وتبيئتها لتصير ملائمة للجهاز المفهومي المتداول في المتن النقدي العربي، ومن خلال نحته لمفاهيم تكشف عن هضم النظريات السيميائية، وتجاوزها أحياناً لصناعة مفاهيم خاصّة به، ولا يزال يقدّم أعمالاً لتطوير هذا الحقل المعرفي.
عن "منشورات جامعة كولومبيا"، صدر حديثاً كتاب "سوزوكي سيجون والسينما اليابانية بعد الحرب" للباحث وليام كارول. يضيء الكتاب تجربة المخرج والممثّل وكاتب السيناريو الياباني (1923 - 2017) الذي صنع أفلاماً عديدة كانت محور اهتمام الطلّاب المحتجّين عام 1968 في مناطق مختلفة من العالم، حيث فُصل من عمله في إحدى شركات الإنتاج بسبب استقلاليته، وإخراجه أفلاماً ذات محتوى سياسي إلى جانب تنظيراته حولها، وتعدّ إلى اليوم من النماذج الاستثنائية في سينما بلاده من الناحية الجمالية والفنّية، كما يستعرض عدداً من مشاريعه غير المكتملة.
عن "دار هاشيت أنطوان/ نوفل"، يصدر قريباً للكاتب الفلسطيني محمود شقير (1941) كتابٌ بعنوان "تلك الأزمنة"، وهو الجزء الثاني من سيرته الذاتية التي صدر الجزءُ الأوّل منها في 2020 تحت عنوان "تلك الأمكنة". في هذا العمل، يُواصل شقير سرد تفاصيل مِن حياته، في سردٍ يتقاطع مع جانب مِن تاريخ بلده؛ حيث يستعيد طفولته في القدس، ويُعرّج على فترة النضال الحزبي والوطني، ويُخصّص مساحةً للحديث عن تجاربه الشخصية والعلاقات التي جمعته بعدد من الكتّاب والمناضلين الفلسطينيين، كما يَتوقّف عند مُدن زارها، وأحداث من تاريخ النضال الفلسطيني.
"حوار في أُفق آخر" عنوانُ كتاب صدر حديثاً عن "دار الفنون والآداب" في البصرة، ويتضمّن خمسة حوارات مطوَّلة أجراها الكاتب العراقي محمد خضيّر مع موُاطِنه الفنّان التشكيلي عدنان عبد سلمان عام 2017، وحملت العناوين الآتية: "فنتازيا الأمكنة"، و"أيقونات مسرحية"، و"أبعاد الرؤية"، و"ميتا نصّ العمل الفنّي". يَلفت خضيّر إلى أنّ الحوارات "لا تشير إلى منجَز تامّ للفنّان تجري مراجعته وكشف أبعاده، بل إلى مشروع غير منجَز، يحاول تقديمه، في أكثر من صورة ومفهوم، على مراحل عدّة. لذا فالحوار حول مشروعات عدنان عبد سلمان، يجعلها في حالة تأجيل مستمرّة".
"تجلّيات سجين الوباء" عنوان كتاب للروائي الليبي إبراهيم الكوني صدر حديثاً عن "المؤسّسة العربية للدراسات والنشر". يضمّ العملُ مقالات كتبها الكوني خلال فترة الحجر الصحّي التي تلت انتشار جائحة كورونا، وضمّنها تأمُّلاته في مواضيع كثيرة شتّى؛ أبرزها المكانُ والميثولوجيا التي يرى أنّ عليها أن "تتفوّق على نفسها وتنتحل صلاحيات الناطق الرسمي باسم روح المكان، وليس باسم المكان كمجرّد مكان". نقرأ من الغلاف: "قيمةُ أيّ إبداع إنّما تسكن الموقف من الميثولوجيا. تسكن تحديداً المكان الذي ينتمي إلى طينة الإبداع".
يصدر قريباً عن "منشورات جامعة برينستون" كتاب "السياسة الشعبية والطريق إلى ديمقراطية دائمة" لعالم الاجتماع الإيراني محمد علي كديوار. يبحث الكِتاب، على ضوء الاحتجاجات التي شهدها العالم العربي ومنطقة الشرق الأوسط، الأسبابَ التي تؤدّي إلى فشل أو نجاح التحوّل الديمقراطي، في محاولة لفهم كيفية تأثير التعبئة المؤيّدة للديمقراطية في مصير الديمقراطيات الجديدة. بالاستناد إلى دراسة أكثر من مئة تحوّل ديمقراطي في 80 دولة، من 1950 إلى 2010، يوضّح أنّ أكثر الديمقراطيات قوّة تأتي بعد عمليات تعبئة اجتماعية طويلة وغير مسلّحة.
عن "دار الرافدين"، صدرت حديثاً النسخة العربية من كتاب "الإنقاذ الإلهيّ: تمارين روحية" للكاتب اليوناني نيكوس كازانتزاكيس، بتوقيع المترجم العراقي سهيل نجم. ينتمي الكتاب - الذي صدر باليونانية للمرّة الأولى عام 1927 - إلى المؤلّفات الفكرية والروحية التي نشرها صاحب "زوربا اليوناني"، وفيه يطرح أسئلة عن معنى الدين والوجود والروحانية والصمت والحب وغيرها من الثيمات التي يعالجها ضمن مبحثٍ شخصيّ، وفي محاولة للإجابة عن أسئلة حول التقنية والإيمان والإلحاد والسياسة واجهها خلال أسفاره بين ألمانيا وشرق آسيا.
"نصفُ ابتسامة" عنوان مجموعة قصصية للكاتب السوري عديّ الزُعبي، صدرت أخيراً عن "دار ممدوح عدوان". تضمّ المجموعة 12 قصّة قصيرة تدور أحداثها في سورية ما قبل الثورة، حيث يشير المؤلّف في تقديم الكتاب إلى رغبته في سرد "قصص السوريين، بهزائمهم وخساراتهم وأفراحهم"، واستعادة تلك المرحلة من حياة البلد بما في ذلك من محاولة تُساعد، بحسب الكاتب، على "فهمنا لأنفسنا اليوم". من مجموعات الزعبي القصصية الأُخرى: "كتاب الحِكمة السذاجة" (دار ممدوح عدوان، 2019)، و"نوافذ" (منشورات المتوسط، 2018)، و"الصمت" (المتوسط، 2016).
للباحث جورج صبّاغ، صدر حديثاً، بالفرنسية، لدى "منشورات جان ميشيل بلاس"، كتابٌ بعنوان "باتاي، ليريس، آينشتاين: لحظة 'دوكومون' ـ نيسان 1929، نيسان 1931". يستعيد المؤلّف، في عمله هذا، تجربة الكتّاب الثلاثة، جورج باتاي وميشيل ليريس وكارل آينشتاين، في تحرير مجلّة "دوكومون" (مستندات)، التي لم تدم طويلاً، والتي نشروا فيها نصوصاً وصوراً وأبحاثاً تننمي إلى حقول واسعة مثل الأدب والفنون الجميلة والأركيولوجيا والإثنولوجيا وغيرها. كما يدافع صبّاغ عن فكرة أنّ لتجربة المجلّة تأثيراً مهمّاً في مسار الكتّاب الثلاثة.
بتوقيع الباحث العراقي محمد صابر عبيد، صدر عن "دار الشؤون الثقافية" ببغداد كتاب "نازك الملائكة متناً شعرياً أنثوياً: مستويات الصوت والخطاب". يبحث الكتاب في مُنجَز الملائكة الشعري في دواوين مثل "عاشقة الليل" (1947) و"قرار الموجة" (1957) ومن حيث تأسيسها لما يُعرَف بجيل روّاد التفعيلة في الشعر العربي إلى جانب السيّاب وآخرين. وينظُر الباحث إلى صاحبة "شظايا ورماد" (1949) بوصفها تصادُماً أنثوياً مع صوت السياب الذكوري. يصدر الكِتاب بالتزامن مع الذكرى الخامسة عشرة لرحيل الشاعرة العراقية في القاهرة عام 2007.
"مقدّمة في دراسة النظرية الأدبية" هو عنوان الترجمة العربية التي أنجزها الأكاديمي العراقي كاظم العلي لكتاب الناقد البريطاني روجر وبستر، والذي صدر حديثاً عن "مؤسسة أبجد للترجمة والنشر". يقوم الكِتاب على فكرة تأسيسية، حيثُ باتت النظرية النقدية مهنة في القرن العشرين بيد أنّها تعود إلى جذور قديمة في الآداب الكلاسيكية. كما يُوفّر الكتاب دليلاً تمهيدياً حول مصطلحات شائعة اليوم مثل "ما بعد البنيوية" أو "ما بعد الحداثة" و"نظريات ما بعد الاستعمار" ربطاً بالمجالات التقليدية حتّى تبدو مألوفة وغير غريبة.
