محاصيل الطماطم تؤرّق الفلاحين الجزائريين

محاصيل الطماطم تؤرّق الفلاحين الجزائريين

04 اغسطس 2020
وفرة معروض في الأسواق (Getty)
+ الخط -

لم يكن الفلاح الجزائري، بورحلي بوعلام، من محافظة "عين الدفلى" غرب العاصمة الجزائرية، يتوقع أن يتحول موسم جني محصول "الطماطم" إلى كابوس يؤرقه، ليس لشحّه، بل لوفرته وعدم القدرة على تصريفه في الأسواق، التي تشهد تخمة في المعروض.

بورحلي قال لـ"العربي الجديد" إن محصوله من الطماطم لهذا العام فاق 350 طناً، واضطر إلى توجيه نصف الكميات في شاحنات نحو المصانع المنتجة للمواد الغذائية، بينما وضع النصف الثاني من المحصول في غرف تبريد خاصة، إلى حين أن يجد زبوناً لها. حال الفلاح بوعلام كحال المئات من الفلاحين الناشطين في شعبة زراعة الطماطم، التي تعيش "أزمة وفرة إنتاج"، التي دفعت الفلاحين إلى القلق على هذه النعمة التي تحولت إلى نقمة، خاصة أن مدة صلاحية "الطماطم" لا تطول كثيراً، مقارنة بالأصناف الأخرى، بخلاف تكلفة الإنتاج.

وحسب الأمين العام للاتحاد العام للفلاحين الجزائريين، محمد عليوي، فإن "الجزائر تواجه أزمة وفرة إنتاج الطماطم، مشابهة للسيناريو نفسه الذي عاشته البلاد في دوريا مع محاصيل إنتاج "البطاطا" التي تسجل سنوياً نسباً قياسية دفعت الحكومة الجزائرية إلى التدخل لشراء المحاصيل وإيجاد حلول لتصديرها".

وقال عليوي لـ"العربي الجديد"، إن "إنتاج الطماطم بلغ في الهكتار الواحد (10 آلاف متر مربع) بين 900 و1000 قنطار، مقابل معدل موسمي لا يتعدى 600 قنطار". من جانبه، كشف رئيس المجلس الوطني متعدد المهن لفرع الطماطم، معزوزي مصطفى، أن إنتاج الجزائر من محصول الطماطم الصناعية لهذه السنة، سيبلغ 20 مليون طن، منها 12 مليون طن موجهة للإنتاج الصناعي، كاشفاً في حديث مع "العربي الجديد" عن أن "27 وحدة صناعية لتحويل الطماطم تنتج 35 ألف طن يومياً من محصول الطماطم".

وفي ما يتعلق بالعراقيل التي تواجه وحدات الإنتاج والتحويل، أكد مصطفى أن "هذه الوحدات التحويلية تعرف ضغطاً كبيراً، وخاصة هذه السنة، التي تتميز بوفرة الإنتاج، ولحل المشكل، اتُّخذ إجراء من أجل تحويل فائض إنتاج الطماطم إلى بعض الولايات لتخفيف الضغط على هذه الوحدات، وذلك من أجل كبح إتلاف محصول الطماطم كما حصل في السنوات الماضية".

وأمام هذه المعطيات، أضحت مصانع الأغذية الحل الأمثل للفلاحين من أجل إنقاذ موسمهم، حيث لا يكاد يخلو طريق مؤدٍّ إلى هذه المصانع من مشهد الطوابير الطويلة من الشاحنات، في رحلة تفريغ حمولتها، ليسيطر اللون الأحمر على طرقات وشوارع الكثير من مناطق البلاد.

المساهمون