أعلن أعيان وشيوخ القبائل في منطقة الهلال النفطي عن شروطهم لإعادة فتح حقول وموانئ النفط، وتفويضهم رئيس الحكومة المكلفة من مجلس النواب، فتحي باشاغا، في تنفيذ كل ما يحقق مطالبهم.
دعا اقتصاديون إلى معالجة أزمة الإغلاقات المتكررة لحقول النفط الليبي وتكبيد البلاد مبالغ مالية طائلة هي في أشد الحاجة إليها. وكانت المؤسسة الوطنية للنفط في ليبيا قد أعلنت، اليوم الأحد، فرض حالة القوة القاهرة على حقول نفطية جنوب غرب البلاد
تنهي ليبيا 11 عاماً على ثورة فبراير من دون أن تخرج من دوامة الأزمات السياسية والأمنية، التي يختلط فيها التنافس الداخلي والمصالح الخارجية، ليدفع الليبيون ثمن هذه الانقسامات التي تزداد عمقاً.
يعود إنتاج النفط الليبي إلى دائرة الأزمة في ظل خلافات بين مسؤولي القطاع حول إدارة المنشأت والرواتب وتمويل تطوير الحقول، لتدخل الأحوال الجوية بدورها أخيراً وتربك المشهد، بينما المحصلة واحدة وهو تراجع الإنتاج والتصدير.
هنا ستتحول ليبيا من دولة نفطية كبرى في المنطقة، إلى دولة مفلسة غير قادرة على سداد ديونها الخارجية، ليس لديها السيولة الكافية لسداد رواتب موظفي الدولة، أو توفير التمويل اللازم لاستيراد السلع الأساسية.
يصرّ اللواء المتقاعد خليفة حفتر على تحويل الليبيين إلى شعب من الفقراء والمعدمين والبؤساء، الذين يعانون من الفقر والبطالة والأمراض وزيادة أسعار السلع والخدمات الأساسية، وتلاحقهم أوجاع الدول الفقيرة، رغم امتلاك ليبيا ثروات نفطية وطبيعية هائلة.
أصبح الصراع على موارد النفط الليبية أكثر تعقيداً، في ظل عدة مؤشرات، والحشودات على أطراف مدينة سرت، الأمر الذي قد يجعل الصراع على الهلال النفطي في المرحلة المقبلة حاسماً لمستقبل ليبيا، خصوصاً وأن هناك من يحاول رسم "حدود حمراء" بين أقاليم البلاد.
آراء
بشار نرش
29 يوليو 2020
حسان زهار
كاتب وإعلامي جزائري، تولى رئاسة تحرير صحف جزائرية يومية وأسبوعية
عندما يؤكد الرئيس الجزائري، عبد المجيد تبون، وجود تنسيق يومي مع تركيا بشأن الملف الليبي، فهذا يعني أن الجزائر ترفض أن تلعب القاهرة لعبتها الخطرة وحدها، الأمر الذي يستلزم معه ردود فعل بمستوى حجم هذه اللعبة الخطرة، من أبرزها خروج الجزائر من عزلتها.