عن عجز العدالة ودرس التاريخ وتهوية الروح

عن عجز العدالة ودرس التاريخ وتهوية الروح

24 ديسمبر 2019
+ الخط -
ـ "إذا كانت العدالة تعرف أنها عاجزة، أفليس من المناسب أن تظهر بمظهر التواضع، وأن تترك حول أحكامها هامشاً كافياً يمكن معه إصلاح الخطأ المحتمل؟ ليس على مجتمعنا أن يحمي نفسه من الفرد بمقدار ما عليه أن يحمي نفسه من الدولة اليوم ... الدفاع المشروع ينبغي اليوم أن يوجّه ضد الدولة وضدها وحدها في البداية. إن العدالة ومقتضيات الواقعية تحتم أن يحمي القانون الفرد ضد دولة مستسلمة لجنون التحزب أو الكبرياء". ألبير كامو من رواية (المقصلة) ترجمة جورج طرابيشي.


ـ "دعني أخبرك بشيئ وركز كثيراً فيما سأقوله وحاول ألا تنساه أبداً: تجريد أحدهم من كل شيئ، أو افتراض أن أحدهم قد جُرِّد من كل ما يملكه، ليس أمراً جيداً، فبوجه عام كلما نجحنا في هذا أو افترضناه، فإن الشيئ الوحيد الذي نحققه على المدى الطويل هو نقيض ما كنا نصبو إليه، وهو أن ذلك الآخر سيبدأ في الدفاع عن نفسه، والخطر كل الخطر أن يبدأ أحد في الدفاع عن نفسه" فيديريكو جانمير من رواية (أخف من الهواء) ترجمة محمد الفولي.


ـ "درس التاريخ، وبخاصة درس تاريخ الرأسمالية هو ذاته دائماً، أحدٌ يكتشف طريقة جديدة كي يثري بسعادة أو خفة (في السابق كان اختراع تكنولوجي جديد، اليوم صيغة للتكهن بسلوك الأسواق)، يستخدمها مرة وأخرى بفعالية حتى يجمع الملايين، وسرعان ما يشعر بعدم الرضا، يلمح استراتيجيات جديدة كي يزيد امتيازه، ينساق مع دوافعه، يضيع عن نظره الواقع المقارن بمآربه، يقدر عالياً مكره، يهمل أو ينتقص من قيمة مؤشرات الخطر، يخاطر أكثر من اللازم، يبدأ يخسر مالاً، يزيد المراهنات، فيخسر أكثر وأكثر، لكنه ولا حتى بهذا الشكل يرتدع أو يغير رأيه، وحين يقول لنفسه إن حظه على وشك أن يتبدل، يصل الإفلاس، دائماً القصة ذاتها، ولا أحد يتعلم". خورخي فولبي من كتاب (سجل الخديعة) ترجمة رفعت عطفة.

ـ "ظننت أن بإمكانك أن تخبرني إن كانت أجسادنا قد وهِبت لنا كثمن لحصولنا على الروح، لماذا عندما تسعى أجسادنا للحد من عذاب عقولنا تفشل وتنهار، ولماذا حين يسكن العذاب أجسادنا تهجرنا أرواحنا كملاذ؟" زيلدا فيتزجيرالد من رواية (شاركني هذا الفالس) ترجمة عزة حسون.

ـ "يا أيها المناكيد ما سر ما في أعماقكم من حزن؟ قالوا: التوق إلى الفرح. يا أيها المناكيد ما سر ما في أعماقكم من خوف؟ قالوا: الموت تحت سنابك الأقدام" خيري شلبي من مجموعة (أغنية للقمر الغائب).

ـ "معظم المحادثات تكون ذات معنى أوضح إذا قرأتها بشكل عكسي، ولكن في مسائل الرجل ـ المرأة هذه يمكنك قراءتها بأي شكل تحبه، ومع ذلك لن تتقدم أي خطوة" مارتن أميس من رواية (السهم الزمني ـ طبيعة الجريمة) ترجمة عماد منصور.

ـ "كتب عبد الله بن معاوية بن عبد الله بن جعفر ذي الجناحين إلى رجل من إخوانه: أما بعد فقد عاقني الشكّ في أمرك عن عزيمة الرأي فيك. ابتدأتني بلَطَف عن غير خبرة، ثم أعقبتني جفاءً عن غير ذنب، فأطمعني أولك في إخائك، وأيأسني آخرك من وفائك، فلا أنا في اليوم مجمعُ لك اطّراحاً، ولا أنا في غدٍ وانتظاره منك على ثقة. فسبحان من لو شاء كشف بإيضاح الرأي في أمرك عن عزيمة الشك فيك، فأقمنا على ائتلاف، أو افترقنا على اختلاف. والسلام." رواه الجاحظ في (البيان والتبيين).

ـ "أعتقد أنني أتقاسم مع غالبية نساء الكوكب، بل حتى مع البابا وبعض الزعماء الدينيين، الفكرة المجنونة القائلة بأن الحب وحده ما سوف يخلصنا. إن الشباب وبعض الشابات النبيهات، يعرفون أن العمل والطموح والسعي الحثيث والفضول هي أيضاً أشياء تخلصنا، لكنني على أية حال، أعتقد ألا أحد يستطيع العيش دون جرعة معينة من الحب والاتصال الجسدي. إذ إننا تحت هذا الحد الأدنى نفسد. لا غنى عن المومسات، وكان ينبغي أن توجد مومسات للحب أيضاً، وسبب انعدامهن هو أن الحب يصعب إعادة إنتاجه وتكلّفه، فهو مجهد وطويل جدا وعميق الغور ومدمر جداً في الوقت ذاته." ميلينا بوسكيتس من رواية (وهذا أيضاً سوف يمضي) ترجمة نهى أبو عرقوب.

ـ "يجب تهوية الروح إن جاز التعبير" روث براور جهابفالا من رواية (رب الأسرة) ترجمة خالد الجبيلي.

ـ "كان إجلالي الساذج والطفولي يعلي من شأن أستاذي الذي كنت أعشقه وكأنه عبقري قادم من كوكب آخر، فكنت أغفل تماماً أن أنتبه إلى حياته الخاصة، إلى حياته الأرضية. كنت مع هذه المبالغة التي تميز كل حماس حقيقي، قد نظفت وجوده من كل الشؤون اليومية لعالمنا النمطي والمقعّد. وكما يحصل مثلاً لشخص يحب أول مرة فلا يجرؤ أن يعرّي في خياله فتاته التي يعبدها ولا أن ينظر إليها بطريقة عادية على أنها تشبه الآلاف من الفتيات الأخريات اللاتي يلبسن فساتين، كنت أنا لا أجرؤ على أن أدس نظرة في وجوده الخاص به. لم أكن أرى فيه دائماً إلا كائناً سامياً متخلصاً من كل الابتذال المادي، بوصفه رسولاً للكلمة ومحملاً للفكر الإبداعي". ستيفان زفايغ من رواية (التباس الأحاسيس) ترجمة محمد بنعبود.

ـ "لمعاقبة الآخرين على أنهم أسعد منا حالاً، لا نجد أفضل من أن نلقحهم بوساوسنا، ذلك أن أوجاعنا للأسف ليست معدية". إميل سيوران من كتاب (المياه بلون الغرق) ترجمة آدم فتحي.

ـ "كل شخص يفخر بانتمائه إلى الرهط المضجر، الرهط الممل من الجمهور الجاهل الغبي، رأس خيط الإنسانية، أولئك الذين يخرجون، أولئك الذين يؤلفون جزءاً من الأشياء، الذين يتصنعون المعرفة، الذين يميزون بين الصفوة والملعونين، ليسوا حتى أرستقراطيين، هذا الرهط لا يغار حتى على تفرده، بالعكس إنه سعيد بكثرته، متلهف كي يسمع الناس صراخه المزعج، متلهف للكلمة الأخيرة، متلهف للختام، متلهف كي يغرق الزفرة الأخيرة بحضوره الصاخب، متلهف كي يظهر للعالم حريته الكريهة". ياسمينة رضا من رواية (هامر كلافيير) ترجمة نزار آغري.

ـ "الحقيقة هي أيضاً وهم، لكنه وهم لا يمكننا أن نعيش بدونه". إرفين د. يالوم من رواية (عندما بكى نيتشه) ترجمة خالد الجبيلي

ـ "أنا الإنسان الجالس على حافة الطريق، إنه الوقت الملائم ليكتب المرء لأصدقائه، ليكتب وهو يحتبس الكلمات، وهو يسلخ الأصوات، وهو يرمي من يكتفون بالنظر، على رأس من يكتفون بالفهم، وتنتج عن ذلك هالة بنفسجية كبيرة حول العينين، لا يشفى المرء منها أبداً، أنا ذلك الذي جلس على حافة الطريق، والذي يبقي أعداءه تحت رحمة تعبه، ومن يرى أنه لا زال ينبغي حفر كل شيء، أشتعلت الحياة طويلاً أو توقفت فجأة بلا نتيجة، لا يهم، لا يهم بالنسبة للإنسان الذي ينتقم من قلة أهمية الإنسان". جورج حنين من نص (منحة الحياة) ترجمة ساران ألكسندريان.

605C8788-2DB9-4AE6-9967-D0C9E0A2AD31
بلال فضل
كاتب وسيناريست من مصر؛ يدوّن الـ"كشكول" في "العربي الجديد"، يقول: في حياة كل منا كشكولٌ ما، به أفكار يظنها عميقة، وشخبطات لا يدرك قيمتها، وهزل في موضع الجد، وقصص يحب أن يشارك الآخرين فيها وأخرى يفضل إخفاءها، ومقولات يتمنى لو كان قد كتبها فيعيد كتابتها بخطه، وكلام عن أفلام، وتناتيش من كتب، ونغابيش في صحف قديمة، وأحلام متجددة قد تنقلب إلى كوابيس. أتمنى أن تجد بعض هذا في (الكشكول) وأن يكون بداية جديدة لي معك.