بعد 28 سنة..تمثال بورقيبة يعود إلى الشارع بتونس

بعد 28 سنة..تمثال بورقيبة يعود إلى الشارع بتونس

02 مارس 2016
بررت عودة التمثال بـ"انتصار للذاكرة الوطنية" (فيسبوك)
+ الخط -
قررت رئاسة الجمهورية التونسية أن يكون موعد الاحتفال بالذكرى الستين لاستقلال تونس يوم 20 مارس/آذار المقبل، موعدا لعودة تمثال الحبيب بورقيبة، أول رئيس تونسي بعد الاستقلال، إلى الشارع الرئيسي، الذي يحمل اسمه، بعد تغييره في 14 يناير/كانون التاني، ليصبح اسمه شارع الثورة التونسية.

هذه العودة لتمثال الحبيب بورقيبة، أعلن عنها معز السيناوي، المستشار الإعلامي لرئيس الجمهورية، الباجي قايد السبسي، شكلت حدثا مثيراً فى مواقع التواصل الاجتماعية، وأثارت من جديد الجدل حول الخطوة التى اتخذتها الرئاسة التونسية.

ففى حين اعتبرها مناصرو بورقيبة والحاملون لفكره انتصارا للمشروع البورقيبي، تمثل في عودة الباجي قايد السبسي وحزبه "نداء تونس" إلى سدة الحكم، خاصة وأن المشروع الذي بني عليه حزب "نداء تونس" اعتمد أساسا على الفكر البورقيبي. ولعلّ الزيارات والاجتماع الشعبي الذي قام به المرشح الرئاسي سنة 2014، والرئيس الحالي الباجي قايد السبسي في مقبرة آل بورقيبة بمحافظة المنستير، خير تجسيم لذلك.

وهلل كثيرون لعودة التمثال إلى المكان الذي كان يتربع عليه في وسط العاصمة لمدة تزيد على خمس وعشرين سنة، ليقرر الرئيس التونسي المخلوع زين العابدين بن على سنة 1988 نقله إلى منطقة حلق الوادي بالضاحية الشمالية للعاصمة التونسية، واستبداله بساعة عملاقة، تحيط بها نافورات ماء وأضواء متنوعة.

فى المقابل اعتبر كثير من التونسيين فى مواقع التواصل الاجتماعية عودة التمثال إلى مكانه الأصلي بعد 28 سنة وبعد الثورة التونسية، انتكاسة جديدة لهذه الثورة التى قام بها الشباب التونسي رفضا لهذا النمط من الحكم البورقيبي وحكم بن علي، حيث احتكر هذه الثورة ومكاسبها، بارونات الحكم منذ الاستقلال، والفاعلين الرئيسيين فى الحياة السياسية، الذين اختاروا إعلان انتصارهم من خلال عودة تمثال بورقيبة، ليتربع على أهم ساحات العاصمة التونسية، وهو أمر خلف غضبا لدى عديد الناشطين الإلكترونيين من اليسار التونسي أو من الإسلاميين.

شق ثالث من التونسيين يرى فى عودة بورقيبة انتصارا للذاكرة الوطنية التونسية، فبورقيبة رغم أخطائه، يبقى واحداً من الرجال الذين صنعوا استقلال تونس، وواحداً من أبرز بناة الدولة العصرية التونسية، معتبرين أن الديمقراطية فى تونس أثبتت تجذر الفكر البورقيبي، من خلال انتصار الباجي قايد السبسي وحزبه نداء تونس الذين حملوا لواء الدفاع عن هذا الفكر.

يذكر أن عودة تمثال بورقيبة إلى الشارع الرئيسي بالعاصمة التونسية طرحت منذ السنة الماضية، لكن الفكرة لاقت معارضة من عديد الشخصيات السياسية، لعلّ أهمهم رئيس التيار الديمقراطي المعارض محمد عبو، الذي كتب حينها على صفحته في "فيسبوك" تدوينة جاء فيها، أن الثورة قامت ضدّ نظام بن علي وبورقيبة، ومن العيب أن يعود إلى الشارع الرمز للثورة التونسية، تمثال من ثار التونسيون عليه.

المساهمون