نفط ليبيا في دائرة الأزمة... خلافات لم ينقصها سوى سوء الطقس

نفط ليبيا في دائرة الأزمة... خلافات لم ينقصها سوى سوء الطقس لضرب التصدير

11 يناير 2022
ميناء السدرة النفطي (فرانس برس)
+ الخط -

يعود إنتاج النفط الليبي إلى دائرة الأزمة في ظل خلافات بين مسؤولي القطاع حول إدارة المنشأت والرواتب وتمويل تطوير الحقول، لتدخل الأحوال الجوية بدورها أخيراً وتربك المشهد، بينما المحصلة واحدة وهو تراجع الإنتاج والتصدير.

وأعلنت المؤسسة الوطنية للنفط، اليوم الثلاثاء، عن تعليق تصدير الخام من ميناء السدرة، أحد أكبر موانئ تصدير النفط، بسبب سوء الأحوال الجوية وما وصفته بنقص القدرة على التخزين نتيجة تدمير المنشآت الناجم عن الحرب وعدم كفاية التمويل.

وأضافت المؤسسة في بيان لها أن شركة الواحة للنفط التابعة لها، التي تصدر النفط عبر ميناء السدرة، خفضت الإنتاج بواقع 50 ألف برميل يومياً وأن إجمالي خفض الإنتاج ربما يصل إلى 105 آلاف برميل يومياً إذا استمر سوء الأحوال الجوية.

خلافات بين مسؤولي النفط

ويأتي تعليق تصدير النفط من ميناء السدرة بعد أن أصدر رئيس حكومة الوحدة الوطنية عبد الحميد الدبيبة توجيهاته بالفتح الفوري لحقول الشرارة والفيل والوفاء والحمادة المغلقة منذ العشرين من ديسمبر/كانون الأول الماضي، في وقت كشفت فيه مصادر حكومية عن سعي الدبيبة إلى اجتثاث جذور الخلافات بين مسؤولي قطاع النفط التي طاولت آثارها السلبية عمليات الإنتاج.

وبحسب المكتب الإعلامي لرئيس الحكومة، فإن توجيهات الدبيبة جاءت بعد اجتماعه مع رئيس حرس المنشآت النفطية لفرع الجنوب الغربي، أمس الاثنين، واستماعه لمطالب الجهاز، مشيرا إلى أن الدبيبة وجه تعليماته بتشكيل لجنة لمتابعة الصعوبات التي تواجه العاملين في الفرع لتأدية مهامهم.

وكان فرع الجنوب الغربي لجهاز حرس المنشآت النفطية قد أعلن عن وقف حركة إنتاج النفط في الحقول الأربعة، احتجاجا على عدم تجاوب الحكومة مع مطالبهم بشأن تحسين رواتبهم وتوفير المركبات الآلية اللازمة للحراسات والتموين.

وتسبب وقف الإنتاج في الحقول الأربعة في فقدان ليبيا أكثر من 300 ألف برميل يومياً، لكن وزير النفط بالحكومة محمد عون كشف، في تصريحات صحافية أمس، أن حجم الإنتاج النفطي ارتفع إلى 900 ألف برميل يومياً بعد صيانة خط النقل بين أحد الحقول في الجنوب وميناء السدرة، أحد موانئ منطقة الهلال النفطية وسط البلاد.

ويقترب الرقم الذي أعلنه وزير النفط من البيانات التي أوردتها المؤسسة الوطنية للنفط في بيان، اليوم، حول بلوغ الإنتاج 896 ألف برميل يومياً، ارتفاعا من 729 ألفاً الأسبوع الماضي. وكان الإنتاج قد وصل في 2021 إلى نحو 1.3 مليون برميل يومياً.

صدام بين صنع الله وعون

وكشفت مصادر مقربة من الحكومة، تحدثت لـ"العربي الجديد"، عن سعي رئيس حكومة الوحدة الوطنية إلى حلحلة الخلافات بين وزير النفط محمد عون ورئيس المؤسسة الوطنية للنفط مصطفى صنع الله، المستمرة منذ قرار الإقالة الذي أصدره وزير النفط، في نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، بحق صنع الله من منصبه، وعدم اعتراف الأخير به واستمراره في عمله.

ووفقا لمعلومات المصادر، فإن مساعي الدبيبة جاءت بعد المخاوف من تداعيات الخلاف وتهديدها عملية الإنتاج والتصدير، مشيرة إلى أنها كانت أحد أسباب قرار فرع الجنوب الغربي بحرس المنشآت النفطية إغلاق الحقول الأربعة.

وكان رئيس جهاز حرس المنشآت النفطية العميد علي الذيب قد أشار في بيان له، في 23 ديسمبر/كانون الأول الماضي، إلى إخلاء وزير النفط محمد عون مسؤوليته حيال مطالب فروع الجهاز، مثل الرواتب والملابس والإعاشة.

ولفت الذيب إلى أن الوزير رد بأن جهاز حرس المنشآت النفطية "لا يتبع وزارة النفط والغاز حتى يتم تقديم الدعم المطلوب، ولكن الجهاز يتبع المؤسسة الوطنية للنفط".

ولقي قرار فرع الجنوب الغربي بحرس المنشآت النفطية إغلاق الحقول الأربعة استنكاراً من قبل صنع الله، مؤكدا أنه "لا يمكن لنا أن نقبل أو نغض الطرف عن هذه الممارسات التي تسبب معاناة للمواطنين، ولا يمكن جعل هذه الممارسات وسيلة تسيس قوت الليبيين لأغراض جهوية أو لتحقيق مكاسب ومصالح أفراد، ولن نسمح لهؤلاء بلعب دور في قطاع النفط الوطني"، بحسب بيان له في العشرين من الشهر الماضي.

تسييس قوت الليبيين

وجاء قرار إغلاق الحقول الأربعة بعد أربعة أيام من قرار أصدره صنع الله يوم 16 ديسمبر/كانون الأول، أقال بمقتضاه رئيس شركة أكاكوس للعمليات النفطية أحمد عمار من منصبه، وأوصى بتعديل مجلس إدارة الشركة.

لكن وزير النفط أصدر قرارا يلغي قرار صنع الله بعد أربعة أيام من صدوره، مطالبا رئيس شركة أكاكوس بالاستمرار في منصبه. واستند الوزير في قراره إلى أن صنع الله "موقوف عن العمل منذ 14 نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي"، مشيرا إلى أن قرار إعادة تشكيل مجلس إدارة أي شركة يحتاج موافقته كوزير للنفط.

المساهمون