مجسمات الصدف: أعمال فنية من غزة

مجسمات الصدف: أعمال فنية من غزة

غزة

علاء الحلو

avata
علاء الحلو
23 يناير 2019
+ الخط -
"صناعة شيء من لا شيء"، هي القناعة التي توصّل إليها الفنان الفلسطيني أحمد المدهون، الذي يقوم بتشكيل قطع ولوحات فنية متعددة النوع باستخدام قطع الصّدف التي يجمعها بـ"حُب" ويصنعها بـ"شغف".
ورشة عمل المدهون، هي طاولة صغيرة داخل بيته في حي الشيخ رضوان شمالي مدينة غزة، تكتظ بالمئات من قطع الصّدف (يسمّيها الغزّيون: الزلف) مختلفة الأحجام والأشكال والألوان، قام بجمعها عن شاطئ بحر قطاع غزة، من شماله حتى الجنوب.
والفنان المدهون (30 عاماً) متزوج ولديه طفل وطفلة، ومبكراً بدأت قصته مع الصدف، ويجتهد في خطوات صنعه للمجسمات الفنية، وتحويلها من قطع صدف صماء جامدة، إلى لوحات تنطق بالجمال، وتروي قصته مع الإبداع.
وتتنوع القطع المصنوعة بعناية بين الشخصيات، الحيوانات، الطيور، المجسمات الفنية، السفن، المراكب، البراويز، الإكسسوارات بمختلف أحجامها، وغيرها من القطع والتي تختلف حسب الموضوع والشخصية التي يرغب بطرحها.
قصة الفنان المدهون والذي درس الإذاعة والتلفزيون في كلية فلسطين، مع الزلف بدأت مصادفة، حين أعجب بعدد من قطع الصدف التي قذفها البحر خلال زياراته المتكررة لبحر مدينة غزة، ما دفعه إلى تجميعها على مراحل، ووضعها في صندوق داخل منزله لفترة من الزمن.
في حديث إلى "العربي الجديد"، يقول إن شغفه بتجميع القطع لم يتوقف، فقام بسؤال أحد الأصدقاء - يعمل صياداً - عن الوقت الذي يقذف، في أثنائه، البحر مختلف أحجام وأشكال قطع الصّدف؛ فأخبره أن الوقت المناسب هو فصل الشتاء، موضحاً أنه قام بالفعل بزيارة البحر في الوقت المحدد، وقام بتجميع عدد لا بأس به من القطع مختلفة الأشكال والأحجام والألوان.
ويبين أن القطع التي جمعها قبل نحو خمس سنوات، بقيت حبيسة صندوق في البيت، نتيجة انشغاله في عمله الذي لا علاقة له بموهبته، إلى أن قرر قبل عام ونصف فتح الصندوق، واستغلال القطع التي أعجبته والتي اختارها بعناية لصنع قطع ومجسمات فنية.
ويضيف، أحمد المدهون، في حديث إلى "العربي الجديد": "بدأت بتقليد القطع والمجسمات الفنية داخل بيتي، وتحويلها إلى قطع فنية مصنوعة من الصّدَف بشكل كامل، صنعت حينها مجسماً لشخص يحمل سيفاً، ومن ثم فرقة موسيقية يحمل كل واحد من أعضائها آلة مختلفة"، مبيناً أنه اصطحب بعض القطع إلى مكتبه حيث يعمل، ونالت إعجاب أصدقائه، الذين قاموا بالثناء عليه، وطلب قطع مشابهة.



تشجيع من حول الفنان المدهون، وتحديداً زملاءه في العمل، دفعه إلى تصميم وصناعة المزيد من القطع، فاتجه إلى تجسيد الأشجار، والحيوانات، والطيور - وتحديداً البوم - إلى جانب بعض الأدوات الأخرى، مثل البراويز، وبئر المياه المصنوعة من الحصى، والقواقع، والإكسسوارات، من دون الالتفات إلى ترويج مصنوعاته على صفحات مواقع التواصل الاجتماعي، على اعتبار أنه يتخذ من صنعها هواية، بعيداً عن فكرة التجارة.
ويوضح أن انحسار أنواع وأحجام الصّدف يشكل له عائقاً أمام حرية تصنيع الأشكال؛ إذ يحتاج كل شكل إلى أحجام مختلفة، لكنه يتغلب على ذلك، ببذل المزيد من الجهد لإيجاد القطع المطلوبة، مضيفاً: "تابعت عدداً من المواقع لتطوير موهبتي، والاطلاع على المزيد من الخطوط والفنون لصنع أشكال فنية أكثر تميزاً".
وعن تفاصيل عمل أي مجسم فني، يقول المدهون: "حين تخطر على بالي فكرة أو مجسم معين، أقوم برسمه على الورق، ومن ثم انتقاء القطع والأحجام المناسبة لتطبيق الفكرة على أرض الواقع"، مشيراً إلى أنه يحاول صنع المجسم مراراً حتى يصل إلى الشكل المطلوب، ذلك أنّ القطع أحياناً تحتاج إلى صقل، أو تغيير، لأنها لا تكون مناسبة تماماً، فيضطر إلى إعادة العمل على المجسّم من جديد.
أما في ما يتعلق بالأدوات المستخدمة في العمل، فيوضح: "الصدف، ومسدس سيليكون – مادة لاصقة لزجة – وقطع خشبية صغيرة، ومقدح لثقب بعض القطع، ولاصق"، إلى جانب بعض الألوان الخفيفة التي يتم فيها تطعيم العمل، لإبراز جماليات القطع، كأن يضع عيناً لوجه الشخصية، أو لوناً لسيف بيدها.
ويختتم الفنان المدهون حديثه بإيضاح ميزة صنع قطع فنية من الصدف الذي يجمعه عن شاطئ البحر، مبيناً أن المخرج النهائي للعمل يشعره بمدى جمال القطع التي يزين فيها بيته، ملمحاً إلى أنه سيقوم بالترويج لأعماله عبر مواقع التواصل الاجتماعي، من أجل نشر موهبته، وتعريف أصدقائه بها.

دلالات

ذات صلة

الصورة
توماس غرينفيلد في مجلس الأمن، أكتوبر الماضي (بريان سميث/فرانس برس)

سياسة

منذ لحظة صدور قرار مجلس الأمن الذي يطالب بوقف النار في غزة سعت الإدارة الأميركية إلى إفراغه من صفته القانونية الملزمة، لكنها فتحت الباب للكثير من الجدل.
الصورة
دانييلا فايس

سياسة

تواصل عرّابة الاستيطان وأحد أشد قادته دانييلا فايس تصريحاتها الفاشية المعادية للفلسطينيين، منادية بترحيلهم من غزة وسائر فلسطين والعودة للاستيطان في غزة.
الصورة

منوعات

كشفت منظمة المراقبة الرقمية الإسرائيلية "فيك ريبورتر"، اليوم الثلاثاء، عن حملة إسرائيلية للتأثير على الرأي العام الغربي، بما يخدم إسرائيل ومصالحها وروايتها.
الصورة

سياسة

قال الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس إن القتل والقصف وسفك الدماء مستمرة في غزة على الرغم من حلول شهر رمضان الذي يحتفل به المسلمون في أنحاء العالم.

المساهمون