السياحة الآمنة في تركيا: هذه هي الشروط الصحية في البلاد

آمنت تركيا بأن قبل فيروس كورونا ليس كما بعدها، لكنها أوجدت "لما بعدها" ما يمكن من خطط، لتقلل الخسائر على قطاع، كانت تعوّل عليه قبل انتشار كورونا لجذب 57 مليون سائح عام 2020. وذلك لتصل بالتدريج في العام بعد المقبل، لاستضافة 75 مليوناً بعائد 65 مليار دولار.

طرحت تركيا فكرة "السياحة الآمنة"، علّها تخلقُ إغراءً للسياح. ولا يقتصر هذا النمط السياحي الجديد على الكلام، بل ثمَّة شروط وأعمال بدأت الحكومة التركية بتنفيذها. مثل إعادة تصميم بعض الأمكنة السياحية حتّى تحقق قواعد التباعد الاجتماعي، بالإضافة إلى نقل الزوار وفحص حالتهم الصحية باستمرار، حتى وداعهم في المطار. وقام وزير الثقافة والسياحة، محمد نوري أرصوي، بعرض تفاصيل برنامج السياحة الآمنة. الأمر الذي نال رضى وإعجاب الدول التي وصلها عبر ممثليها الدبلوماسيين في أنقرة. نتيجة لذلك، عادت الطائرات تحط في أنطاليا وإسطنبول، بالتوازي مع بدء عودة الرحلات بين تركيا ومعظم دول العالم.

فما هو برنامج السياحة الآمنة، وكيف ولمن يتم منح شهادته؟
اتّفقت وزارات تركية مثل السياحة والثقافة والداخلية والخارجية على إصدار شروط، من يلتزم بها من المنشآت السياحية، يُمْنَح شهادة سياحية صحية، ويدخل الموقع الإلكتروني لوكالة ترويج وتطوير السياحة التركية. ويمكن لمرافق النقل والاستضافة التي ترغب في الحصول على الشهادات من الدولة التركيّة، أن تتقدم بطلب إلى منظمات الاعتماد الدولية المختصة من أجل نيل شهادة السياحة الآمنة.  بعدها، تخضع الشركات السياحية التي تريد الحصول على هذه الشهادة، إلى مجموعة من المعايير، كالتفتيش المستمر لمرافق الإقامة والطعام والشراب ومركبات التنزّه، من أجل فحص مدى التزام المنشأة السياسيّة بحياة السياح وصحتهم.   

وحددت وزارة الثقافة والسياحة الآلية الدقيقة التي يتم من خلالها منح شهادة السياحة الآمنة، كأن تقبل المنشأة بالخضوع للفحص الدوري شهريًا، ويتم إجراء التفتيش داخل المنشأة نفسها، وليس عن بعد، وفي حال وجود خلل يكتشف أثناء عمليات الكشف، يتم تحذير المنشأة المعنية، وإذا استمرَّ الخلل، تُلغَى الشهادة تماماً.  وتحصل الفنادق على الشهادات من خلال استيفاء 132 معياراً خاصاً بموضوعات مختلفة، تبدأ من دخول العميل إلى الفندق وحتى حالة الطوارئ والعزل الصحي، و120 معياراً خاصاً بالأماكن المخصصة للطعام والشراب، و44 معياراً خاصاً بمركبات التنقل والتجول. وبناءً على ذلك، ستقوم المرافق التي ترغب في الحصول على الشهادات، بإعداد بروتوكولات تغطي تطبيقات النظافة لجميع الإدارات والوحدات الموجودة بداخلها، وخطة المسافة الاجتماعية في الفنادق.

صحة

التحديثات الحية

السياحة الطبية... ثروة تركيا التي عطّلها كورونا

ويأتي حصول العاملين في المنشأة السياحية على تدريب عن وباء كورونا، على رأس الشروط الأساسية اللازمة لحصول المؤسسة على شهادة السياحة الصحية. وسيتم تقديم تدريبات أساسية دورية للموظفين العاملين بالمنشأة على الخطط والبروتوكولات التي سيتم تنفيذها، على أن تُوضَع مخططات جدارية مترجمة بثلاث لغات على الأقل في مناطق الأفراد والمناطق العامة، تتعلق بالوباء، وإجراءات التطهير الخاصة به؛ وستتوفر ملابس ومعدات واقية في المنشأة، وأقنعة عند مدخلها.

كما سيتم إجراء قياسات درجة حرارة الجسم باستخدام المستشعر الحراري عند دخول وخروج الموظفين، كما سيتم تسجيل تعريفات الوجه "البيومترية" في وقت واحد ومتابعتها. وستحدِّدُ الفنادق البروتوكول الذي سيتم تطبيقه، والأشخاص والمؤسسات الواجب الاتصال بها في حالات الطوارئ. وفي حالة الكشف عن المرضى أو الأعراض أو الحالات المشبوهة، سيتم عمل خطة لتدخل موظفي المنشأة، وسيتم إبلاغ الموظفين بخطة التدخل هذه. وحتى المياه والهواء، لم يغفلهما برنامج السياحة الآمنة، إذ فرض على المنشآت الحاصلة على الشهادة، تعقيم سخانات المياه والتلفزيون وأجهزة التحكم في تكييف الهواء عند مغادرة الزوار للفندق؛ كما سيتم ترك مسافة 1.5 متر على الأقل بين الطاولات في المنشآت، و60 سم بين الكراسي. وفرض البرنامج على المنشآت السياحية المعتمدة، توفير معدات مطهرة أو كحولية ووقائية في صالونات الاستقبال الخاصة بالفنادق. وعند قيام الزوار بعملية الدفع، يفضل استخدام طرق دفع مثل أجهزة الدفع الإلكترونية.