في ظل الخسائر التي تكبّدها اللواء الليبي المتقاعد خليفة حفتر في الأسابيع الأخيرة، أعلن الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، أمس، ما سمّاه إعلان القاهرة كمبادرة سياسية لحل الأزمة الليبية، لكن هدفها الأول هو معالجة الخلافات داخل معسكر شرقي ليبيا.
تعمل الدبلوماسية الجزائرية بصمت لبلورة تصور للحل الليبي، محاولة الاستفادة من تبدل المعطيات الميدانية في ليبيا، وتراجع قوة ونفوذ اللواء المتقاعد خليفة حفتر، وكذلك من علاقاتها المتزنة مع أطراف إقليمية ودولية تغذي أو تتدخل في حرب ليبيا.
رفعت القاهرة من ضغوطها على أبوظبي من أجل التوصل إلى اتفاق سياسي يفتح الباب أمام المكونات السياسية في الشرق الليبي المشاركة في الحكم، وذلك مخافة أن تحوّل أنقرة، "الوطية"، التي سيطرت عليها قوات حكومة الوفاق إلى قاعدة عسكرية لها.
تجري تحركات داخل معسكر شرق ليبيا، استعداداً لمرحلة لاحقة قد يغيب فيها اللواء المتقاعد خليفة حفتر عن المشهد، ويُستبدل بشخصية أخرى، في إطار اتفاق دولي أوسع، لحسم الملف الليبي. وقد بدأ الدفع في هذا الإطار باتجاه رئيس الأركان عبدالرزاق الناظوري.
رفض العاهل المغربي، الملك محمد السادس، عرضاً مغرياً قدمه ولي عهد أبوظبي محمد بن زايد، يتضمن دعم الرباط للواء الليبي المتقاعد خليفة حفتر مقابل النفط ومشاريع استثمارية، بحسب ما كشف تقرير صحافي مغربي.
استاذ العلوم السياسية في جامعة صقريا، حصل على الدكتوراة والماجستير في العلوم السياسية من جامعة القاهرة، وعمل باحثاً في عدة مراكز بحثية. ونشر مقالات وبحوثاً عديدة عن السياسية في أفريقيا ومصر والشرق الأوسط .
شهدت ليبيا تسارعا في بسط حكومة الوفاق سيطرتها على غرب البلاد، في ما يبدو مؤشرات على انكسار حدّة موجات الهجوم على العاصمة، طرابلس. غير أنه في ظل التناقضات الدولية والمحلية، يصعب معرفة اتجاهات التفاعل والصراع على أرض الواقع.
تتجه العلاقات الدولية، بعد انتهاء وباء فيروس كورونا، إلى التغيير، وقد تضطر تونس إلى الدخول في تحالفات جديدة، خصوصاً مع الدول التي وقفت إلى جانبها في الأزمة. كما أن هناك ضغوطا لإعادة إحياء المغرب العربي وتجاوز الانقسامات الحاصلة بين دوله.