وجّه رئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد، صباح اليوم، عدة رسائل تتعلق بقضية سد النهضة، تراوحت بين التأكيد على موقفه حول الملء المبكر للسد، بدءاً من شهر يوليو/تموز المقبل، ومحاولة طمأنة كل من مصر والسودان.
بعد هذا الاعتراف بالفشل، وفي ظل عجز النظام المصري عن حماية حقوق مصر في المياه وحق شعبها في الحياة التي تعتمد بنسبة 95% على مياه النيل، لم يعد أمام السيسي إلا سحب الشرعية التي منحها للسد العدواني بالانسحاب من المفاوضات.
فيروس كورونا والأزمة الاقتصادية الناجمة عنه والوضع الأمني الهش وموارد المصريين المائية المهددة بفعل سد النهضة أزماتٌ من النوع الثقيل كاهل مصر والمصريين اليوم، خصوصا بعد ارتفاع معدلات الفقر والبطالة، ما يعكس فشلا حكوميا شاملا.
نقص المياه تهديد يطاول العالم ككلّ، فتمضي الدول، كلّ على حدة، في محاولات لإيجاد حلول تجنّبها أزمات ذات صلة. لكنّ دولاً عدّة تجد نفسها ضحيّة لتلك المحاولات من جهة ولعدم جديّة سعيها من جهة أخرى، والعراق من بينها
يسابق الأوروبيون الوقت قبل حلول شهر يوليو/ تموز المقبل، الموعد المحدد لبدء ملء خزان سدّ النهضة، والذي حدّدته إثيوبيا، وذلك لتمرير مقترح لهم، يُبطئ عملية الملء، ويحمي مصالح الدول المعنية في نهر النيل.
أعلن مسؤولون إثيوبيون، قبل أيام، أن بلادهم ستبدأ بملء "سد النهضة" في يوليو/ تموز المقبل، بغضّ النظر عن التوصل إلى اتفاق مع مصر من عدمه. وقال وزير الخارجية الإثيوبي غيدو أندارغاشيو، إن بلاده "لا ترى أي سبب لتأجيل ملء الخزان"
على الرغم من تحركاتها الدبلوماسية بشأن سدّ النهضة، إلا أنّ التشاؤم يسيطر في مصر حيال تطورات الملف ومسألة العودة للمفاوضات، في ظلّ تعنّت إثيوبيا التي يبدو أنها ماضية بخططها لملء السد بدءاً من يوليو/تموز المقبل.
باشرت السلطات المصرية مساراً مختلفاً في التعامل مع قضية سدّ النهضة، خصوصاً قبل بدء مرحلة ملء الخزان في يوليو المقبل، عبر التواصل مع دول تتبع لها شركات الإنشاءات بغية حضّها على إبطاء العمل في السدّ.
تقارير عربية
مباشر
التحديثات الحية
العربي الجديد
18 ابريل 2020
طارق الشيخ
كاتب وصحفي سوداني، دكتوراة من جامعة صوفيا، نشر مقالات وموضوعات صجفية عديدة في الصحافة العربية، يعمل في صحيفة الراية القطرية، عمل سابقاً رئيس تحرير ل "الميدان" الرياضي السودانية.
في غضون الجدل الراهن حول سد النهضة، أكثر ما يلفت ذلك المستوى المنحط للخطاب بين ضفتي النيل في البلدين، وهوة تتعمق تتغذّى بالخطاب الاستعلائي والعصبية، لتكون العلاقة بين مصر والسودان اليوم، في أسوأ مراحلها.
تتمسك القاهرة، التي تنتظر زيارة سيقوم بها رئيس الحكومة السودانية عبد الله حمدوك للتوسط في أزمة سد النهضة مع إثيوبيا، بشرطها الأساسي للموافقة على استكمال المفاوضات الخاصة، التزام أديس أبابا بعدم البدء في ملء السد قبل التوصل إلى اتفاق.