كفى إضاعة للوقت

كفى إضاعة للوقت

20 ديسمبر 2014
+ الخط -

خبر تداولته وسائل الإعلام عن أكبر محكمة أوروبية، محكمة الاتحاد الأوروبي، ترفع اسم حماس من قائمة المنظمات الإرهابية، في هذا التوقيت الذي تسعي فيه السلطة الفلسطينية إلى تقديم مشروع لإنهاء الاحتلال خلال عامين، ويبدو أن الفيتو سيكون حاضراً لإفشال هذا المشروع، هكذا قال وزير خارجية أميركا لصائب عريقات في لقائهما في لندن. أضاعت السلطة الفلسطينية وقتاً كثيراً في مباحثات سلام، استمرت أكثر من عشرين عاماً، لا فائدة منها، وتعاونت مع سلطات الاحتلال، ونسقت معه أمنياً منذ اتفاق أوسلو. ولكن، لا جدوى مع حكومات تتعامل مع الفلسطينيين بصلف وامتهان للكرامة يومياً، فلماذا استمرت الحكومات الفلسطينية في مفاوضات لم ينجم عنها إلا ابتزاز إسرائيلي، وضياع مزيد من الأراضي وانتشار الاستيطان بشكل مرعب في الأراضي الفلسطينية.

توفرت فرص كثيرة، لكن السلطة الفلسطينية لم تستثمرها، فبعد أحداث غزة، أخيراً، كان لابد لسلطة رام الله من أن تذهب إلى المحكمة الدولية، لتقديم قادة إسرائيل الذين تسببوا في قتل أكثر من ألفي فلسطيني مواطن غزاوي، بالإضافة إلى تدمير كل الخدمات من الكهرباء إلى الماء إلى المستشفيات والمدارس. وعلى الرغم من كل هذا الدمار الذي يحتاج إلى المليارات، إلا أن مسؤولي السلطة تراخوا في تقديم القتلة إلى المحاكمة، والتزموا الصمت، فأعطوا العدو مزيداً من التسلط والعدوان على القدس وأحيائها، ليذيقوا أهل القدس ألواناً من العذاب والتنكيل، وسمحوا للمستوطنين باجتياح الحرم القدسي. إن عدم محاسبة العدو على جرائمه ستجعله يتجرأ على فعل المزيد، وعلى السلطة الفلسطينية ألّا تتراجع عن مطلبها إنهاء الاحتلال، وألّا تتراجع عن الانضمام لاتفاقية روما، مهما كلفها الأمر، فالحق لن يضيع ما دام وراءه مطالب.