تعليم ووزير جديد في مصر

تعليم ووزير جديد في مصر

09 مارس 2015
+ الخط -

وزير جديد للتربية والتعليم في مصر، خلفاً للوزير المسكين، محمود أبو النصر الذي كتبت عنه في عهد ولايته أنه اجتاز كل اختبارات الخيانة التعليمية بامتياز، لأنه فشل في تحقيق تعليم يستحقه وطن عظيم كمصر، وهو استمرار طبيعي للنظم التعليمية الفقيرة والبائسة التي طبقت على صدورنا طوال عقود الرئيس المخلوع، حسني مبارك، كنظام متوازٍ يسير بتوافق مع النظام السياسي الحاكم آنذاك.
المهم، أظهر تربويون متخصصون فرحاً بتولي أحد رجال التربية هذا المنصب، وليس طبيباً أو مهندساً أو محامياً أو فني صيانة اتصالات.
لكن، قبل أن يستقر الوزير الجديد في مقامه وحاله، عليه أن يعي أن التغيير الوزاري لا يتبعه، بالضرورة، تغيير في القيادات، على الرغم من أنني أود كلمة نسف القيادات بإحالتهم إلى التقاعد والفرجة، لما أوصلوا به التعليم إلى محطة اللاعودة. لا تعجبني تصريحات أي وزير للتعليم عن تطوير المنهج، أو المقرر، وإعادة التفتيش البوليسي بين سطور المواد الدراسية، لاقتناص أية شاردة أو واردة، تشير إلى فصيل سياسي، أو زعيم مغضوب عليه، أو فكرة قد تتصل بالتطرف والجهاد المسلح، أو أية معلومات قد تكرس ثقافة العنف والكراهية والتمييز والعنصرية.
ولتتحقق طفرة في التعليم، علينا البدء بالتركيز على الطالب، لا المعلم ولا المؤسسة، ولا المقرر.
واقع الطالب الذي أصبحت المدرسة لا تشكل حياة متكاملة لديه، فهو مبدع، لكننا لا نكتشفه، وهو خطيب لكننا لا نسمعه، وهو رياضي ماهر، لكننا لا نراه، وهو أديب ساحر، لكننا لا نقرأه، وتلك مشكلة التطوير، تلك الكلمة اللعوب التي نجترها بين حين وآخر، تطوير الخطاب الديني، تطوير القيم الاجتماعية، وتطوير التعليم.
وجود هدف واحد وصريح، يسعى إليه الوزير، خير من ألف خطة وخطة لتطوير التعليم. لذلك، الفرصة اليوم سانحة ومهيأة لوزير التعليم الجديد الذي لا بد أن يضع القراءة هدفاً رئيساً لفترة وزارته التي ستنتهي يوماً ما. إما أن يحفظ كتاب التاريخ اسمه وفعله، أو أن كتاب التاريخ سيضع صورته واسمه، دونما عمل واحد يذكر له.

avata
avata
بليغ حمدي إسماعيل (مصر)
بليغ حمدي إسماعيل (مصر)