إنيو موريكوني.. رحيل مؤلّف موسيقى "الجيّد، السيّء والقبيح"

إنيو موريكوني.. رحيل مؤلّف موسيقى "الجيّد، السيّء والقبيح"

07 يوليو 2020
(موريكوني خلال حفل موسيقي في الملعب الأولمبي بروما، 2009، تصوير: لوتشيانو فيتي)
+ الخط -

عن واحدٍ وتسعين عاماً، رحل في روما أمس المؤلّف الموسيقي الإيطالي البارز إنيو موريكوني (1928 - 2020)، تاركاً في رصيده سجلّاً حافلاً من الأعمال الموسيقية التصويرية لأفلامٍ سينمائية تجاوز عدُدها خمسمئة فيلم على مدى سبعة عقود؛ مِن بينها الفيلم التاريخي الحربي "معركة الجزائر" (1966) لمواطنه جيلو بونتيكورفو.

وذكرت وسائل إعلامٍ إيطالية بأنَّ موريكوني رحل فجر أمس الإثنين في أحد مستشفيات روما؛ حيثُ كان يخضع لعلاجٍ إثر سقوطٍ تسبّب له في كسر في عظمة الفخذ.

أنجز موريكوني موسيقى تصويرية لجميع أنواع الأفلام؛ الرومانسية والكوميدية وأفلام الرُّعب وغيرها. وكثيراً ما تحوّلت أعماله الموسيقية إلى أيقوناتٍ حظيت بشهرةٍ أكثر من الأفلام نفسها. غير أنَّ النوع الذي برز فيه على وجهٍ خاص هو "سباغيتي ويسترن"؛ وهي أفلامٌ لمخرجين إيطاليّين تدور أحداثُها في الغرب الأميركي برزت موجتُها خلال الستّينيات.

أبرزُ أعماله في هذا الإطار الموسيقى التصويرية لفيلم "الجيّد، السيّء والقبيح" (1966) للمخرج الإيطالي سرجيو ليوني (1929 - 1989) وبطولة كلٍّ من كلينت إيستوود، و‌لي فان كليف، و‌إيلاي والاك؛ وهو الفيلم الأخير ضمن ثلاثية "الرجل الذي لا اسم له" أو "ثلاثية الدولارات"، والتي ضمّت أيضاً "حفنة من الدولارات" (1964) ثم "من أجل مزيد من الدولارات" (1965)، وكانت موسيقاهما من تأليفه أيضاً.

والحقيقةُ أنَّ هذه الثلاثية كانت البداية الفعلية لـ موريكوني في مجال التأليف الموسيقي الذي بدأه في العام 1961.

سيستمرُّ تعاونُه مع ليوني بعد ذلك في رابع أفلامه ضمن "سباغيتي ويسترن"؛ فيلم "حدث ذات مرّة في الغرب الأميركي" (1968)، ثمّ "كانت ذات مرّة ثورة" (1971) وهو عملٌ عن الثورة المكسيكية من بطولة جيمس كوبورن ورود ستايغر، ثمّ في آخر أفلام ليوني "حدث ذات مرّة في أميركا" (1984) الذي يتناول عالم الجريمة في مدينة نيويورك الأميركية.

واللافتُ أنَّ موريكوني رفض إنجاز الموسيقى التصويرية للأفلام التي أخرجها كلينت إيستوود - الذي صعد نجمُه كممثّل في الستّينيات بفضل "ثلاثية الدولارات" - مبرّراً ذلك بوفائه لسرجيو ليوني. غير أنّه سيُعبّر لاحقاً عن أسفه لذلك؛ إذ اعتبر في إحدى لقاءاته الصحافية قبل سنواتٍ بأنه "أضاع فرصة".

وإنْ كان موريكوني قد أضاع فرصةَ العمل مع إيستوود - الذي سيعتبره كثيرونَ مخرجاً أفضل منه كممثّل - فإنَّه سيبدأ رحلةً جديدةً مع مواطنه المخرج جوسيبّي تورنتوري الذي بدأ نجمُه في الصعود منذ منتصف الثمانينيات؛ حيثُ أنجز الموسيقى التصويرية لتسعة من أفلامه، أبرزها: "سينما باراديسو" (1988) و"مالينا" (2000).

يَعتبر النقّاد أنّ إنيو موريكوني قدّم أفضل أعماله الموسيقية مع ليوني وتورنتوري. لكنّ ذلك لا يعني بالتأكيد أنَّ ما أنجزه مع مخرجِين آخرين كان أقلَّ تميُّزاً. يكفي أن نذكُر روائعه في: "أيام الجنّة" (1978) لـ تيرينس ماليك، وفيلم الجريمة الأميركي "الممنوع لمسُهم" (1987) لـ براين دي بالما، وفيلم الويسترن الحديث "الحاقدون الثمانية" (2015) لـ كوينتن تارانتينو ، والذي نال عنه في 2016 جائزة أوسكار لأفضل موسيقى تصويرية، والتي تُضاف إلى جائزة أوسكار الفخرية التي مُنحت له عام 2007.

 

آداب وفنون
التحديثات الحية

المساهمون