مصر وغياب الحقائق

مصر وغياب الحقائق

04 فبراير 2015
+ الخط -

تتسابق الأحداث في مصر، وتسير نحو المجهول، خصوصاً بعد الانفجارات التي راح ضحيتها عشرات من الجنود، في عملية تبناها تنظيم بيت المقدس للكتيبة 101، والمعروفة لأهل سيناء بكتيبة الموت، وصدور حكم من محكمة عابدين للأمور المستعجلة باعتبار كتائب القسام تنظيماً إرهابياً.
وفجأة، يخرج علينا قائد الانقلاب، ليلوي الحقائق، ويتهم "الإخوان" بما حدث في سيناء، على الرغم من تبني العملية من تنظيم بيت المقدس. لم يكن الاتهام المباشر من السيسي للإخوان إلا مزيداً من الخوض في برك الدماء التي أراد للمصريين الغرق فيها، منذ طلب التفويض الأول في 21 يوليو/تموز 2013، وها هو يعود ليؤكد أن ما قاله، في ذلك التوقيت، كان إحساسا لما سيحدث، طالباً من المصريين النزول، في الجمعة المقبلة، لتفويض جديد.

إنها الضربات الاستباقية للإجهاز على الحراك الثوري الذي بدأ في الذكرى الرابعة لثورة يناير، والذي أخذ يتصاعد بعمليات نوعية لشباب أراد القصاص من جلاديه، فأراد الانقلابيون التعتيم على ما يحدث في مصر، وتوجيه النظر إلى سيناء التي أصبحت مرتعاً خصباً للعمليات الإرهابية ضد الجيش، على الرغم مما أتيح للجيش من إمكانات، وزود بأحدث الطائرات المقاتلة التي حصل عليها من أميركا، إلا أن الضربات التي يتلقاها من داخل عمق سيناء أصبحت تثير تساؤلات كثيرة عمن يكون المستفيد؟ ومن ممول هذه العمليات؟ وما مغزى اختيار توقيتها؟ فالمراقب لما يحدث في مصر منذ الانقلاب يجد أن السيسي أراد التخلص من كل معارضيه، بالزج في السجون، أو القتل في الميادين، معتمداً على دعم إقليمي وآخر دولي.