استكملت فصائل المعارضة السورية المسلحة العاملة في إدلب، شمال غربي البلاد، اليوم الإثنين، سحب سلاحها الثقيل من خطوط المواجهات مع قوات النظام في أطراف المحافظة، تنفيذاً لاتفاق "سوتشي".
تمسكت فصائل المعارضة السورية المسلحة في محافظة إدلب بقرارها عدم تسليم السلاح الثقيل الذي يتم إخراجه من المنطقة العازلة، فيما تقوم القوات التركية بتعزيز نقاط المراقبة للتصدي إلى أي خروقات.
مع قرب موعد تطبيق اتفاق سوتشي حول إدلب، ولا سيما ما يتعلّق بإقامة المنطقة العازلة، بدأت المعارضة تطبيق الاتفاق عبر سحب أسلحتها الثقيلة من المنطقة المفترضة، في وقت تجددت الاشتباكات بين "جبهة النصرة" وفصائل المعارضة
يسود التوتر شمال سورية، بعدما انتزع تنظيم "هيئة تحرير الشام"، قرية بريف حلب الغربي، من أكبر تجمّع عسكري للمعارضة، وذلك قبيل أيام من تنفيذ الاتفاق التركي الروسي بشأن إدلب، ووسط تشديد موسكو على أنّ الاتفاق "مؤقت"، وهدفه القضاء على "الإرهابيين".
لا تزال التوترات الأمنية تهزّ الشمال السوري، مع وقوع اشتباكات جديدة، تظهر "هيئة تحرير الشام" كطرف أساسي فيها، في وقت لا تزال تتفاعل فيه قضية مختطفي السويداء.
تعكس التصريحات الأميركية بعد تسليم روسيا صواريخ "إس 300" للنظام السوري أن المرحلة المقبلة ستشهد تصعيداً أميركياً روسياً، فيما تبدو الساحة في إدلب والشمال السوري مقبلة على تطورات مهمة، مع اقتراب موعد تطبيق اتفاق سوتشي.
دل الحراك التركي، أمس الثلاثاء، على مسعى للحفاظ على اتفاق سوتشي حول إدلب، عبر تقديم تطمينات للمعارضة السورية على اعتراضاتها، في وقت برز كلام أميركي عن زيادة عدد الدبلوماسيين في سورية، ليؤكد نيّة واشنطن الانخراط بشكل أكبر في الصراع.
باستثناء رمايات مدفعية متقطعة لقوات النظام، في ريف إدلب الجنوبي، ما زال الهدوء شبه التام، مع الترقب لتنفيذ اتفاق "المنطقة العازلة"، يسود معظم أرجاء محافظة إدلب وأرياف حماه وحلب واللاذقية المتصلة بها.
تتصاعد خشية المعارضة السورية في الشمال السوري من محاولة روسيا تفسير اتفاق سوتشي بما يخدم مصلحتها والنظام، خصوصاً مع غموض بعض نقاطه، ولا سيما حول المنطقة العازلة التي تسعى موسكو لإقامتها في مناطق المعارضة فقط، وهو ما ترفضه الأخيرة.
قالت "الجبهة الوطنية للتحرير"، التي تضم أكبر فصائل الجيش السوري الحر، في شمال غربي سورية، إنها أبلغت تركيا رفضها أي وجودٍ للجيش الروسي ضمن المنطقة العازلة، التي تم الاتفاق على إنشائها بـ"قمة سوتشي" بين الرئيسين رجب طيب أردوغان وفلاديمير بوتين.