الحب.. شخصية عام 2014

الحب.. شخصية عام 2014

24 ديسمبر 2014
+ الخط -
تبارت الوسائل الإعلامية، ومنتديات الصداقة، في استطلاع رأي الملايين، لتنصيب شخصية عام 2014 الذي شارف على نهايته. واختلفت الرؤى والأيديولوجيات لتوصيف من يستحق الفوز بها. كذلك تعددت الشخصيات بين سياسية واجتماعية ورياضية وفنية. وربما انحصرت الآراء في شخصيات بعينها، مثل الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، وشيخ الأزهر أحمد الطيب. وأسماء أخرى أيضا، نافست القائمة مثل العاهل السعودي عبد الله بن عبد العزيز، وعلماء مصريين، فاروق الباز، وأحمد زويل، ومجدي يعقوب، وتوج الاختيارات جميعها، رئيس الوزراء المصري إبراهيم محلب.
فضّل آخرون اختيار شخصيات مثيرة للجدل، مثل الرئيس السابق المخلوع، حسني مبارك، ضاربين بعرض الحائط، عهود فساده، واستهتاره بمقدرات الوطن. أما الجهة المقابلة، فاختارت الرئيس المعزول، محمد مرسي، رافضين اتهامه بأخونة البلاد والعباد، واتهاماته بالخيانة والتخابر والجاسوسية.
لم تستبعد القائمة محمود أبو النصر، وزير التربية والتعليم المصري، الوزير المسكين الذي يلاحقه الفشل والموت، أينما كان، والذي أصبح محملاً بدعوات آلاف من أولياء الأمور، ولعنات الملايين من الطلاب، الذين لم ينعموا بالراحة، إذ تحولت مدارسهم إلى سجون تعليمية.
أما الذين لهثوا وراء رغباتهم، أو شهواتهم، أو قرع الدفوف والطبول، فاختاروا، غير مجتهدين، الراقصة صافيناز، ليس فقط لجمالها الفاتن أو غمازتيها الضاحكتين، أو نظرة عينيها، بل لأنها رافد أصيل في حالات الطلاق، ومشاجرات الأزواج في مصر، أو منتج مهم لأفلام الشارع السبكي وشركاه.
وستقيم مؤسسات إعلامية احتفالات عظيمة، وبالغة الترويج، بشأن توزيع عشرات الجوائز على الفنانين والصحافيين والكتاب، وإن لم يجدوا، أو يعثروا، على قارئ واحد، يجيد القراءة فعلا. وسنرى صورهم عما قريب، تتصدر واجهة المجلات والصحف، على الرغم من اعتراف الجميع بأن الفن لا يزال في إجازة مفتوحة في مصر.
أعترف بأن بعض الأسماء التي ذكرت، تبدو مؤهلة، ليقع على أحدها الاختيار، لكنني قررت طوعاً، أن أختار الحب، شخصية هذا العام. وأستعين في اختياري هذا، أننا نحتاج إلى أن نستعيد عافيتنا العاطفية، كأمة عربية، عانت دوما من قصص حبها الفاشلة، بما في ذلك حبها أوطاناً لم تبادلها دائما الشعور نفسه.
كشفت أحداث العنف والإرهاب، والتخريب، وترويع المدنيين الآمنين، عرينا العاطفي، وبينت حجم الخراب الوجداني بقلوبنا، وأيقنا أن كل القصائد التي نلهث وراء كلماتها وأغنياتنا التي نجترها ليل نهار، ما هي، إلا حالات نفسية، تشير إلى الاضطراب، لا الاستقرار العاطفي فينا. والحب، وإن كان من القضايا التي قد تعد هامشية في أثناء الفترات الحرجة، سياسياً وأمنياً، إلا أنه المصل الحصري، للوقاية من أمراض الفتنة، والجهل، وفقر العقول، وهوس الحروب الأهلية.

avata
avata
بليغ حمدي إسماعيل (مصر)
بليغ حمدي إسماعيل (مصر)