كوبا ترحب برفعها من قائمة "الإرهاب" وتخشى تدخل واشنطن

كوبا ترحب برفعها من قائمة "الإرهاب" وتخشى تدخل واشنطن

15 ابريل 2015
لقاء أوباما كاسترو لا يغلق أبواب الشكوك (فرانس برس)
+ الخط -

أشاد مسؤولون كوبيون ومواطنون عاديون، على حد سواء، بقرار رفع اسم بلادهم من القائمة الأميركية للدول الراعية للإرهاب، قائلين إن قرار الرئيس الأميركي باراك أوباما هذا يزيل إهانة طاولت عقودا الكرامة الوطنية، ويمهد الطريق إلى استئناف العلاقات الدبلوماسية سريعا، لكن مخاوف من تدخل واشنطن في شؤون هافانا بذرائع مختلفة تبقى هاجسا لدى الكوبيين. 

ونقلت وكالة أسوشيتد برس عن جوزيفينا فيدال، المسؤولة المكلفة شؤون الولايات المتحدة في الخارجية الكوبية، ليلة أمس الثلاثاء، أن "حكومة كوبا تقدر قرار رئيس الولايات المتحدة العادل برفع كوبا من قائمة، ما كان لها أن تدرج فيها أبدا".

وقال خبراء أميركيون وكوبيون في السياسة الخارجية إن الحكومتين اتخذتا، على ما يبدو، قفزة كبرى لجهة إعادة فتح السفارتين في هافانا وواشنطن، بعد أربعة أشهر من المفاوضات المعقدة والمحبطة في بعض الأحيان.

وقال استيفان موراليس، أستاذ العلوم السياسية في جامعة هافانا "ذلك مهم جدا، كونه يتحدث عن رغبة الرئيس أوباما في مواصلة المضي قدما. الآن لا توجد عقبات دبلوماسية، ما تبقى مجرد مشاكل تنظيمية وتقنية يمكن حلها".

ففي رسالة إلى الكونغرس، قال أوباما، أمس الثلاثاء، إن حكومة كوبا "لم تقدم أي دعم للإرهاب الدولي" طوال الأشهر الستة الماضية، وقدمت "ضمانات بأنها لن تدعم أي أعمال إرهاب دولي في المستقبل".

ورسميا، سترفع كوبا من قائمة الدول الراعية للإرهاب في غضون 45 يوما، بعد إرسال الرئيس أوباما الرسالة إلى الكونغرس. ويمكن للمشرعين التصويت ضد القرار خلال تلك الفترة، مع أن أوباما متأكد من عدم الاعتراض على هذا القرار.

ما تبقى أن نراه في الأسابيع المقبلة، هو إن كانت كوبا سوف تسمح للدبلوماسيين الأميركيين بالتحرك في كوبا والاتصال بالمواطنين، بما في ذلك المنشقون، وهي النقطة الخلافية الثانية في المفاوضات بشأن إعادة العلاقات الدبلوماسية كاملة.

تشعر كوبا بحساسية شديدة إزاء أي دلالة على دعم الولايات المتحدة للمعارضة على أراضيها، وربما تكون هذه المسألة أكثر صعوبة من تعديل قائمة الإرهاب.

كما لم تزعم إدارة أوباما كثيرا، في السنوات الأخيرة، بأنها تعتقد أن كوبا تدعم الإرهاب.

وضعت كوبا على القائمة عام 1982، بسبب ما وصفته الولايات المتحدة بجهودها الرامية إلى "التشجيع على ثورة مسلحة من جانب تنظيمات تقوم بأعمال إرهابية".

اقرأ أيضا: أوباما وكاسترو في لقاء تاريخي اليوم

ويشتمل هذا على جماعات مسلحة يسارية، من بينها القوات المسلحة الثورية الكولومبية (فارك)، وحركة إيتا الانفصالية في إسبانيا.

كما كانت كوبا ملاذا لمسلحين من السود ومن بورتريكو نفذوا هجمات في الولايات المتحدة. ومن بينهم جوان كسميراد التي منحها فيدل كاسترو حق اللجوء، بعدما فرت من سجن أميركي، حيث كانت محتجزة بعد إدانتها في قضية قتل أحد الجنود في ولاية نيوجيرسي عام 1973.

نبذت كوبا الدعم المباشر للجماعات المسلحة قبل سنوات، وترعى حاليا محادثات سلام بين فارك والحكومة الكولومبية. ويبدو أن إسبانيا لم تعد تسعى بنشاط إلى استعادة عناصر حركة إيتا غير الناشطين الذين ربما يكونون في كوبا.

وبالنسبة للكوبيين، تعد قائمة الإرهاب مسألة عاطفية، بسبب تاريخ الولايات المتحدة فيما يتعلق بدعم جماعات في المنفى مسؤولة عن هجمات على الجزيرة، بما فيها تفجير طائرة ركاب كوبية عام 1976 بعدما أقلعت من بربادوس، ما أدى إلى مقتل ثلاثة وسبعين شخصا.

وتم الربط بين الهجوم وكوبييْن كانا يعيشان في الخارج ولهما علاقات بجماعات مناهضة لكاسترو مدعومة من الولايات المتحدة. والرجلان المتهمان بتدبير الجريمة لجآ إلى فلوريدا، وأحدهما، وهو لويس بوسادا كاريلس، لا يزال على قيد الحياة.

أدى قانون صدر عام 1996، والذي يحرم الدول من الحصانة السيادية إذا ما وضعت على قائمة البلدان المنخرطة في القتل خارج نطاق القضاء، أدى إلى تعرض كوبا لأحكام قاسية في المحاكم الأميركية، حيث اتهمت أسر أميركية، من أصول كوبية، حكومة كوبا بالمسؤولية عن مقتل ذويها، حسبما قال روبرت موسى المحامي المقيم في واشنطن والمتخصص في شؤون كوبا.

كما أن المخاطر المتوقعة والحقيقية المرتبطة بالقيام بعمل تجاري مع بلد على القائمة، جعلت من الصعب للغاية بالنسبة لكوبا أن تقوم بالتجارة مع بنوك أجنبية.

اضطر قسم المصالح الكوبية في واشنطن إلى التعامل نقدا منذ فقده مصرفه في الولايات المتحدة العام الماضي. والقدرة على إعادة فتح حساب مصرفي في الولايات المتحدة أحد أهم مطالب كوبا في المفاوضات الخاصة بإعادة فتح السفارتين. وبينما يخص هذا القرار البنوك الفردية، سوف يجعله رفع اسم كوبا من القائمة أكثر سهولة.

وفضلا عن هذا، أدى وجود كوبا على القائمة إلى حرمان ممثلي الولايات المتحدة في البنك الدولي ومؤسسات مالية عالمية أخرى من التصديق على قروض لكوبا، ما حرمها من السيولة النقدية إلى حد بعيد. 

حظي قرار أوباما بترحيب كبير في شوارع هافانا. وقالت مواطنة تدعى مرسيدس دلغادو، وهي محاسبة متقاعدة، "أخيرا، سوف تفتح الأبواب قليلا. هذا أمر جيد".

اقرأ أيضا: أوباما: أيام التدخل في شؤون أميركا اللاتينية ولّت