"النقد الحضاري لخطاب ما بعد الكولونيالية": إعادة تقييم

"النقد الحضاري لخطاب ما بعد الكولونيالية": إعادة تقييم

25 سبتمبر 2021
من عمل لفخري رطروط
+ الخط -

في الثقافة العربية، مثل معظم الثقافات خارج المركز الغربي، هناك احتفاء بما يعرف بأدب ما بعد الاستعمار باعتباره أدباً تجاوز أفق التبعية الذي فرضه السياق الكولونيالي. لكن إلى أي حد تعتبر هذه القناعة صائبة؟

في كتابه الأخير، الصادر مؤخراً في طبعة مشتركة بين "دار الروافد الثقافية" و"منشورات ابن النديم"، يفحص عبد الفتاح أحمد يوسف أدبَ ما بعد الاستعمار مبيّناً كيف بات هذا المفهوم عنوانًا فضفاضاً لمادة غير متجانسة.

نقرأ في تقديم الناشر: "في هذا الكتاب يستأنف المؤلف الكلام على النقد الحضاري، تنظيرًا وإجراءً، وقد أضاف إلى بحوثه السابقة شيئًا جديدًا: أثار قضية مركزية تهتم  بالحقيقة الاستعمارية في فترة يُصطلح عليها بـ"فترة ما بعد الاستعمار". باشر من خلالها ضرباً من الأدب يُعرف بـ"أدب ما بعد الكولونيالية". وعبارة "ما بعد الاستعمار" توحي بالتحرّر واستعادة السّيادة والقرار، غير أنّها في حقيقتها تسمية مخادعة مموّهة، وضرب من الاستعمار جديد، له في المنجز الأدبيّ الإبداعي وفي سائر ضروب الخطاب  صورٌ وأشكالٌ  تُستكشف في نطاق العلاقة بين المستعمِر والمستعمَر. وهي علاقة تكشفها أسئلة جدلية ذات دلالات حضارية حول مفاهيم الهامش والمركز، والأنا والآخر، والزّنوجة والأيديولوجيا البيضاء، وسائر التّصورات الاستعماريّة للثّقافة واللّغة والهويّة واللّون والعرق".

الصورة
النقد الحضاري

يضيف التقديم: "إنّ للمقاربة الحضارية مبرّرات لا تقلّ أهميّة عن التّجربة الجماليّة، بل وتشترك معها في إدراك تشكّل الأبعاد المعرفيّة للخطاب. وهذا أفق من البحث جديد أسماه المؤلف "شعريّة الأفكار" ومدار هذه الشّعريّة - في مشروعه - على الأفكار تُولد وتتخمّر وتنضج، وترتحل وتستقرّ، وتتجدّد وتُستعاد، وتُدعم وتُدحض، وتُعرض ويُعترض عليها. إنّها شعريّة جديدة يلتقي فيها الأدب بالفلسفة في نطاق الحضارة، فتخرج بالعقل النقدي من الاهتمام بدائرة الهويّة الشكليّة للخطاب  وحدودها النمطيّة التلقائيّة إلى مجالات الخطاب الفكريّة الرحبة، ومن ثمّ الانخراط في ممارسات موضوعيّة حضاريّة، وتاريخانيّة تضع قضايا الوجود في الخطاب موضع تساؤل".

آداب وفنون
التحديثات الحية

المساهمون