أبلغ الرئيس التركي رجب طيب أردوغان نظيره الروسي فلاديمير بوتين، اليوم الجمعة، بأن هجمات النظام السوري على إدلب "تشكّل تهديداً حقيقياً" للأمن القومي التركي، محذراً من "أزمة إنسانية كبيرة" جراء ذلك.
قتل ثلاثة مدنيين وجرح سبعة آخرون على الأقل جراء قصف للنظام السوري على مدينة معرة النعمان بريف إدلب، شمال غرب سورية، فيما سيطرت قوات النظام على كفرزيتا بريف حماة، تزامناً مع معارك بين النظام والمعارضة بمحور الكبينة بريف اللاذقية الشمالي.
تتعرض العلاقات بين موسكو وأنقرة لاختبار قاسٍ، نتيجة الغطاء الروسي للحملة الدموية على إدلب، ما يضع مصير مسار أستانة واتفاق سوتشي على المحك، وسط تساؤل حول نوايا روسية لجرّ الولايات المتحدة وتركيا لحوار ثلاثي بهدف رسم خريطة المنطقة.
واصل النظام السوري، اليوم الأربعاء، القصف على مناطق بريفي إدلب واللاذقية، وسط أنباء عن مفاوضات تُجرى بين الضامنين التركي والروسي من أجل التوصل إلى تفاهمات جديدة في ضوء استمرار احتفاظ تركيا بنقطة المراقبة الخاصة بها في مورك بريف حماة الشمالي.
تواصل قوات النظام السوري، مدعومة بغطاء جوي روسي، تطبيق استراتيجية تجمع بين الأرض المحروقة و"دبيب النمل" بهدف السيطرة على مناطق جديدة في ريفي حماة وإدلب، والتي يبدو أن الخوين وسكيك ستكونان الهدف المقبل، إذ استقدمت تعزيزات كبيرة لمهاجمتهما.
تعرضت قوات النظام السوري، الليلة الماضية، لثلاث هجمات من قبل مجهولين بالقنابل والقذائف، تزامناً مع محاولة اغتيال قياديين في فصائل "المصالحة"، فيما كتب مجهولون عبارات تضامن مع إدلب وأريحا وعبارات ضد النظام على جدران المدارس في بلدة سحم الجولان.
تمكنت المعارضة السورية المسلّحة من صدّ هجوم عنيف للنظام والمليشيات التابعة له على محور "الكبينة" في ريف اللاذقية الشمالي الشرقي، في وقت سيطرت فيه قوات النظام، صباح اليوم الاثنين، على قرية الجبين في ريف حماة الشمالي الغربي.
يظهر الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، عاجزا، وهو على أبواب الجولة 13 من محادثات أستانة بشأن سورية، ولم يعد لديه سلاح لم يجرّبه، وحتى رهانة الأخير على سهيل النمر لم يعد مجديا، بعد أن حوّلته مواجهات حماة إلى نمرٍ من ورق.
لا يمكن فصل التصعيد العسكري في إدلب ومحيطها، والذي أسفر عن مجزرة جديدة في معرة النعمان، عن رغبة روسيا بالتمهيد لجولة جديدة من محادثات مسار أستانة بالدم في محاولة لفرض شروطها على المعارضة