ظريف: لن نعتدي على الجيران ونحذر أوروبا من الأخطاء

ظريف: لن نعتدي على الجيران ونحذر أوروبا من ارتكاب "أي خطأ فادح"

26 يونيو 2019
جواد ظريف مشمول بالعقوبات الأميركية (شين غالوب/ Getty)
+ الخط -

أعلن وزير الخارجية الإيراني، محمد جواد ظريف، اليوم الأربعاء، أن بلاده "ليست لديها أي نية للاعتداء على جيرانها"، قائلاً إنه "لا استقرار في المنطقة من دون إيران وهي جزء من الأمن الإقليمي وبحاجة إلى هذا الأمن"، مضيفاً أن "أميركا مخطئة إذا تخيلت أنه بإمكانها تأمين أمن المنطقة من خلال إقصاء إيران".


وجاءت تصريحات ظريف رداً على سؤال لوكالة "فارس" الإيرانية للتعليق على حديث الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، أن إيران كانت ستسيطر على الشرق الأوسط والسعودية، لكن واشنطن منعت ذلك.

وحول دعوة واشنطن لطهران للدخول في المفاوضات، قال ظريف إن واشنطن "لا ترغب في الدبلوماسية أساساً وحديثها عن الدبلوماسية واهٍ وفارغ من المضمون"، مشيراً في هذا الصدد إلى مقال لمستشار الأمن القومي الأميركي، جون بولتون، نشره في أغسطس/ آب 2017، بعنوان "كيف ندمر الاتفاق النووي؟".

وأضاف ظريف أن بولتون "اقترح في مقاله هذا أن تعرض أميركا الدبلوماسية بعد انسحابها من الاتفاق النووي لأن إيران سترفضها"، قائلاً "إن الإدارة الأميركية اليوم تنفذ هذه السياسية، لكنها بطريقة صبيانية، حيث قبيل وأثناء زيارة رئيس الوزراء الياباني إلى إيران فرضت عقوبات على قطاع البتروكيماويات وشركات".

وعن إعلان الإدارة الأميركية عن عقوبات ستستهدفه، قال وزير الخارجية الإيراني "لم تفرض بعد عليّ عقوبات واسمي لم يرد في العقوبات الأخيرة"، لكنه علّق على العقوبات على المرشد الإيراني، علي خامنئي، بالقول إن وضع اسمه وأفراد من مكتبه في قائمة العقوبات الأميركية "يظهر أن أميركا جاهلة بالقوانين والأعراف الدولية وقواعد العمل الدبلوماسي بين الدول".

وأشار ظريف إلى أن هذه العقوبات تؤكد "أن الإدارة الأميركية لا تعرف شيئاً عن الإسلام والعلاقات بين المرجعيات الدينية (الشيعية) وأتباعها"، مضيفا أنه "ربما هذا الإجراء يخلق مشاكل ومضايقات لكثير من الأميركيين لتأدية واجباتهم الدينية"، وذلك في إشارة إلى وجود أتباع للمرشد الإيرانيين بين الأميركيين.

ظريف يهاجم أوروبا

وحول تهديدات أوروبية لبلاده في حال استمرت في تقليص تعهداتها النووية، قال وزير الخارجية الإيراني إن "أوروبا لا يمكنها أن تجبرنا على شيء"، مؤكداً "أننا نقوم بإجراءات نراها في مصلحة بلادنا".

وأضاف ظريف أن "أوروبا يمكنها أن تتوقع وتنتظر عندما تنفذ تعهداتها"، مشيراً إلى أنه "في حال اتخذت أوروبا خطوة ضد إيران، فإنها تكون قد ارتكبت خطأ كبيراً".

وفي بيان مشترك، حذر وزراء خارجية الترويكا الأوروبية (فرنسا وبريطانيا وألمانيا) الشريكة في الاتفاق النووي، أخيراً، إيران من "عواقب" مواصلة تقليص تعهداتها النووية.

وفي هذا السياق، تهدد أوروبا إيران بالاصطفاف إلى جانب الولايات المتحدة في ضغوطها وفرض عقوبات عليها.

ورداً على ذلك، قال ظريف اليوم إن إجراءات اتخذتها بلاده لتعليق تنفيذ تعهدات نووية تجاه الاتفاق النووي "جاءت ممارسة لحقوقها بموجب الاتفاق"، موضحاً أن "الدول الأوروبية التي لم تنفذ التزاماتها ليست في موقع يخول لها إصدار بيان ضد إيران".

وأشار ظريف إلى اجتماع اللجنة المشتركة للاتفاق النووي، المكونة من شركائه المتبقين، يوم الجمعة في فيينا على مستوى المديرين السياسيين، قائلاً إن بلاده ستوضح خلال هذا الاجتماع الوضع الراهن.

وأضاف أن طهران ستواصل تنفيذ برنامجها بشأن مواصلة تقليص التعهدات نووية، "وكما أعلنا مسبقاً، بإمكاننا العودة عن ذلك في حال نفذت أوروبا وبقية شركاء الاتفاق (الصين وروسيا) تعهداتهم".

وأعلنت اليوم الأربعاء المنظمة الإيرانية للطاقة الذرية أن يوم غد الخميس ستنتهي مهلة عشرة أيام منحتها في السابع عشر من الشهر للأوروبيين لتنفيذ مطالب إيران، قبل أن ترفع غدا إنتاج اليورانيوم منخفض التخصيب ليتجاوز 300 كيلوغرام، وهو السقف الذي يحدده الاتفاق النووي.

وفي الوقت نفسه، تهدد طهران بأنها في السابع من الشهر المقبل، عندما تنتهي مهلة الستين يوماً، ستقدم على تقليص تعهدات أخرى تطاول رفع مستوى تخصيب اليورانيوم وتفعيل مفاعل "أراك" النووي.

اجتماع مجلس الأمن

وعقد مجلس الأمن الدولي، اليوم الأربعاء، اجتماعاً حول مصير الاتفاق النووي والقرار رقم 2231 المكمل للاتفاق، قال فيه سفير إيران في الأمم المتحدة، مجيد تخت روانجي، إن "إيران لا يمكنها ولا ينبغي أن تتحمل بمفردها أعباء الحفاظ على الاتفاق النووي"، مشيراً إلى أنها "ظلت ملتزمة بتعهداتها بعد أكثر من عام من الانسحاب الأميركي منه".

وأضاف أن واشنطن "لا تزال تهدد بقية الدول لوقف التزامها بالقرار رقم 2231"، واصفا ذلك بأنه "سلوك غير مسؤول وغير مسبوق لعضو دائم في مجلس الأمن، ينقض القوانين الدولية".

وأشار إلى أن بلاده "مارست سياسة الصبر الاستراتيجي للحفاظ على الاتفاق النووي، لكنها دفعت ثمناً غالياً بسبب الحرب الاقتصادية التي تشنها الولايات المتحدة"، مؤكداً أن هذا الاتفاق "تحول عملياً إلى اتفاق يلتزم به طرف واحد فقط".

وشدد المندوب الإيراني على أنه "لا يمكن تنفيذ اتفاق متعدد الأطراف من قبل طرف واحد"، قائلاً إنه لم يعد بإمكان إيران "أن تتحمل وحدها أعباء الحفاظ على الاتفاق النووي، ولا ينبغي ولن تفعل ذلك".

ومن جهته، أبلغ سفير الاتحاد الأوروبي في الأمم المتحدة جواو فالي دي ألميدا، مجلس الأمن، في كلمة، اليوم الأربعاء، أنه "لا يوجد بديل سلمي ذو مصداقية" للاتفاق النووي الإيراني الموقع عام 2015 مع بريطانيا وفرنسا وألمانيا والصين وروسيا والولايات المتحدة.

وفي الوقت عينه، أكد ممثل الاتحاد الأوروبي، أمام مجلس الأمن، رفض المهل التي حددتها إيران للاتحاد الأوروبي، معرباً عن قلقه من بيانها بشأن التزامها بالاتفاق النووي، وفق ما أوردت "رويترز".