مركز أبحاث إسرائيلي يدعو إلى تهديد إيران بالغزو

مركز أبحاث إسرائيلي يدعو لتهديد إيران بالغزو والعمل ضد "وكلائها" بالمنطقة

26 يونيو 2019
مركز بيغن: كابوس تعرّض إيران للغزو يسيطر عليها(فرانس برس)
+ الخط -
دعا مركز أبحاث إسرائيلي الولايات المتحدة إلى التلويح بغزو إيران، زاعماً أن هذه الخطوة تعد أكثر وسائل الضغط، التي يمكن أن تجبر نظام الحكم في طهران على الاستجابة لمطالب الإدارة الأميركية بشأن إعادة التفاوض على الاتفاق النووي.
وحث "مركز بيغن السادات للدراسات الاستراتيجية"، التابع لجامعة "بار إيلان" ثاني أكبر الجامعات في إسرائيل، إدارة ترامب على العمل ضد "وكلاء" إيران في المنطقة من أجل إقناع 
القيادة في طهران أن اعتمادها على هؤلاء "الوكلاء"، في تقليص فرص تعرض البلاد للغزو، لم يعد ممكناً.
وحسب الورقة التي صدرت اليوم، وأعدها الباحث في المركز ديميتري شوفيتنسكي، فإن القضاء على "وكلاء" إيران في المنطقة لا يسهم فقط في تمكين الولايات المتحدة من ردع إيران وإضفاء صدقية على التهديد بغزوها، بل إن هذه الخطوة تسهم أيضاً في تحسين الفضاء الاستراتيجي لإسرائيل، على اعتبار أن هؤلاء "الوكلاء" يخططون أيضاً لاستهداف العمق الإسرائيلي في حال نشب صراع مباشر بين طهران وتل أبيب.
وأشارت إلى أن إيران عمدت إلى إيجاد "وكلاء" لها في المنطقة ليس فقط بسبب حاجتها إلى نشر أفكار ثورة الخميني، بل بالأساس إلى رغبتها في توظيف هؤلاء "الوكلاء" في توفير بيئة تسمح بعدم تعرضها للغزو الخارجي، مشيرة إلى أنه من ناحية تاريخية فإن الكابوس الذي سيطر على إيران هو الخوف من إمكانية التعرض للغزو.
وبيّنت أن إقدام الولايات المتحدة على إسقاط حكم صدام حسين مثّل نقطة تحول فارقة في تعزيز المكانة الجيواستراتيجية والجيوسياسية لإيران، على اعتبار أن هذا التحول أسهم في تحول العراق إلى دولة تابعة، سيطرت عليها مليشيات شيعية تابعة لطهران، مشيرة إلى أن المليشيات الشيعية عمدت إلى توجيه ضربة أخرى لمصالح الولايات المتحدة عندما نجحت في إحباط كل محاولة للإعلان عن دولة كردية مستقلة في الشمال.
وأوضحت أن التشكيلات العسكرية الشيعية في العراق باتت إحدى أخطر الأذرع التي تستخدمها إيران في ردع الولايات المتحدة عن مهاجمتها، مشيرة إلى أن هذه التشكيلات لم تتردد في مهاجمة المصالح الأميركية في العراق مؤخراً.
وحسب الورقة، فإن العمل ضد المليشيات الشيعية في العراق يكتسب أهمية كبيرة لأمن إسرائيل على وجه الخصوص، زاعمة أن إيران قد قامت بتزويد هذه المليشيات بقدرات عسكرية كبيرة تمكنها من استهداف العمق الإسرائيلي، لا سيما الصواريخ بعيدة المدى.
ولفتت إلى أن القضاء على المليشيات الشيعية في سورية بات مطلباً أساسياً قبل أن تقدم الولايات المتحدة على التهديد بغزو إيران، على اعتبار أن طهران عازمة على توظيف هذه المليشيات في استهداف إسرائيل مباشرة في حال تعرضت الأراضي الإيرانية لأي عمل عسكري أميركي أو إسرائيلي.
وشددت على وجوب العمل ضد عناصر حزب الله والحرس الثوري الإيراني الذين يعملون على تدريب وتوجيه وإعداد المليشيات الشيعية، على اعتبار أن لهذه الخطوة دوراً في تجفيف بيئة عملها.
وحسب الورقة، فإن إيران تعتمد على المليشيات الشيعية في محاولاتها خلق ممر استراتيجي يربطها بساحل البحر الأبيض المتوسط لإيجاد تواصل إقليمي بين طهران وبيروت مروراً ببغداد ودمشق، معتبرة أن النجاح في تدشين هذا الممر يعد مطلباً أساسياً لإفشال أية محاولة لغزو إيران.
وادعت أن تمكن إيران من الوصول إلى حوض البحر المتوسط من خلال التواصل الإقليمي يعني السماح ببلورة جبهة واسعة تمكنها من تهديد العمق الإسرائيلي.
وأشارت الورقة إلى أن إسرائيل ساعدت الولايات المتحدة في إضعاف إيران ووكلائها من خلال الغارات التي تستهدف الوجود الإيراني والشيعي في سورية إلى جانب تحييد شبكة الأنفاق الهجومية التي بناها حزب الله على الحدود الشمالية مع إسرائيل.

وشددت الدراسة على أن التهديد بغزو إيران يجب أن يسبق أيضاً باستنفاد الطاقة الكامنة في فرض العقوبات الاقتصادية عليها، مطالبة بالقيام بكل الخطوات التي يمكن أن تفضي إلى انهيار الاقتصاد الإيراني.
ولفتت الورقة إلى أن كلاً من تركيا وقطر لعبتا دوراً مهماً في توفير بيئة تساعد إيران على تحدي الولايات المتحدة، من خلال دعم الدولتين لثورات الربيع التي عززت من مكانة جماعة الإخوان المسلمين في المنطقة، مشيرة إلى أن الجماعة حرصت على رفض الانضمام للمحور المعادي لإيران في المنطقة.
ودعت الورقة إدارة ترامب إلى تجنب أية خطوة يمكن أن يتم تفسيرها من قبل الإيرانيين على أنها مؤشر ضعف من أجل تعزيز قدرة واشنطن على ردع طهران مستقبلاً.

دلالات