إيران نحو المرحلة الثانية من تقليص التزاماتها النووية

إيران تبدأ المرحلة الثانية من تقليص التزاماتها النووية بـ7 يونيو

25 يونيو 2019
تنتهي في السابع من يوليو المقبل مهلة الستين يوماً(Getty)
+ الخط -
في تصعيد واضح مع أوروبا، إثر عدم اتخاذها "أي خطوة عملية" لتنفيذ المطالب الإيرانية، أعلن أمين مجلس الأمن القومي الإيراني، علي شمخاني، اليوم الثلاثاء، أن بلاده "ستنفذ المرحلة الثانية من تقليص تعهداتها النووية اعتباراً من السابع من يوليو/تموز المقبل"، متهماً أوروبا بالمسايرة الكاملة للسياسات الأميركية في مواجهة إيران.

وأضاف شمخاني، وفقاً لما أوردته وكالة "فارس" الإيرانية، أنه "مع اقتراب يوم السابع من يوليو، تزايدت ضغوط الدول الأوروبية على إيران، بغية إجبارها على استمرار تنفيذ تعهداتها بموجب الاتفاق النووي من جانب واحد من دون تنفيذ بقية أطرافها تعهداتها".

وتنتهي في السابع من يوليو المقبل مهلة الستين يوماً، التي منحتها إيران في الثامن من أيار/مايو الماضي لشركاء الاتفاق النووي لتنفيذ مطالبها المتمثلة في تسهيل بيع نفطها ومعاملاتها المالية، قبل أن تنتقل هي إلى المرحلة الثانية من تقليص تعهدات نووية، تشمل رفع مستوى تخصيب اليورانيوم أكثر ليتجاوز السقف الذي يحدده الاتفاق النووي، وكذلك تفعيل مفاعل أراك النووي.

وردّاً على "الحرب الاقتصادية الأميركية"، و"مماطلات" الشركاء الخمسة المتبقين في الاتفاق، أي الترويكا الأوروبية (بريطانيا وفرنسا وألمانيا) والصين وروسيا، في تنفيذ تعهداتها، أعلن المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني في الثامن من مايو/أيار الماضي، عن قرارات "مرحلية"، علقت بموجبها تعهدات نووية على مرحلتين.

وبدأت المرحلة الأولى من تقليص التعهدات خلال الشهر الماضي، ورفعت طهران بموجبها القيود عن إنتاج اليورانيوم منخفض التخصيب، وإنتاج المياه الثقيلة.

وأعلنت الهيئة الإيرانية للطاقة الذرية الأسبوع الماضي، أن مخزون إيران من اليورانيوم منخفض التخصيب سيُرفع إلى أكثر من 300 كيلوغرام، اعتباراً من 27 يونيو/حزيران الحالي، ليتجاوز بذلك السقف الذي حدده الاتفاق النووي.

كما أكدت الهيئة أن سقف إنتاج المياه الثقيلة قد يرتفع إلى أكثر من 130 طناً خلال الشهرين المقبلين، مضيفاً أن بلاده قد تصدر بعد ذلك المياه الثقيلة من دون انتهاك الاتفاق النووي.

واعتبر أمين مجلس الأمن القومي الإيراني، أن البيان الأخير لوزراء الخارجية الترويكا الأوروبية (بريطانيا وفرنسا وألمانيا) جاء في سياق الضغوط الأوروبية لدفع إيران باتجاه مواصلة تنفيذ الاتفاق النووي بمفردها، واصفاً هذا البيان بأنه "وقاحة سياسية".

وأكد شمخاني أن البيان الأوروبي و"لعبة" العقوبات الأميركية "وجهان لعملة واحدة تظهر ملامحها أكثر بعد مرور عام على مفاوضات غير مجدية مع أوروبا".

وأكد أن بلاده بعد أن كانت تعزو موقف أوروبا من الاتفاق النووي إلى "عجزها في مواجهة أميركا"، اليوم تؤكد أن "أوروبا لا تملك أساساً الإرادة لتنفيذ تعهداتها".

واتهم شمخاني الدول الأوروبية بدعم الضغوط الأميركية على بلاده "على أرض الواقع بالرغم من اتخاذها مواقف مختلفة عن أميركا"، مضيفاً أن ذلك جاء بعد أن "مارست إيران الصبر على مدى عام بعد انسحاب أميركا من الاتفاق النووي لتمنح فرصة للدبلوماسية".

وشدد أمين مجلس الأمن القومي الإيراني على أن "أوروبا ليست مستعدة حتى الآن لدفع أي ثمن لإنقاذ الاتفاق النووي، الذي يعتبر إنجازاً تاريخياً للاتحاد الأوروبي أيضاً"، مشيرا إلى أنه "يبدو أن أوروبا تشعر بالرضا من استمرار الظروف الراهنة على ضوء الضغوط الأميركية على إيران، لتستغلها سياسياً وأمنياً".

وأوضح شمخاني أنه "بناء على قرارات المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني ستبدأ إيران بجدية، المرحلة الثانية من تقليص التعهدات النووية بموجب الاتفاق النووي".

وأضاف أن الهدف من هذه الخطوة "أن تعلم الدول التي حملت صبر الجمهورية الإسلامية على محمل الضعف والعجز، أن رد إيران على المحاولات السياسية المخادعة لتضييع الحقوق الأساسية للشعب الإيراني لا يختلف عن ردها على اختراق الطائرة الأميركية المسيرة لأجوائها".

ويأتي التصعيد بين إيران وأوروبا فيما يتصاعد التوتر بين طهران وواشنطن على خلفية إسقاط الحرس الثوري الإيراني، طائرة مسيرة أميركية، في الثالث عشر من الشهر الجاري، قال إنها اخترقت الأجواء الإيرانية.

كما فرضت الإدارة الأميركية مساء أمس الإثنين، عقوبات جديدة على إيران، طاولت المرشد الأعلى علي خامنئي، ووزير الخارجية، محمد جواد ظريف.

المساهمون