الانقلاب.. كشف المعلوم

الانقلاب.. كشف المعلوم

14 نوفمبر 2014
+ الخط -

نتائج الانقلاب العسكري في مصر منذ وقوعه لا حصر لها، فعلى سبيل المثال، كشف لنا وجوهاً جديدة غير التي اعتدنا على رؤيتها، وسمعنا منها ما لم نسمعه قبل الانقلاب، وتغيّرت آراؤها وتبدّلت إلى عكس ما كانت تنادي به، وأمثال هؤلاء في كل مجالات الحياة، صحافة وإعلام وقضاء وسياسيين ورؤساء أحزاب، والقائمة طويلة، والوجه القبيح للدولة العميقة المتمثلة في الدولة الأمنية وأجهزتها المتعددة والمتداخلة، فجهاز الاستخبارات الذي يدير البلاد، أصبح مكشوفاً، الآن، لكل ذي عينين، وهذا الجهاز هو المسؤول عمّا حدث ويحدث في مصر، فبعد التسريبات التي كشفت عن تغلغل هذا الأخطبوط في كل أجهزه الدولة، من إعلام وقضاء وأجهزة تنفيذية وإحكام سيطرته على كل شبر في البلاد، علم الجميع أن الانقلاب كان واقعاً لا محالة، وأن تحرك الرئيس محمد مرسي، في أيامه الأخيرة، لم يكن ليبطل فعل هذا الأخطبوط، فقد امتد هذا الجهاز وتوسّع، في وجود المجلس العسكري بعد تنحي حسني مبارك، وأصبح هو مَن يدير دفّة البلاد، وكما رأينا في الأحداث التي وقعت في شارع محمد محمود وميدان التحرير وأمام مجلس الوزراء وماسبيرو وحادث استاد بورسعيد كلها كانت تشير إلى وجود طرف خفي، وتحدث الجميع عن الطرف الثالث، حتى جاء تقرير تقصي الحقائق، ليثبت أن الطرف الثالث هو هذا الاخطبوط الذي يطوّق رقاب المصريين وحوّل أحلامهم إلى كوابيس.