أنام ولا أحلم بالجنّة

أنام ولا أحلم بالجنّة

11 فبراير 2021
أرشيل غوركي/ أرمينيا
+ الخط -

يصمتُ الرّجلُ قليلاً كلّما كبُر
عدا ذلك
هو مجرّد طفلٍ سريع النمو.


■ ■ ■


في صغري
كان يصعب عليّ صنع رجل ثلج 
يداي كانتا ضئيلتين
ولم يكن في قلبي
بردٌ يكفي


■ ■ ■ 


جسدي
ماكينةٌ تحوّل الخوف إلى برد
كلّما أخاف
أحضن جسدي جيّداً
لكيّ أعصر البرد خارجه
تماماً كما تفعل العواصف


■ ■ ■


لم أعرف كيف أدحرج كرة ثلج صغيرة
من أعلى التلّ كيّ تكبر
لذا كلّما شعرت ببرد شديد
بحثت عن منحدر قريب
كي أرمي نفسي عنه
بُغية الكِبَر


■ ■ ■ 


السلاح أسفل المخدّة
حبل المشنقة خلف ستارة الحمّام
الحبوب في الخزانة
النافذة مشرّعة طوال الدوام
كيف يعيش الكائن بلا قدرة على تخيّل النهاية
كيف يرسم موته بلا معدّات
كيف يقتل نفسه من غير أنفاس تلهث ببطء
أنام ولا أحلم بالجنّة
كلّ ما أريده
أن يكون لي في الجحيم
بقعة صغيرة أزرع فيها زهرة
كل ما أريده من الجنّة
أن أضرم نيران الخطر في بساتينها
أريد أن أحفر في الجنّة 
وادٍ سحيق
لكيّ يكون الخلاص قريباً دائماً


■ ■ ■ 


أكره الذين يقرّرون الأشياء مسبقاً
الزواج والإنجاب
وامتلاك حيوان أليف
من يقيسون الحبّ بمعدّات البناء
من يطرّزونه كزهرة منقوشة على وسادات نومهم
أكره أن يظنّ البعض أنّ لهم يداً في كلّ ذلك
يدٌ جاهزةٌ كمكواة
القبرُ لا يمكن له أنّ يكون طاولة كيّ
أو حقيبة نرتّب فيها أكمام القدر
التعب لا يلحق إلّا الذين أرادوا أن يصلوا بشدّة
أظنّ أنّني أفعل الحياة بدون جهد
لأنّني متأكّدٌ من أنّها هي من تفعلني
في البداية
حدث أنّ نبتنا في جدار
دون علْم منها
لم تخطّط الحياة لإحضارنا
كنّا أعشاباً واثقة نمَت في مقبرة
وحده الخيال هو الذي حدث
أمّا الحياة التي ننتظرها بشوقٍ أن تبدأ
لن تأبه بنهايتنا أبداً


* شاعر من لبنان 

المساهمون