واشنطن تستميل حكومة العبادي لمحاصرة الأسد

واشنطن تستميل حكومة العبادي لمحاصرة الأسد

بغداد
عثمان المختار (العربي الجديد)
عثمان المختار
صحافي عراقي متخصص بصحافة البيانات وتدقيق المعلومات. مدير مكتب "العربي الجديد" في العراق.
19 اغسطس 2014
+ الخط -
كشف مصدر رفيع في وزارة الداخلية العراقية اليوم الثلاثاء، عن مساع حثيثة للإدارة الأميركية بهدف إقناع بغداد باستئناف العمل ببرنامج تفتيش الطائرات الإيرانية المتجهة الى سورية عبر الأجواء العراقية، فيما بلغت الضربات الجوّية الأميركية ضدّ مواقع تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش) في العراق نحو 68 منذ بدئها قبل 11 يوماً. 

وقال المصدر، الذي رفض الكشف عن اسمه، في حديث لـ"العربي الجديد"، إن "الولايات المتحدة، ومن خلال فريقها الدبلوماسي في بغداد تسعى إلى إقناع حكومة رئيس الوزراء الجديد حيدر العبادي، باستئناف برنامج تفتيش الطائرات الإيرانية المتجهة الى سورية عبر الأجواء العراقية، والذي أمر رئيس الحكومة السابق نوري المالكي بإيقافه منتصف العام الماضي".

وأوضح المصدر نفسه أنّ "ما لا يقل عن أربع رحلات جوية إيرانية تتجه الى دمشق عبر الأجواء العراقية أسبوعياً، تعتقد الولايات المتحدة أنها تحمل مساعدات عسكرية ومقاتلين لصالح نظام بشار الأسد كانت حكومة المالكي تسهل مرورها في السابق".

وأعلنت إيران في فبراير/شباط 2013 عن احتجاجها على تفتيش العراق إحدى طائراتها المدنية بعد إجبارها على الهبوط في مطار بغداد، وإخضاعها للتفتيش اليدوي، وهو ما دفع المالكي الى تجميد برنامج تفتيش الطائرات الإيرانية بشكل كامل بعد فترة وجيزة. 

وأشار المصدر الى أن "السفارة الأميركية في بغداد أبلغت جهات سياسية بضرورة التزام الحكومة الجديدة بالدستور النافذ في البلاد، والذي ينص على منع استخدام الأجواء والأراضي العراقية لإذكاء العنف في دول الجوار، فضلاً عن أهمية عودته الى خانة الإجماع العربي والعالمي بمقاطعة نظام الأسد وعدم مساعدته بشكل يؤدي الى سقوط مزيد من المدنيين". وأضاف أنه "سيكون على العبادي اتخاذ مثل تلك القرارات لطمأنة العالم إلى أنه سيتبع نهجاً يختلف عن سابقه".

وتوقع المصدر أن يستجيب العبادي للضغوط الأميركية بسبب "حاجته إلى مساندة أميركية في الفترة الحالية"، مشدّداً على أنّ "الولايات المتحدة تريد تفتيشاً فعالاً وسيادياً وليس كما كان يحصل في السابق وتعتبره تحايلاً".

وتوقفت حركة النقل البري بين العراق وسورية في يونيو/حزيران الماضي، عقب سيطرة الفصائل المسلّحة العراقية على الطرق الرئيسة الرابطة بين بغداد ودمشق، وأعلن خلالها زعيم عشائر الدليم الشيخ علي الحاتم، أنهم سيستهدفون أي قافلة إيرانية متجهة الى دمشق عبر الأنبار أو نينوى. ويعتقد مراقبون أن قطع الطرق البرية بين البلدين هو السبب في كثافة الرحلات الجوية الإيرانية المارة عبر الأجواء العراقية الى سورية.

من جهة ثانية، كشفت وكالة "واي نيوز" العراقية المستقلة، عن تعيين ثلاثة مستشارين أميركيين لرئيس الحكومة العراقية الجديد حيدر العبادي، ضمن أولى خطوات تشكيل دائرة المستشارين الخاصين به.

ونقلت الوكالة عن مصادر حكومية عراقية قولها إن "العبادي يعمل الآن مع ثلاثة مستشارين أميركيين مختصين في مجالات الأمن والاقتصاد والخدمات، وسيساعد هؤلاء العبادي على توضيح مواطن الخلل والإيجاب في هذه المجالات بالتحديد".

وترى إدارة الرئيس الأميركي باراك أوباما فرصة كبيرة في التعاون مع رئيس الوزراء الجديد حيدر العبادي في تصحيح الوضع القائم بالبلاد، ووضع حد لمشاكل العنف والتردي في الواقع الاقتصادي والخدمي، الذي خلّفته إدارة رئيس الوزراء السابق نوري المالكي. 

وبهذا الخصوص، قال القيادي في التيار الصدري حسين البصري في اتصال هاتفي مع "العربي الجديد": "نرحب بأي مساعدة خارجية للعراق شرط أن تكون تعاوناً لا تبعية لأحد".

بدوره، أكد النائب العراقي محمد الدليمي "نرى أن الأميركيين أكثر التصاقاً بالعبادي منذ تكليفه بتشكيل الحكومة، ونعتبر ذلك أمراً إيجابياً، خصوصاً بالنظر إلى الامكانات والمنافع التي من الممكن أن تقدمها الولايات المتحدة للعراق في مثل وضعه الحالي الحرج"، مشيراً الى أن "نظام الرئيس السوري بشار الأسد يبدو الخاسر الأكبر في معادلة التغيير السياسية في العراق".

في غضون ذلك، أعلنت وزارة الدفاع الأميركية "بنتاغون" في بيان، أنه منذ الثامن من أغسطس/آب نفذ الجيش الأميركي نحو 68 ضربة جوية في العراق ضدّ مواقع تنظيم  "الدولة الإسلامية" (داعش)، من بينها 35 دعماً للقوات العراقية قرب سدّ الموصل.

ذات صلة

الصورة
مجزرة خان شيخون (عدنان الإمام)

مجتمع

مرّت سبعة أعوام على مجزرة الكيماوي التي ارتكبتها قوات النظام السوري في مدينة خان شيخون بريف إدلب شمال سورية، في الرابع من أبريل/ نسيان 2017..
الصورة

سياسة

شن جيش الاحتلال الإسرائيلي غارات جوية عنيفة استهدفت كتيبة عسكرية ومستودعات أسلحة في محيط مطار حلب الدولي، ما أسفر عن سقوط 42 قتيلاً.
الصورة
تظاهرة ضد هيئة تحرير الشام-العربي الجديد

سياسة

تظاهر آلاف السوريين، اليوم الجمعة، مناهضة لسياسة "هيئة تحرير الشام" (جبهة النصرة سابقاً)، ومطالبة بإسقاط قائدها أبو محمد الجولاني.
الصورة
تظاهرات في ذكرى الثورة السورية (العربي الجديد)

سياسة

خرجت تظاهرات في مدن وبلدات شمال غربي سورية اليوم الجمعة، إحياءً للذكرى الـ13 لانطلاقة الثورة السورية.